تتواصل فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للكتاب بسانتياغو بالشيلي، إلى غاية 14 نونبر الجاري، بمشاركة 700 دار نشر عالمية، تمثل مختلف الاتجاهات الثقافية والمعرفية بمختلف بلدان العالم، من بينها المغرب. جانب من معرض سانتياغو وتتزامن الدورة الثلاثون لهذا المعرض، الذي تنظمه الغرفة الشيلية للكتاب، مع تخليد ذكرى مرور مائتي سنة على استقلال الشيلي، حيث حرص المنظمون على أن يكون الرواق الشيلي في هذه التظاهرة الدولية ضيفها الشرفي، متضمنا كافة الأوجه والمظاهر الثقافية للبلاد، للتعريف بفنانيها ومثقفيها وحضارتها الضاربة في جذور التاريخ. وتندرج المشاركة المغربية في هذا الحدث الثقافي المهم بأمريكا الجنوبية، للمرة الثالثة على التوالي، في إطار الجهود، التي تبذلها وزارة الثقافة، وسفارة المملكة بالشيلي، و"مركز محمد السادس لحوار الحضارات" بكوكيمبو، من أجل التعريف بالثقافة والحضارة المغربيتين في هذا البلد، وتقريب المواطن الشيلي من المغرب. وبهذه المناسبة، قال جواد المسطاري، رئيس قسم المعارض بوزارة الثقافة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الهدف من المشاركة المغربية في هذا المعرض الدولي، هو التعريف بالكتاب المغربي، والناشرين المغاربة، والبحث عن أسواق للترجمة، وتبادل الحقوق بين الناشرين المغاربة ونظرائهم الأجانب المشاركين في المعرض، وكذا التسويق لمعرض الكتاب بالدار البيضاء، والتعريف به لدى المشاركين المنتمين بالخصوص لبلدان أمريكا اللاتينية. وأضاف المسطاري أن الهدف يتمثل، أيضا، في تقريب المواطن الشيلي خصوصا، ومواطني أمريكا اللاتينية عموما، من الثقافة والحضارة المغربيتين، وإبراز مختلف مكوناتهما، مشيرا إلى أن المشاركة المغربية ضمن هذا المعرض لا تقتصر فقط على الكتاب، وإنما تقدم ألوانا أخرى من الثقافة المغربية، مثل طرب الآلة، وتوقيع كتب والتعريف بمؤلفيها، مؤكدا أن وزارة الثقافة تعمل من أجل إيصال الكتاب المغربي إلى أبعد نقطة. من جهته، قال أحمد آيت بلعيد، مدير "مركز محمد السادس لحوار الحضارات" بكوكيمبو، إن حضور الرواق المغربي في هذه التظاهرة الثقافية الدولية يتوخى توطيد جسور التفاهم والتبادل الثقافي والحضاري بين المغرب والشيلي بصفة خاصة، وبينه وبين مختلف دول أمريكا اللاتينية عموما، وكذا التعريف بما تزخر به المملكة من مؤهلات ثقافية واقتصادية واجتماعية وغيرها. وأضاف آيت بلعيد، في تصريح مماثل، أنه من هذا المنطلق، يعمل "مركز محمد السادس لحوار الحضارات" على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تتعلق بالتعريف بمختلف أوجه الإشعاع الحضاري المغربي، وتصحيح المعلومات المغلوطة عن الإسلام والتعريف بتعاليمه السمحة، وتشجيع التقارب والتفاهم بين مختلف الحضارات والديانات، وكذا التعريف بالثقافة الشيلية بالمغرب، من خلال ترجمة أعمال أدباء شيليين إلى اللغة العربية، وتشجيع الفعاليات الشيلية على المشاركة في الأنشطة الثقافية بالمغرب. وأوضح عبد العزيز السباعي، مدير مكتبة الأنوار بتطوان، من جانبه، أن الرواق المغربي يتضمن ثلاثة أنواع من الإصدارات المعروضة، يتعلق الأول بالكتاب المغربي الصادر باللغة الإسبانية لمؤلفين مغاربة، والثاني بكتب مغربية مترجمة إلى اللغة الإسبانية، فيما يهم الثالث إصدارات لمؤلفين أجانب كتبوا عن المغرب باللغة الإسبانية. واعتبر السباعي أن الكتاب المغربي الصادر باللغة الإسبانية يشكل أداة إضافية لتقريب المغرب، حضارة وثقافة، من زوار المعرض، شيليين وأجانب، وذلك بما يتيحه من مظاهر التلاقح والتلاقي بين نمطين ثقافيين متباعدين جغرافيا، مؤكدا في هذا السياق أن ذلك ما يحفز ويدعو إلى ضرورة الاهتمام بالكتابة والترجمة إلى اللغة الإسبانية من أجل التعريف بالثقافة والحضارة المغربيتين، سواء بالشيلي أو بعموم البلدان الناطقة بالإسبانية. ويقدم رواق المغرب بالمعرض الدولي للكتاب بسانتياغو، في دورته الثلاثين، مجموعة من الإصدارات، التي تعنى بمجالات الأدب (شعر، قصص، مسرح ورواية...)، والتاريخ والجغرافيا (خرائط)، بالإضافة إلى كتب حول الطبخ المغربي، وأخرى حول المجتمع المغربي وعاداته. ومن بين الإصدارات المغربية بالمعرض، هناك مجموعة من أعمال الباحثة في علم الاجتماع فاطمة المرنيسي، والروائيين: الطاهر بنجلون، وإدريس الشرايبي، ومحمد بوسيف الركاب، والإعلامي سعيد الجديدي، إضافة إلى بعض الأعمال، التي قام "مركز محمد السادس لحوار الحضارات" بكوكيمبو بإصدارها، من قبيل المجموعة القصصية لأحمد بوزفور، وديواني شعر لكل من عائشة البصري، ووداد بنموسى، وكتاب "المغرب بعيون شيلية"، وجريدتين حول مظاهر الثقافة المغربية والموسيقى المغربية، علاوة على أعمال الملتقيات الدولية الثلاثة الأولى لحوار الحضارات، التي نظمت بالشيلي من طرف السفارة المغربية والمركز. ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي افتتح فعالياتها الرئيس الشيلي، سيباستيان بينييرا، رفقة عدد من أعضاء الحكومة الشيلية، نحو600 نشاط يهم تقديم كتب ومؤلفات، وعقد لقاءات مباشرة تجمع المؤلفين بالزوار (بمشاركة أزيد من ستمائة كاتب شيلي)، وإقامة موائد مستديرة حول مواضيع تلامس مجالات الأدب والثقافة والعلوم بشكل عام، إضافة إلى عروض مسرحية وسينمائية وأخرى خاصة بالرقص والموسيقى وأنشطة للأطفال.