انطلقت فعاليات الدورة التاسعة لمنتدى الإعلام العربي الذي أقيم هذا العام تحت عنوان "حراك الإعلام العربي: تعزيز المحتوى لتطوير الأداء" وفاق عدد حضوره في اليوم الأول 1800 خبير ومهتم. وفي كلمتها الافتتاحية، قالت مريم بن فهد المدير التنفيذي لنادي دبي للصحافة، إن المنتدى يمثل أكبرَ تجمعٍ سنويٍ للإعلاميين العرب تحتضنه دولة الإمارات، حيث تتاح لهم فرصةَ اللقاءِ والحوارِ حولَ شؤونِ الإعلامِ العربي، والتعرفِ على التجاربِ الدوليةِ الناجحة، والسعي لاستشرافِ آفاقِ مستقبلِ صناعةِ الإعلامِ. وأضافت أن أحد عناوينِ رسالةِ نادي دبي للصحافةِ منذ تأسيسهِ قبل أحدَ عشرَ عاماً بتوجيهاتِ ورعايةِ صاحبِ السموِ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو "مُلتقى الأفكار" حيث تلتقي الأفكارُ في الإِصدار السنوي الذي يصدر تحت عنوان "نظرةٌ على الإعلامِ العربي" والذي يسعى إلى التعرفِ بالطرق العلميةِ على تفاصيلِ المشهدِ الإعلاميِ ويتوقعُ التغييراتِ لخمسِ سنواتٍ مقبلة، مقدماً لصانعيِ القرارِ والباحثينَ والدارسينَ مادةً مرجعيةً فريدة. وفي الجلسة التي عُقدت تحت عنوان "هل يصل مقص الرقيب إلى الفضاء؟" التي أدارتها الإعلامية يولا يعقوبيان من قناة المستقبل، حاول طرفا الحوار إلقاء تبعة حالة الكساد الإعلامي العربي وتهافت خطابه الإعلامي على الآخر، فقال ممثلو القنوات الفضائية المستقلة والصحفيون المستقلون أن الأنظمة العربية تتماهى مع القرارات الأمريكية المحرضة على الرقابة بحجة مكافحة القنوات التي تحض على الإرهاب والعنف والكراهية، فيما شدد ممثلو الجانب الحكومي على أن الهدف من الوثيقة والمفوضية هي ضمان الممارسة الحرة للإعلام وحرية الرأي في إطار من المرجعية الديمقراطية واحترام حق الآخر في التعبير. وقال قصير إن السجال بين الحاجة الماسة للإعلام وبين التهديدات الخارجية التي يتعرض لها الإعلام العربي بعد صدور قرار الكونجرس الأمريكي الذي صنف بعض القنوات العربية بأنها إرهابية وأنها تهدد مصالحه وأمنه القومي أو تدعو للعنف ضد الأمريكيين والإسرائيليين، في القوت الذي يوجد فيه نقاش جاد داخل جامعة الدول العربية بضرورة وجود مفوضية للإعلام العربي، تقوم بدور الرقيب أو الضابط للإعلام، يظهر الواقع الذي يعيشه الإعلام العربي. مضيفاً أن الإعلام هو مرآة الواقع وبالتالي لابد أن يعكس كل تفاصيل الواقع. وأضاف أن الطفرة التكنولوجية جعلت هناك فجوة بين الطفرة في وسائل الإعلام حيث يصل عدد الفضائيات العربية إلى حوالي 700 قناة مما جعل للإعلام العربي مكانة وقدرة على التأثير في الرأي العام العربي والخارجي، وبين عدم مواكبة التشريعات المحلية والإقليمية لهذا النمو، في نفس الوقت الذي شعر فيه الإعلام الغربي بأن الإعلام العربي كسر الاحتكار الذي كان متمركزاً في الوكالات الخمس المعروفة. ومن جانبه قال وزير الاتصال خالد الناصري،إن عهد الرقابة مضى وانقضى مصطلحاً ومفهوماً، والعالم العربي في حاجة للبحث عن تنظير وتأطير جديدين، فالرقابة أصبحت مرفوضة على كل المستويات، مؤكداً أن موضوع وثيقة تنظيم البث والاستقبال الإذاعي عبر الفضاء التي وقعت في منتصف فبراير 2008 هي وثيقة استرشادية تتضمن ضوابط أخلاقية وسياسية ترقى بالأداء الإعلامي إلى مستوى متطور بمرجعية ديمقراطية وتحررية واضحة، وتضمن حخماية الحق في الوصول إلى المعلومة، واحترام حرية التعبير، وتقر بمبدأ حرية استقبال البث واحترام الإنسان وخصوصية الأفراد والعديد من الأمور الأخرى التي تصب في نفس الاتجاه. كما أكد الناصري أن مفوضية الإعلام العربي، التي سوف يجتمع مجلس وزراء الإعلام العربي لمناقشتها الشهر المقبل، تتعلق بالاستجابة لرؤية متكاملة لتقديس العمل الإعلامي العربي المشترك وجعله أكثر تأثيراً وتأتي في إطار سياسي يسمو إلى مستوى استراتيجي، حيث يوجد حوالي 700 قناة فضائية في العالم العربي بتأثير إعلامي باهت، مشدداً على أن المفوضية لم تأت استجابة لقرار الكونجرس الأمريكي فيما يتعلق بتصنيف بعض الفضائيات العربية. من جانبه أثار محمد قيراط، عميد كلية الاتصال، جامعة الشارقة قضية وجود حوالي 112 قناة فضائية عربية تبث صوراً إباحية، كما تمنى أن تقوم النقابات الصحفية في مصر والجزائر بسحب البطاقة الصحفية لمدى الحياة من أي صحفي قام بسب أي من الشعبين أسوة لما قامت به جمعية صحفية مع إحدى الصحفيات التي اخترعت قصة صحفية وفازت بجائزة. واعتبر قيراط أن قرار الكونجرس الأمريكي يمثل إهانة ومحاولة فاشلة مثل ما سبقها من محاولات من وراء إطلاق قناة الحرة وغيرها من القنوات التي تحظى بنسبة مشاهدة محدودة، معتبراً أن هناك حوالي 10-20 قناة فضائية لديها مسوؤلية اجتماعية في ظل غياب شبه كامل لهذا المفهوم عن باقي القنوات ووسائل الإعلام العربية. وعندما أعطيت الفرصة للحضور للمداخلات، ألقوا وابلاً من الانتقادات لمشروع الوثيقة ولمشروع مفوضية الإعلام، منتقدين عدم تحرك جامعة العربية في كثير من القضايا الهامة التي تهم المواطن العربي، مع اهتمامها الملحوظ بمحاصرة الإعلام.