الفرع المحلي هو الوحدة الأساسية للتنظيم الحزبي ومصدر قوته انعقد مؤخرا، اجتماع للمجلس الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة تادلا أزيلال بحضور عدد من الرفيقات والرفاق من مختلف الفروع المحلية التابعة للأقاليم. وأشرف على أشغال هذا اللقاء أعضاء الديوان السياسي: لبيض كرين المسؤول عن تتبع جهة تادلا أزيلال،وعبد الأحد الفاسي المكلف بالتكوين وغزلان المعموري، المكلفة بالتواصل. وتمحور جدول أعمال هذا الاجتماع الذي يأتي بعد النجاح الكبير لمؤتمر الحزب، حول خريطة الطريق وآفاق العمل المسطرة تحضيرا للاستحقاقات التشريعية المقبلة. وتناول لبيض كرين في مداخلته خلال هذا اللقاء، التحولات التي تشهدها بلادنا خلال العقد الأخير، مبرزا، أن المغرب الذي يتغير بشكل عميق، يحقق مكتسبات في المجالات السياسية والحقوقية والاقتصادية،تسمح بفتح أوراش كبرى مهيكلة لتحقيق التنمية الجهوية، فضلا عن التطور الذي شهده الحقل الثقافي والإعلامي. وفي مقابل ذلك، أشار كرين إلى أن هناك تحديات كبيرة يجب رفعها متمثلة في ضعف المشاركة في الانتخابات وانخراط المواطنين في العمل السياسي المنظم، وهو نتاج تراكمات سياسية قديمة وحديثة، متصلة بالانحرافات التي عرفها البناء الديمقراطي في المغرب،وفي المشاكل التي تتخبط فيها غالبية الفئات الشعبية،والتي تدفع هذه الشريحة إلى اعتبار معركة البناء الديمقراطي والمشاركة في الانتخابات أمورا ثانوية، مستطردا، أن حزب التقدم والاشتراكية مطالب اليوم، أن يبرهن أن الأهداف الكبرى التي حددها مؤتمره الأخير، أهداف واقعية وواعدة من خلال العمل على تحقيقها. وشدد المتحدث، أن «جيل جديد من الإصلاحات لمغرب الديمقراطية» يجب أن يتعزز برؤية جديدة لممارسة العمل السياسي عبر نهج سياسة القرب من الحياة اليومية للمواطنين والاهتمام بمشاكلهم وقضاياهم، ولإنجاز هذه المهام، يجب تأهيل الآلة الحزبية وتفعيل هياكلها باعتماد الجدارة، الأهلية، الفعالية، الشفافية والديمقراطية الداخلية. وقالت الرفيقة غزلان المعموري في معرض مداخلتها حول التواصل الحزبي «ينبغي تثبيت الصورة السياسية للحزب، كحزب وطني تقدمي ديمقراطي يدافع عن قضايا المواطنين، ومصالح الفئات الشعبية المحرومة، مناصر لقيّم الحرية والمساواة والتضامن، ولقضايا السلم والتضامن بين الشعوب، حزب مناهض للعنصرية وللأصولية، مؤمن بالتحالفات في إطار الكتلة الديمقراطية والفعاليات الديمقراطية». وأضافت أن «بلورة خطاب سياسي من أجل التواصل الداخلي بين المناضلين في الفروع المحلية،وكذا التواصل مع الرأي العام الوطني، يجب أن يكون خطابا جذابا وفي نفس الوقت مؤثرا، ينطلق من التوجه السياسي للحزب ويتجاوب مع انتظارات المواطنات والمواطنين». وأكد الرفيق عبد الأحد الفاسي في كلمته خلال هذا الاجتماع، أن الفرع المحلي هي الوحدة الأساسية للتنظيم الحزبي ومصدر قوته، لكونه المجال الذي يربط بين المشروع المجتمعي للحزب وقضايا المواطنين، بل هو الفضاء الذي تجري فيه مختلف التفاعلات السياسية على المستوى المحلي. مضيفا، أن مبادرات الأجهزة الحزبية وأنشطتها الخلاقة هي التي تسمح بترويج أفكار الحزب وتوسيع نفوذه وتقوية إشعاعه، عبر تجسيد منهجية نضال القرب التي تجعل عمل الحزب متواصلا ومتجددا. وشدد عبد الأحد الفاسي على ضرورة الاهتمام بالقضايا المحلية والتفاعل معها، خاصة منها الاجتماعية، وذلك عن طريق عقد لقاءات مستمرة مع المواطنين، والإنصات اليومي لمشاكلهم والدفاع عن قضاياهم العادلة، إضافة إلى الانخراط في العمل الجمعوي على المستوى المحلي، وإيلاء أهمية خاصة لقطاعات العمال والفلاحين الصغار، كما الشباب القطاع الطلابي بالخصوص الذي يعتبر الرافد لأطر الحزب، هذا كله دون إغفال توفير التجهيزات الأساسية للمكاتب المحلية حتى تتمكن من القيام بمهامها على أحسن. وأكدت تدخلات الرفاق الحاضرين على العناية بالموارد البشرية والتكوين، لا سيما، تكوين المستشارين الجماعيين في التسيير الجماعي والتدبير المحلي، والتواصل مع الجمعيات والانخراط معها وتكثيف الأنشطة الإشعاعية والانفتاح على الكفاءات واستقطاب منخرطين جدد من الشباب والأطر والنساء والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية.