تكريم المناضل القيدوم الحاج بنعيسى بريويك في إطار الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الوطني الثامن لحزب التقدم والاشتراكية في نهاية الشهر الجاري تحت شعار "جيل جديد من الإصلاحات لمغرب الديمقراطية"، عقد الفرع الإقليمي لسيدي قاسم بمدينة جرف الملحة، جمعه العام العادي يوم الأحد 16ماي 2010 تحت إشراف وفد من الديوان السياسي يتكون من الرفاق أمين الصبيحي، نبيل بنعبدالله وقاسم الغزوي والمنسق الجهوي محمد برقية، وبحضور أعضاء اللجنة المركزية عبد السلام بوطالب وبنعيسى بريويك وأحمد الكوراري ومحمد المعروفي ورؤساء الجماعات المحلية بالإقليم وممثلي الفروع المحلية. وقد ألقى رئيس الجلسة الرفيق عبد السلام بوطالب كلمة ترحيبية عبر من خلالها عن الظرفية التاريخية والوطنية التي ينعقد فيها المؤتمر الوطني للحزب، كما نوه بالمجهودات التي قام بها جل الرفاق في إطار الحملة الواسعة للإنخراطات والانفتاح على الشباب والنساء وفعاليات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن أخلاقيات التربية الحزبية جعلت من حزب التقدم والاشتراكية قوة سياسية واجتماعية داخل المنطقة. وقد ألقى الرفيق قاسم بلفلاح الذي تم انتخابه كاتبا أولا للفرع الإقليمي بعد هيكلة الفرع كلمة همت بالأساس الجانب التنظيمي والتقني للمؤتمر الإقليمي مشيرا إلى عدد المنخرطين والمنخرطات بالإقليم وعدد المنتدبات والمنتدبين للمؤتمر الوطني الثامن. فيما تقدم الرفيق نبيل بن عبدالله بطرح تاريخ الحزب بالمنطقة معتبرا أن ماوصل إليه الحزب بفضل التراكمات الحزبية والسياسية للرفاق الذين ناضلوا من أجل ترسيخ مبادئ الحزب وتوطينه بالمنطقة لدليل كبير في إشعاعه وفي حصوله على نتائج مشرفة في الاستحقاقات الجماعية والتشريعية بالمنطقة، وبفضل انفتاح الجماهير الشعبية والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين على حزبنا الذي يؤمن بضرورة تخليق الحياة السياسية. وأن المؤتمر الوطني محطة تاريخية لابد لكل رفاقنا ورفيقاتنا المنتدبين والمنتدبات للمؤتمر المساهمة في طرح أفكارهم واقتراحاتهم حول الوثائق المطروحة للمؤتمر سواء تعلق الأمر بمشروع الوثيقة السياسية أومشروع القانون الأساسي أومشروع الوثيقة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. كما أكد الرفيق أمين الصبيحي على أن مسألة الانتداب للمؤتمر هي مسألة تدل على نكران الذات وعلى التمثيلية الخلاقة والبناءة وبأن جل الرفاق هم سواسية داخل الحزب وأنهم جميعهم ممثلين في المؤتمر من خلال من انتدبوهم للمؤتمر وأن الحزب يشرف ويكرم جل منخرطاته ومنخرطيه. وأوضح من جهته القوانين المنظمة للمؤتمرات الإقليمية والمؤتمر الوطني تعريفا بمبادئ الحزب وبتراكماته السياسية والإيديولوجية والتاريخية. كما تطرق كل من الرفيق قاسم الغزوي والحاج مصطفى الغزوي إلى ضرورة تأهيل الحزب على مستوى القواعد وجعل المنخرطات والمنخرطين أداة فاعلة للتواصل بينهم وبين الجماهير الشعبية، واعتبار المسألة السياسية ضرورة ملحة في تقنين الحياة العامة. والتعريف بالقوانين من خلال اللقاءات التواصلية الدائمة وتقديم الاقتراحات والأفكار والتناغم مع مصلحة البلاد ومتطلباتها. ومن جهة أخرى، قام الفرع الإقليمي لسيدي قاسم بتكريم الرفيق الحاج بنعيسى بريويك أحد الوجوه البارزة من المناضلين الوطنيين والتقدميين بالمنطقة، وقد ألقيت في حقه كلمة الفرع الإقليمي تقدم بها الرفيق عبدالسلام بوطالب عضو اللجنة المركزية، وتقدم الرفيق نبيل بنعبدالله بكلمة شرفية ذكر من خلالها النضالات التي خاضها الرفيق بنعيسى بريويك تجاه الحزب والوطن من خلال تضحياته وباعتباره مدرسة أخلاقية للعمل السياسي الجاد.وانتهت أشغال المؤتمر الإقليمي بتنظيم تجمع عمومي تم التطرق فيه للقضايا المحلية والتعريف بوثائق المؤتمر الوطني للحزب بحضور الجماهير الشعبية الغفيرة. كلمة تكريم المناضل القيدوم الحاج بنعيسى بريويك ولد سنة 1946 م بدوار المخاشيم قيادة الحوافات، وتابع دراسته الابتدائية بمدينة مشرع بلقصيري حيث كان يقطع المسافات الطوال من دوار المخاشيم من أجل التمدرس، ونظرا للظروف الاجتماعية القاهرة وصعوبة الحياة اضطر للانقطاع مبكرا عن الدراسة كي يساعد والديه وأختيه الصغيرتين على تخطي عتبة الفقر وهو لازال في مقتبل العمر. مارس مهنا متعددة إلى أن رسى به المطاف عاملا بمعمل السكر الشمندري بمشرع بلقصيري قبل أن يحال على التقاعد قبل سنتين من تاريخنا هذا. إلتحق بصفوف حزب التحرر والاشتراكية سنة 1973 ثم بالتقدم والاشتراكية سنة 1975، ولبى نداء الوطن متطوعا في المسيرة الخضراء، وعانى كغيره من المناضلين الأوفياء للحزب والمخلصين للوطن من ظلم وبطش السلطة سنوات السبعينيات حين كانت السياسة جمرا. دون أن يطلب تعويضا عما عاناه من هيئة الانصاف والمصالحة وجبر الضرر معتبرا أن لاثمن يقدر فداء لروح الوطن ولمبدإ الديمقراطية الحرة. سنة 1981 تحمل مسؤولية الكاتب الأول للفرع المحلي وعضوا للجنة المركزية للحزب خلال المؤتمر الوطني السادس، وأشرف بشكل مباشر رغم ضعف الإمكانيات المادية على تأسيس خلايا الحزب والفروع المحلية بالغرب، ويعود له كل الفضل فيما نحن عليه الآن من مستوى تنظيمي وشعبي لابأس به عموما بالمنطقة. حظي بثقة الناخبين بمشرع بلقصيري في الانتخابات الجماعية سنة 1993 وتحمل مسؤولية الخليفة الثاني لرئيس المجلس البلدي، وكان في مستوى طموح المواطنات والمواطنين وكان أبا للجميع وأخا لكل الأطياف السياسية بالمدينة وحظي ومازال يحظى بموفور الاحترام والتقدير. لقب بالفقير على مستوى دائرة مشرع بلقصيري نظرا لانتمائه للزاوية الدرقاوية، يتميز بطاقة صبر وحيوية نشيطة رغم كبر سنه، وحين تحاوره تشعر وكأنك تحاور شابا لازال في مقتبل العمر. إبتسامته لاتفارق محياه، والنصيحة المتوازنة لاتبرح شفتاه، والتحليل السياسي لأوضاع البلاد هاجس أساسي يطبع حياته الخاصة والعامة. إنه والدنا الرفيق الحاج بنعيسى بريويك الذي نتمنى له موفور الصحة والعافية وطول العمر، هو مرجعنا التاريخي وطاقتنا المتجددة والمبدعة، هو من كان سببا في انتشار الحزب بجل ربوع منطقة الغرب، يواسي من هو في حاجة للمواساة، ويفرح مع من يعيش نشوة الأفراح، بيته مفتوح في وجه كل رفيقاته ورفاقه وحتى خصومه السياسيين الذين يقدرونه أشد تقدير وحتى الشباب الجمعويين. نكرمه اليوم، والتكريم ليس نهاية مشواره السياسي، لأننا في حاجة إليه، نكرمه ونحن نكبر فيه نضالاته السامية المتعالية على كل المصالح الضيقة، نكرمه اليوم اعتبارا لكونه مدرستنا الأولى في المجال السياسي والانتماء لحزب التقدم والاشتراكية. فهنيئا لنا برفيق من طينته وتربيته وحسن سريرته، هنيئا لنا بهذا الرفيق الذي لايتوانى في الاستجابة للوطن وقتما دعاه. نسأل الله أن يديم عليه الصحة ويرزقه طول العمر حتى نستفيد منه كمرجع سياسي خلاق.