تعهد مسؤولون عراقيون أول أمس السبت، بالتحقيق في أي مزاعم عن ارتكاب الشرطة أو الجيش لجرائم اثناء الحرب الطائفية في العراق بعد أن نشرت جماعة ويكيليكس في موقعها على الانترنت ملفات امريكية سرية تضمنت تفاصيل انتهاكات تعرض لها سجناء على أيدي القوات العراقية. وأوردت الكمية الهائلة من الملفات -والتي تحتوي بالاساس تقارير يومية ميدانية من ضباط من رتب صغيرة بالجيش الامريكي- تفاصيل عن انتهاكات بشعة بحق سجناء كانت السلطات الامريكية على علم بها لكنها لم تحقق فيها. وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الحكومة لن تظهر «أي تسامح عندما يتعلق الامر بحقوق مواطنيها» رغم أنه استنكر أيضا توقيت نشر التقارير بينما تحاول الجماعات العراقية التفاوض على حكومة جديدة. وأضاف أن نشر الوثائق في وقت لم تصل فيه المفاوضات بشأن حكومة إلي نتيجة حتى الآن هو توقيت مريب واتهم هيئات اعلامية لم يسمها بمحاولة استخدامها لمهاجمة الحكومة المنتهية ولايتها. وقال اللواء حسين كمال أحد نواب وزير الداخلية العراقي لرويترز إن المسؤولين العراقيين لن يغضوا الطرف عن هذه الامور وأن أي شخص يثبت أنه مسؤول عن أي جريمة سيحاكم وستأخذ العدالة مجراها. وقال مسؤولون عراقيون من بينهم وزير الداخلية العراقي جواد البولاني إن الكثير من الحالات الواردة في الوثائق العسكرية الامريكية يبدو أنها قديمة. وتم تطهير وزارة الداخلية العراقية من الاف من العاملين بها بعد أن تبين ان مسجونين أغلبهم من السنة احتجزوا في سجون سرية قبيل ذروة العنف الدموي الطائفي الذي شهده العراق في 2006 و2007 والذي تفجر بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003. وفي وقت ما اخترقت ميلشيات شيعية وزارة الداخلية بشكل مكثف وكان بعضها يستخدم الزي الرسمي كستار لفرق الموت المتنقلة عندما اندلع العنف الطائفي بين السنة والشيعة بعد الاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال البولاني ان وزارة الداخلية قلقة بشأن بعض هذه التقارير وأن لجنة ستشكل للنظر في المزاعم الواردة في وثائق ويكيليكس لكنه قال انه سمع ان بعض تلك التقارير قديم. واستنكرت وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» نشر التقارير السرية وهي أكبر اختراق أمني من نوعه في تاريخ الجيش الامريكي ويفوق بكثير نشر الجماعة أكثر من 70 ألف ملف عن الحرب الافغانية في يوليو الماضي.