أصدرت الأديبة المغربية لبابة أبو السعد، كتابا نقديا، بعنوان «حديث المنجج»، وهو عبارة عن قراءة نقدية في شعر الزجال المغربي محمد مومر. ففي المدخل الذي خصصته المؤلفة لهذه الدراسة، أوضحت أنها وجدت في شعر محمد مومر «بركانا يغلي من الأحاسيس والمشاعر وارتشاف كاس الألم حتى الثمالة، ارتشافا جعل النصوص رحبة سخية معطاء ورياضا للإبحار في عالم النقد لاستبطان أقل ما يمكن استنباطه من هذا العمق». مضيفة أن «أشعاره تبقى علما على رأسه، نار تنير سبيل السائر في درب الأدب الشعبي وتعطي نموذجا راقيا عنه، وتمسح عنه التهمة اللصيقة به، من كونه أدب العاجزين عن التعبير بالفصحى، ودرب أرباب الكلمة السوقية البسيطة والمعاني المبتذلة، وهذه كلها خاصيات تجعل الشاعر محمد مومر، متفردا في هذا المضمار..». وزعت المؤلفة لبابة أبو السعد محاور هذه القراءة النقدية في شعر الزجال محمد مومر إلى عدة أبواب، فبالإضافة إلى الإهداء وكلمة الشكر والمدخل، قدمت المؤلفة نبذة عن حياة الشاعر، ودرست لغة نصوصه، وعنصر الخيال فيها، وكذلك روح الأنثى والحكمة الثاوية فيها، كما تطرقت إلى عوالم الريف في هذه النصوص. وختمت بمجموعة من الاستنتاجات، ومما ذكرته بهذا الخصوص، أن «كتابات محمد مومر الشعرية، تشكل قاموسا ثريا، غنيا بالمصطلحات البدوية العميقة والعريقة والتي لا يتأتى فهمها لأصحاب الحاضرة ولجمهور الشباب..»، مضيفة أن «الجولة في رحاب كتابات محمد مومر ممتعة جدا، حيث يعد ديواناه كالماء الزلال، لا يروي ظمأ، بل يزيد تعطشا إلى قراءة المزيد من كتاباته، فشعره له سحره وخصوصياته وجاذبيته وبصماته التي لا تضاهى، كما له طابعه المميز جدا بلغته الخاصة وطريقته التي تجعل منه مدرسة زجلية قائمة بذاتها..».