مصالحة الجمهور مع القاعات المظلمة انطلقت أول أمس الأربعاء, بفضاء المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط, فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الفيلم المغربي القصير بالرباط, التي تنظم إلى غاية 23 أكتوبر الجاري تحت شعار «مصالحة الجمهور مع القاعات المظلمة». ويشارك في هذا المهرجان, الذي حضر حفل افتتاحه وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري, ورئيس مجلس مدينة الرباط فتح الله ولعلو وشخصيات أخرى من عوالم السياسة والاقتصاد والفن والثقافة, 24 فيلما قصيرا أبدعها محترفون وهواة وطلبة بعض المعاهد السينمائية والسمعية البصرية الوطنية. وأكد عبد الكريم بناني رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة ورئيس المهرجان, في كلمة افتتاحية, أن هذه التظاهرة السينمائية تروم تشجيع المواهب الشابة في الميدان الفني والسينمائي والتعريف بإبداعاتهم ودعمهم ليصبحوا مستقبلا مخرجين ومنتجين كبارا في مجال الفن السابع. وأضاف أن هذا المهرجان, الذي يعد الأول من نوعه في المملكة لاهتمامه فقط بالأفلام القصيرة المغربية, يهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف تتمثل في محاربة القرصنة ومصالحة الجمهور مع القاعات السينمائية وتشجيع المواهب الشابة في الميدان السينمائي. وعاد بناني, في كلمة افتتاح هذه التظاهرة بالذاكرة إلى فترات سابقة حين كان بمدينة الرباط عدد كبير من القاعات السينمائية, التي تعرض الكثير منها اليوم للهدم لتحل محلها بنايات من نوع آخر, مشيرا إلى أنه في المقابل ظهرت مبادرات تتوخى الرقي بالفن السابع كمهرجان الفيلم المغربي القصير بالرباط. من جهته, أبرز مصطفى ستيتو الكاتب العام للمركز السينمائي المغربي, في كلمة بالمناسبة, أهمية الأعمال السينمائية القصيرة في تطوير هذه الصناعة, مشيرا إلى أن المغرب يعد من البلدان الرائدة في هذا المجال, مغاربيا وإفريقيا, بإنتاجه لأزيد من 60 فيلم قصير سنويا. وأضاف أن من حسن الصدف أن يتزامن تنظيم مهرجان الفيلم المغربي القصير بالرباط مع الاحتفال باليوم الوطني للسينما بما يحمله ذلك من دلالات, مؤكدا على الدور الذي تضطلع به المهرجانات, وخاصة المهرجانات السينمائية, في التعريف بالإبداع المغربي على الشاشة الكبرى وتقريبها من الجمهور الواسع. وتم خلال حفل الافتتاح عرض شريطين قصيرين أنجزا بتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في إطار حملة حول الأهداف الإنمائية للألفية, وحمل الفيلم الأول عنوان «نور» للمخرجة الشابة سلاف سرايبي, فيما كان الفيلم الثاني بعنوان «قانون الصمت» وهو من إخراج الفنان الشاب عثمان الناصري. وحول هذين الإبداعين, قالت علياء الدالي, نائبة ممثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في المغرب وعضوة لجنة تحكيم المهرجان, إن الفيلمين يندرجان في إطار إسهام الإبداع عموما في التعريف بأهمية الأهداف الإنمائية للتنمية التي تولي أهمية خاصة لقضايا الشباب والمساواة بين الجنسين. وأضافت أن إعداد وإنجاز فيلمي «نور» و»قانون الصمت» جاء تماشيا مع أهداف برنامج الأممالمتحدة الإنمائي شريك المهرجان وكذا الأهداف الإنمائية للألفية والتي تروم القضاء على الفقر والجوع وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي وتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وتقليل وفيات الأطفال ثم تحسين الصحة النفاسية. كما تم خلال هذا الحفل تقديم لجنة تحكيم مسابقة المهرجان التي تضم بالإضافة إلى علياء الدالي, كلا من الممثل رشيد فكاك والممثل السينمائي الشاب أنس الباز ومديرة مهرجان فيلم الحيوان والبيئة داني سارازان والكاتبة والصحافية والمصورة الفوتوغرافية ليلى غاندي. يذكر أن المهرجان ينظم بمبادرة من نادي «أرطيسانس» للفن والثقافة, التابع لجمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة, وبدعم من المركز السينمائي المغربي. ويهدف هذا المهرجان الجديد إلى تحقيق مجموعة من الأهداف من بينها, التشجيع على انبثاق مواهب سينمائية جديدة والعمل على مصالحة الجمهور مع قاعات السينما وإغناء العرض الثقافي لمدينة الرباط وخلق فضاء لعشاق السينما من أجل النقاش وتبادل الأفكار, والمساهمة في محاربة القرصنة الثقافية. وسيكون الجمهور على موعد مع مجموعة من الأفلام التي ستعرض ابتداء من الساعة السادسة مساء بقاعة الفن السابع وهي «الدخيل» للمخرج يوسف مزياني و»من أجل بضع شذرات إضافية» للمخرجة أمينة السعدي و»الرصاصة الأخيرة» من إخراج أسماء المدير و»النقل والعقل» للمخرج محمد المنصف القادري و»بعض الأقدام لا تستطيع الرقص» من إخراج هشام اللدقي و»الحياة» للمخرج محمد نصرات.