احتضنت مدينة الحسيمة المنتدى الدولي الأول حول التدبير المستدام للماء في المناطق السياحية المتوسطية المنظم بشراكة ما بين بلديتي الحسيمة وفيلاسيميوس الايطالية وجمعية أجير للتدبير المندمج للموارد.. وأوضح رئيس لجنة التعمير ببلدية الحسيمة أن تنظيم هذا المنتدى، الذي يمتد على مدى يومين، يندرج في إطار علاقات التعاون والتشارك التي تربط دول حوض البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن مدينة الحسيمة في حاجة ماسة إلى المشاريع التي تروم تدبير المياه بطريقة معقلنة خاصة وأن المدينة ستعرف مستقبلا عدة مشاريع سياحية كبرى. وأشار إلى أن مشروع «تورمادأو» الممول من طرف الاتحاد الأوروبي، يعتبر فرصة سانحة بين بلدية الحسيمة وبلدية أجيم التونسية وبلدية فيلاسيميوس الايطالية في مجال التكنولوجيات الحديثة الذي يعرفها قطاع معالجة الماء وإدارة الشبكة المائية. من جهته، أكد نائب رئيس بلدية فيلاسيميوس جياني بسيدو على أهمية تبادل الخبرات والتجارب في مجال تدبير المياه بين دول حوض الأبيض المتوسط التي تسعى إلى جودة السياحة، مشيرا إلى أن ايطاليا تتوفر على تجربة رائدة في مجال تدبير المياه وإعادة استعمالها من جديد في عدة مجالات. وشدد السيد جياني على ضرورة ترشيد استعمال المياه الصالحة للشرب وإعادة استعمالها بعد المعالجة خاصة بالنسبة للدول التي تتميز بمناخ شبه جاف, مذكرا بأن مشروع «تورمادأو» قد انطلق رسميا في شهر يوليوز الماضي ببلدية أجيم التونسية. وأضاف أن هذا المشروع، الذي سينفذ في إطار شراكة دولية تضم المغرب وتونس وشركاء إيطاليين، سيساهم في تشجيع الحوار والتعاون بين الجهات المحلية لضفتي الحوض المتوسط، كما سيشجع على العناية بالبيئة في المناطق الحضارية بفضل تدبير ناجع للموارد المائية. من جانبه، أكد السيد الحسين النباني رئيس جمعية «أجير للتدبير المندمج للموارد» في مداخلة له، أن هذا المنتدى يندرج في إطار مشروع «تور مادأو» الذي يروم صياغة برنامج تطوير محطات معالجة المياه العادمة إلى مستوى يسمح بإعادة استعمالها مجددا في مجالات متعددة كالسقي والبستنة وإعادة تشجير المجالات السياحية والحدائق وملاعب الغولف ومقاومة الحرائق بالغابات. وأشار إلى أن منطقة الحسيمة تتميز بمناخ شبه جاف يستدعي الحاجة إلى تدبير مستدام للماء من أجل الحفاظ على هذه الثروة الأساسية في حياة الإنسان ورفاهيته وخلق توازن في الفرشة المائية حتى لا تتعرض للتلوث. وتعتبر كل من بلدية الحسيمة وجامعة مولاي إسماعيل، وجمعية «أجير للتدبير المندمج للموارد»، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب من بين الشركاء المحليين في هذا المشروع الذي بلغت تكلفته نحو ستة ملايين و500 ألف درهم لإنجاز الدراسة والتكوين وتبادل الخبرات وصياغة المشروع. ويتضمن برنامج هذا اللقاء مجموعة من المواضيع تتمحور حول «مشروع تورمادأو» و»رؤى ورهانات أكبر خزان بالمغرب بجهة تازةالحسيمة تاونات» و»الوضعية والآفاق لإعادة استعمال المياه العادمة بالمغرب» و»التنمية السياحية بالمغرب» و»المعالجة الثالثة للماء».