قال باحثون امريكيون يوم السبت الماضي إن وضع برامج متقنة لمساعدة من يعانون من زيادة الوزن أو البدانة المفرطة كي يقللوا من الوجبات مع بذل المزيد من المجهود يسهم في تحقيق النجاح في معركة مكافحة السمنة. وأوضحت نتائج دراستين نشرت على الموقع الالكتروني لدورية الجمعية الطبية الأمريكية أن أولئك الذين شاركوا في برامج للحمية الغذائية المقترنة بمزاولة التمرينات الرياضية فقدوا الكثير من الوزن. وأوضحت الدراستان أن البدناء فقدوا أوزانهم عندما استهلوا البرامج بتقليل الوجبات مع ممارسة الرياضة في الوقت ذاته. وقال بريت جودباستر من كلية الطب بجامعة بيتسبرج وزملاؤه في نشرة الجمعية الطبية الامريكية «يمكن ان يتمخض التدخل المكثف في نمط الحياة عن فقدان الوزن بطريقة ملموسة وصحيحة من وجهة النظر الطبية.» ويعاني أكثر من 72 مليون امريكي في سن المراهقة - اي 7ر26 في المئة من عدد سكان الولاياتالمتحدة - من السمنة المفرطة وهي تمثل خطرا متزايدا على الصحة العامة واستنزافا لمنظومة الرعاية الطبية في البلاد. ولم تكلل بالنجاح حتى الان مساعي شركات الادوية لانتاج قرص سحري يمكن ان يذيب دهون الجسم كما ان الكثير من البرامج العلاجية الواعدة تشوبها بواعث قلق تتعلق بالسلامة. وكانت الادارة الامريكية للاغذية والعقاقير قد أمرت اول امس بسحب عقار /ميريديا/ للتخسيس من الاسواق وهو احدث علاج تنتجه معامل ابوت للمستحضرات الدوائية. بذلك لم يتبق من سبل لعلاج السمنة سوى برامج تعديل السلوك الغذائي وممارسة الرياضة علاوة على اجراء جراحات التخسيس التي تنطوي على مخاطر الا انها من الاساليب الطبية الناجعة. وقد ركز جودباستر وفريقه على هذه الاساليب اذ قاموا بتقسيم 130 شخصا في سن المراهقة الى مجموعتين. وقام افراد المجموعة الاولى بتنفيذ برنامج للحمية الغذائية المقترن بممارسة الرياضة لمدة عام كامل في حين قام افراد المجموعة الثانية ببرنامج الحمية الغذائية لمدة ستة اشهر ثم اضافوا برنامج التدريبات الرياضية الذي يتضمن مزاولة المشي لمدة ساعة خمسة ايام في الاسبوع. وفي نهاية الاشهر الاثنى عشر اظهرت النتائج ان المجموعة التي بدأ افرادها بممارسة الرياضة فقدوا نحو 12 كيلوجراما من اوزانهم فيما فقد افراد المجموعة التي قامت بتأجيل الرياضة عشرة كيلوجرامات فقط. وفي كلتا المجموعتين تراجع مقياس محيط الخصر وقل تراكم الدهون في منطقة البطن او على الكبد مع انخفاض ضغط الدم وتحسن الطريقة التي يقوم بها الجسم بتمثيل السكريات وهي جميعها مؤشرات ايجابية على تحسن وظائف الاوعية الدموية والقلب.