نظمت الجمعيات الحاملة لمشاريع جبر الضرر الجماعي بإقليمالخميسات مؤخرا، بمقر غرفة الصناعة التقليدية، يوما تحسيسيا وإعلاميا لتقديم مشاريعها المتمحورة حول حفظ الذاكرة الجماعية بالمنطقة. وفي هذا السياق، أوضح «ميلود الكبير» عن التنسيقية الإقليمية لجبر الضرر الجماعي، أن المشاريع المقدمة أتت في إطار تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة والتي تشمل إحدى عشر منطقة منها الخميسات، لتنفيذ مخطط جبر الضرر الجماعي. وأضاف أن التمويلات الأولية المقدرة بثلاثة ملايين و351 ألف درهم لفائدة خمسة جمعيات، والممثلة لنسبة لا تتجاوز 0.4 %، قليلة جدا بالمقارنة مع المبلغ الاجمالي لمشروع جبر الضرر بالخميسات والذي يقدرمبلغه ب 816 مليون و157 ألف درهم، والذي كان من المفترض أن ينطلق منذ 2008 ليستكمل في 2011. ولذلك تساءل المتحدث ذاته عن أسباب تعثر البرنامج، وسبب عدم استفادة منطقة الخميسات كباقي الجهات. وختم الكبير كلمته بالتوجه الى الجمعيات الحاملة للمشاريع بضرورة التدقيق في المشاريع للحيلولة دون فشلها والمحافظة على المصداقية والتعاون مع الساكنة والفاعلين والمتدخلين من جمعيات وجماعات محلية معنية ومؤسسات حكومية. بعد ذلك قدمت جمعيات أخرى، مشاريعها، فقدم رئيس جمعية الشباب لأجل الشباب بتيفلت،عماد عقى مشروع «الصندوق التضامني لأجل الشباب» الذي سينفذ على مدى 18 شهرا لفائدة شباب وشابات الإقليم، بغلاف مالي يقدر ب 600 ألف درهم، بشراكة مع المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وصندوق الإيداع والتدبير والمجلس الإقليميبالخميسات، بهدف تأهيل الشباب مهنيا في مجال المشاريع المدرة للدخل، ومواكبة الشباب من أجل إظهار وتحسين قدراتهم وإمكانياتهم المهنية، تكوين الشباب من أجل إحداث وتسيير مشاريع مدرة للدخل، إحداث هيئة دائمة لتأطير ومواكبة الشباب، وذلك عبر تنظيم 6 منتديات موضوعاتية حول المشاكل التي يعاني منها شباب إقليمالخميسات في ميدان البحث عن الشغل والتشغيل، وإصدار تقرير حول معيقات وصعوبات المقاولة وتشغيل الشباب بإقليمالخميسات، وتطوير وتأهيل وتأطير ومواكبة 35 شاب وشابة في مجال خلق وتسيير الأنشطة المدرة للدخل بإقليمالخميسات، مع إحداث بنية للتوجيه والمرافقة عن قرب لفائدة شباب وشابات إقليمالخميسات وتنظيم زيارتين لتجارب ناجحة لفائدة الشباب للتعرف عليها. ثم قدم رئيس جمعية سدي محمد الكامل لدور الصفيح بتيداس محمد أجرار، مشروعا يكلف غلافا ماليا يصل إلى 640 ألف درهم، ويتمحور حول ثلاث نقط، أولها، تحسيس الساكنة بهيأة الانصاف والمصالحة وبدورها في رفع العقوبة الجماعية التي عانتها المنطقة لمدة 40 سنة من طرف الاجهزة الرسمية للدولة؛ وثانيها، حفظ الذاكرة الجماعية عبر تنظيم ندوة للنبش في تاريخ المنطقة والوقوف على أحداث 1958 بوالماس ومدى تأثيرها محليا ودورها في الأحداث الوطنية؛ وثالثها، بناء تمثال بقرية والماس يخلد لذكرى أحداث 1958. كما ذكر رئيس الجمعية أن انخراط المجتمع المدني في مشروع جبر الضرر الجماعي كان بهدف تهييء المنطقة وتوفير بنية تحتية متكاملة وملائمة من طرق وسيارات اسعاف وتجهيزات ومرافق ضرورية، لكن ذلك، بحسبه، لم يحصل. أما رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة (أزطا) يوسف لعرج، فقد قدم مشروع «مقاربات مواطنة من أجل المصالحة وحفظ الذاكرة بالخميسات»، الذي سينفذ بجماعات والماس بوقشمير تيداس آيت ايشو، على مدى 18 شهرا، بغلاف مالي مقدر ب 604 ألف و500 درهم، بشراكة مع جمعية المحامين الشباب بالخميسات وجمعية ضحايا والماس 1958 وجمعية الشيخ سدي محمد الكامل لدور الصفيح تيداس، بهدف تطوير مقاربة محلية تستهدف المساهمة المواطنة في جهود المصالحة وجبر الضرر الجماعي لصالح السكان ضحايا أحداث والماس، ومن أجل تعبئة وتقوية إشراك الجمعيات والفاعلين المحليين في تفعيل توصيات هيئة الانصاف والمصالحة، وكذلك من أجل تقوية الجهود الجماعية من أجل حفظ الذاكرة حول أحداث والماس. ويستهدف المشروع شباب المنطقة ونساءها ورجالها وكذا أسر الضحايا، والمنتخبين المحليين وأطر الجماعات المحلية والمصالح اللامركزية والسلطات المحلية والاقليمية والجمعيات والتعاونيات والأحزاب السياسية، عبر تنظيم لقاء تعبوي وتحسيسي لهذه الفئات المستهدفة وتنظيم ورشات تحسيسية للمواطنين وتنظيم قافلة متنقلة لحقوق الانسان وتقوية قدرات الاطر الجمعوية والمنتخبون المحليون مع تنظيم جامعة صيفية حول حفظ الذاكرة بالاقليم ولقاءات للتقييم والتحصيل. كما قدمت المديرة التنفيذية لجمعية تيفلت معمورة، ربيعة الطاهري، مشروع «إدماج المرأة والطفل في التنمية» بغلاف مالي يصل إلى 340 ألف درهم، بشراكة مع صندوق الإيداع والتدبير والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ونيابة وزارة التربية الوطنية بالخميسات والمبرمج إنجازه بدوار صحراوة بجماعة آيت بويحي الحجامة تيفلت لفائدة 60 امرأة ستوزع عليهن أغنام الدمان وستستفدن من دروس محو الأمية، ودروس الدعم والتقوية لأطفالهن المتمدرسين، كما ستأهل 15 منهن لاجتياز امتحان الشهادة الابتدائية. ويجب التذكير بأن ممثلين لبعض الجماعات المحلية المعنية بالبرنامج حضروا لهذا اللقاء، وأبدوا استعدادهم للتعاون من أجل إنجاح المشروع بالمنطقة ودق الابواب لتجاوز الاشكالات المطروحة والمعيقة لانجازه.