تعهد القادة السودانيون المشاركون، في اجتماع بشأن مستقبل السودان، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بضمان إجراء الاستفتاء حول مصير الجنوب السوداني في موعده المحدد في شهر ينايرالقادم، وكذلك القبول بنتائجه. وخرج قادة نحو أربعين دولة من الاجتماع ببيان أكدوا فيه على ضرورة بذل طرفي الحكم في السودان مجهودات إضافية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام حول منطقة دارفور في الجنوب. ودعا كل من الأمين العام الأممي، بان كي مون والرئيس الأمريكي باراك أوباما السودانيين إلى العمل على إجراء الاستفتاء في موعده المحدد، حيث أكد بان كي مون على أهمية أن يكون الاستفتاء خاليا من أساليب التخويف، في إشارة إلى نزاهة العملية واحترام نتائجها. أما أوباما فقد أشار إلى أن السودانيين هم وحدهم من يقررون مصيرهم، وطالب بسير عملية الاستفتاء في شفافية دون حدوث أي انتهاك لحقوق الإنسان، خصوصا أن هذه العملية ستحدد مصير ملايين الأشخاص في السودان. ووجه أوباما دعوة إلى المجتمع الدولي لمساعدة السودان لتحقيق مستويات مقبولة في التنمية الاقتصادية، وكذا مساعدة شريكي الحكم في تنفيذ اتفاق السلام. ولم يخل خطاب أوباما من لغة التهديد للحكومة السودانية، حيث حذر الخرطوم من عدم تحسين علاقاتها مع بلاده، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة على مستقبل السودان، ومزيدا من الضغط من قبل المجتمع الدولي، الأمر الذي سيساهم في عزل السودان. وخير أوباما السودان بين العمل على إحلال السلام في المنطقة وإقامة علاقات مع واشنطن، بدل استمرارها معزولة عن العالم. وأعرب الرئيس الأمريكي لطرفي الحكم في السودان عن مخاوفه من التأخر في إتمام الترتيبات الخاصة بالاستفتاء، داعيا إياهم إلى العمل بالشجاعة اللازمة لإنجاز هذه المهمة لطي الملف في آجاله المحددة. وتتزايد مخاوف المجتمع الدولي من احتمال عودة طرفي الصراع في شمال وجنوب السودان إلى الحرب مجددا ثلاثة أشهر قبل موعد الاستفتاء، وذلك في ظل بعض الخلافات القائمة حول منطقة أبيي الغنية بالنفط، وهو ما دفع الأممالمتحدة إلى حث الطرفين على الإسراع في إتمام عملية الاستفتاء في موعدها المحدد مع بداية السنة القادمة.