تعرف ساحة الراشدي مجموعة من المظاهر السلبية المستفزة لشعور الساكنة البيضاوية التي لم تألف سلوك وممارسات شاذة في هذه الحديقة بالذات والتي كانت إلى عهد قريب جميلة ورائعة تجلب السياح إلى قلب العاصمة الاقتصادية. بعد انتهاء شهر رمضان، سجل المنحرفون والمنحرفات عودة سريعة إلى هذا الفضاء حيث يشكلون جماعة هنا وهناك، يشربون الكحول ويتعاطون المخدرات، والأنكى من ذلك، أنهم يتحولون إلى لصوص يستهدفون السياح الأجانب بالخصوص ويعرضونهم للنشل والخطف. وحسب مصدر مطلع، فإن مواطنة أجنبية كانت بصحبة طفلة صغيرة تتجول بالساحة المذكورة، إذ بلص يباغتها من الوراء ليخطف منها آلة تصوير ويطلق سيقانه للريح. وأضاف المصدر نفسه، أن الضحية، حاولت تعقب السارق وهي تصرخ قبل أن تتوقف عن الجري، وعبرت عن غضبها الشديد وسط جموع من الفضوليين الذين أثارت انتباههم عملية السرقة هاته لكن دون أن يتدخلوا لإيقاف اللص. ويخاف المواطنون من ردة فعل المنحرفين الذين لا يبخلون في دعم زملائهم وتأمين الحماية لهم عند الحاجة. واستغرب المصدر ذاته، مخفر الشرطة المتواجد بساحة الراشدي في غياب أي حماية يؤمنها لرواد هذه الحديقة وتقاعس عناصره التي ترابط تحت الأشجار تحتسي فناجين القهوة والشاي، مفضلة ظلال الأغصان عن محاربة مظاهر الرداءة التي تنوء بها الحديقة. وليست ساحة الراشدي وحدها المعنية بهذه الظاهرة المستفزة للبيضاويين، وإنما بقية المساحات الخضراء المشكلة لحديقة الجامعة العربية التي استقطع منها المنحرفون أجزاء مهمة يمارسون فيها ليس فقط شرب الخمر وتناول المخدرات بل أيضا الشذوذ الجنسي. ويقول حميد الشيهب، أحد الرواد القلائل لهذه الحديقة والذي دأب على زيارتها من أجل الاستجمام وقضاء لحظات من الراحة كلما سمحت له الظروف بذلك، إن مظاهر الانحراف المنتشرة في هذا الفضاء الذي يعد متنفسا طبيعيا للبيضاويين، يشوه هذا الموقع الذي كان يجلب السياح الأجانب، والذي صار اليوم، قبلة للمتسكعين ورواد الليل البهيم، يمارسون فيه الردائل بداء من شرب الخمر وتناول المخدرات أمام زوار الحديقة الذين غالبا ما يتم التحرش بهم، إلى الشذوذ الجنسي وهي ظاهرة استفحلت في هذا المكان. ويضيف الشيهب الذي يبدو من خلال حديثة لبيان اليوم أنه ملم بالتفاصيل الدقيقة لهذا المتنزه، انه بمجرد ما يطلق الليل سدوله، تتحول الحديقة إلى مكان للمواعد واللقاءات الحميمية بين الشواذ الذين يختارون أماكن معينة في جنبات الحديقة لتمضية الليل في المجون، ومشيرا في الوقت نفسه، إلى الخطورة التي تشكلها سلوك وتصرفات هذه الكائنات الليلة، حين يعترضون سبيل أصحاب السيارات المارة بالقرب من الحديقة ويعرضون أصحابها للابتزاز أو الاعتداء. وأفاد المتحدث بواقعة حدثت، مؤخرا، تعرض خلالها شيخ كبيرالسن لمقلب من شواذ جنسيا. وانطلق المقلب، يضيف المتحدث، حين توقف الشيخ بسيارته عند الضوء الأحمر بالقرب من حديقة ياسمينة ليفاجأ بشاب يفتح باب السيارة ليجلس أمامه بالمقعد الأمامي ويبدأ في تهديده بتلفيق تهمة ممارسة الجنس عليه، إن هو رفض إعطاءه مبلغ 200 درهم، وأجبر شركاء الشاذ الذين تحلقوا حول السيارة الشيخ الذي خاف من تلطيخ سمعته وسمعة أسرته، على إعطائهم المبلغ المطلوب، ليلوذوا بعدها بالفرار. وتعتبر حديقة الجامعة العربية المشكلة من مساحات خضراء فريدة نوعها تم إحداثها منذ سنة 1918، واحدة من أفضل المنتزهات تنتصب فيها أشجار النخيل الباسقة والمظللة، تضفى على منظر الحديقة رونقا وجمالا يجعلها محببة لدى البيضاويين الذين يقصدونها لاستجمام في المناسبات والأعياد. إلا أن هذه الحديقة صارت منذ مدة، بفعل الإهمال والتقصير، تتعرض للتخريب من طرف مجموعات رياضية تأتي إليها كل مساء لممارسة الجري والحركات الرياضية فوق غطائها النباتي، والأنكى من ذلك تحويل ساحتها الخضراء إلى ميادين لكرة القدم من طرف فرق الأحياء المجاورة الذين يستغلون فترة ما بعد السادسة مساء حيث يغيب حارس الحديقة لإقامة التداريب ولعب الكرة فوق العشب الأخضر الذي يتعرض للتلف.