تواصل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، إلى حدود أمس الخميس، الاستماع إلى مجموعة من الأشخاص (موظفين، تجار، سائقي الشاحنات..») بعد أن وقفت عناصر هذه الفرقة، في الساعات الأولى من صبيحة يوم الأربعاء الأخير. في زيارة مفاجئة لسوق الجملة والخضر والفواكه بالدار البيضاء، على مجموعة من التجاوزات والخروقات، تتعلق أساسا باختلاسات في مالية السوق، من خلال عدم تصريح بعض الموظفين بالوزن الحقيقي لحمولة الشاحنة، أو التصريح بأن الشاحنة محملة مثلا بالليمون عوض «الأفوكا» أو دخول شاحنات إلى السوق دون توفرها على تصاريح لذلك. ومن المقرر، أن تتم إحالة المعنيين بالأمر، بعد انتهاء البحث التمهيدي معهم، على النيابة العامة، بعد أن قضى بعضهم ليلته الأولى في مخافر الأمن. وتأتي هذه الزيارة المفاجئة للسوق، لعناصر الفرقة الوطنية، بناء على أوامر النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بعد أن تقدم التاجر مراد الكرطومي بنفس السوق، بشكاية جديدة إليها، في بحر الأسبوع الماضي، أشار فيها أنه بالرغم من إحالة ملف السوق على غرفة الجنايات بالدار البيضاء الذي يتابع فيه 26 متهما في حالة سراح، فإن اختلاسات مالية السوق ماتزال مستمرة. وحسب مصادر مطلعة، فقد عرف السوق في ذلك الصباح الباكر، ارتباكا واضحا، خصوصا بعد أن أمرت عناصر الفرقة الوطنية، بإغلاق الباب الخارجي للسوق، قبل أن تباشر تحقيقاتها، حيث وقفت على مجموعة من الإختلالات والتلاعبات، مما جعلها تحتفظ بمجموعة من الكشوفات والأوراق الرمادية الخاصة ببعض الشاحنات لنقل الخضر والفواكه، كما انتقلت عناصر الفرقة الوطنية إلى سوق «أكادير» و»العطرية « بنفس المدينة، الذي تباع فيه الخضر والفواكه لاستكمال تحقيقاتها. وعموما، فقد كشفت هذه التحقيقات، مرة أخرى، ما أكدته بيان اليوم في وقت سابق، أن «الرؤوس الكبيرة» التي تستفيد من عائدات هذه الاختلاسات، ماتزال تحت الظل، وبعيدة عن التحقيق والمساءلة.