حلت حوالي الساعة الثالثة صباحا بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، عناصر من الفرقة الوطنية لمباشرة تحقيقاتها في عين المكان بشأن ما أصبح يعرف إعلاميا بملف الفساد والتلاعبات المالية بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء. حلول عناصر الفرقة الوطنية طبعه تكتم شديد لمباغتة العاملين بالسوق أثناء مباشرتهم لمهامهم، بدءا من التسجيل عند دخول الشاحنات ووصولا إلى مراقبة الحمولة في مركز المتابعة أو مايطلقون عليه هنا «البراكة»، وانتهاء بالتحقق من حقيقة ما دوّن في سجلات الدخول مع مايتم عرضه للبيع. وبمجرد وصول عناصر الفرقة الوطنية، بدا الارتباك واضحا على المسؤولين بالسوق . وبحسب مصادر مقربة، طلبت عناصر الفرقة الوطنية من المسؤولين تحضير وثائق كشوفات الدخول الخاصة باليوم ذاته، وتم الاطلاع على محتواها. وقد شوهد معهم التاجر الشاب مراد الكرطومي - وهو الذي فجر فضيحة الاختلاسات المالية بالسوق - حيث كانوا يشرحون للفرقة الوطنية كيف تسير الأمور في حين كانت عناصر الفرقة الوطنية تركز على خانات معينة في ورقة الكشوفات وكأنها جاءت لتتبع مسارا معينا في الملف ، خاصة وأن الأخبار المتسربة لحد الآن تفيد بأن دخول الفرقة الوطنية على الخط في هذا الملف جاء بعد أن ثبت بأن الملف من العيار الثقيل، وبأن تداعياته لن تقف عند من تضمنت محاضر استماع الشرطة القضائية من قبل، أسماءهم من صغار الموظفين والتجار. وبحسب مصادرنا فإن عملية التفتيش أو التحقيق شملت مجموعة كبيرة من الكشوفات تم الاحتفاظ ببعضها، كما تم الاحتفاظ ببعض الأوراق الرمادية الخاصة بشاحنات نقل الخضر والفواكه، حيث تم الوقوف على مجموعة من الاختلالات وعدم مطابقة ما دون في ورقة الدخول مع ما هو مدون في ورقة انطلاق البضاعة من المدينة الأصلية ومع حمولة الشاحنات، وتحركوا في اتجاه سوق آكادير حيث استمعوا إلى مجموعة من التجار وتم الاحتفاظ ببطائقهم الوطنية وزاروا « العطرية» وهو السوق الذي تباع فيه الخضر والفواكه بشكل متنوع. البحث والتحقيق دام زهاء الثلاث ساعات قبل أن يغادروا السوق ويستدعون مجموعة من الموظفين والأعوان العاملين بالسوق وكذلك بعض التجار وسائقي الشاحنات، حيث أفادتنا مصادرنا بأن مجموعة منهم أدلوا بتصريحات تفيد تورط مجموعة من المسؤولين والمنتخبين وإدارة السوق في أي تلاعب يسجل. وإلى حدود كتابة هذه السطور، مازالوا رهن الاعتقال لاستكمال البحث. ولم تستبعد مصادرنا متابعة المتورطين في حالة اعتقال ومباشرة البحث مع أسماء كانت إلى حد الآن في منأى عن أية متابعة أو استفسار.