أكثر من 624 ألف درهم لتمويل التحقيق في المقابر الجماعية للمغاربة قررت الحكومة الإسبانية منح إعانات تمويلية للمركز المغربي للذاكرة المشتركة والمستقبل، للتعرف على المقابر الجماعية للمغاربة الذين شاركوا في الحرب الأهلية الإسبانية، وجدد هذا القرار الآمال في المغرب حول المطالبة بحقوق هؤلاء المجندين السابقين وأسرهم. وحسب رئيس مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل، عبد السلام بوطيب الذي حضر مؤخيرا إلى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان لشرح تفاصيل التمويل، أنه مع بداية هذا الشهر تعهدت الحكومة الإسبانية بمنحهم مبلغ 56 ألف و700 يورو (624.116 ألف درهم) للإشراف على تحديد أماكن المقابر الجماعية للمغاربة الذين شاركوا في الحرب الأهلية في إسبانيا تحت قيادة الجنرال فرانكو وذلك بواسطة رادارات جغرافية وعبر التصوير بالأشعة تحت الحمراء. وفي سياق ذلك، أشار بوطيب الذي كان قد حضر الأسبوع الماضي ندوة في الرباط لشرح تفاصيل المبالغ التي سيتم استلامها «خلال أسبوعين»، أنها مخصصة «لتمويل البحث وأماكن المقابر الفردية والجماعية، وتصحيح البيانات المتوفرة». كما أنه أكد أن قرار الحكومة الإسبانية جاء ردا على الندوة التي نظمها المركز المغربي للذاكرة التاريخية في تطوان سنة 2008 بشأن إشراك المغاربة في الصراع، والذي دعا فيه إلى تطبيق «العدالة الانتقالية لكشف الحقيقة وتوضيح المسؤوليات». كما أشار إلى أن «هذه الإعانة المالية هي الخطوة الأولى، لكننا نحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير للتعويض الإجمالي للضحايا»، مشيرا إلى أن على «الحكومة المغربية العمل بالتوازي مع مركز الذاكرة، والتواصل مع أسر الضحايا للوقوف على تحديد الذين لقوا حتفهم»، مضيفا أن «أهمية المبادرة لا تكمن في القيمة المالية بل تكمن في القيمة السياسية القائمة على اعتراف الدولة الإسبانية بوجود ضحايا مغاربة». ويشار إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة بعدد الضحايا المغاربة في هذه الحرب الأهلية الإسبانية، لكن هناك معطيات وأرقام لدى مركز الذاكرة تؤكد على وجود أكثر من 36 ألف مغربي مفقود خلال الحرب الأهلية والسنوات الأولى من حكم فرانكو.