حاكم مليلية المحتلة يعتبر أن المغرب ربح المعركة والحزب الاشتراكي يؤكد انتهاء الأزمة خلفت الزيارة التي قام بها وزير الداخلية الإسباني إلى المغرب ردود أفعال متباينة داخل البرلمان الإسباني، فبعيد هذه الزيارة، صرح رئيس الحكومة المحلية في مليلية المحتلة خوان خوسي إمبرودا أن «المغرب ربح هذه المعركة». وفي تعليق له على المعركة التي دارت رحاها بين الأحزاب السياسية الإسبانية طوال هذه الأزمة، قال إنه «من وجهة النظر السياسية، تم قول أمور ما كان ينبغي أن تقال»، في إشارة إلى منع الاحتجاج عما كان يحدث في المعابر وكذا وصف زيارة أثنار إلى المدينة ب «الخيانة»، ومثل هذه القرارات السياسية من قبل الحكومة المركزية «قوت من الطرح المغربي»، على حد قوله. وبخصوص إحداث مفوضيات مشتركة للشرطة، أوضح إمبرودا أن كل ما من شأنه تقوية التعاون فهو «جيد جدا»، غير أن التوصل إلى هذا الاتفاق ما كان يتطلب زيارة الوزير نفسه. وعلى صعيد آخر، وفيما يتعلق بسلوك الشرطة الإسبانية، فقد أدان رئيس الحكومة المحلية اللافتات التي تسخر منها على المعابر، وذلك في ظل «غياب أي التفاتة حكومية باستثناء التعليمات بالتزام الصمت»، وهو ما جعلهم «دون أية حماية طوال الوقت»، وفي ذات السياق ذكر أنه «لم يتلق ولا مكالمة واحدة من الحكومة المركزية طوال السنة الأخيرة». وفي تعليق له على هذه التصريحات، قال محمد زين الدين أستاذ العلوم السياسية « ليس هناك طرف غالب، وطرف مغلوب، فالزيارة الأخيرة لوزير الداخلية الإسباني، أتت فقط لتصحيح العلاقة بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية، وجيوستراتيجية..» وأضاف في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أن «الأساسي من هذه الزيارة هو مواصلة العمل في عدة ملفات وتفعيل عدد من المذكرات التي تخص البلدين». وفي تطور لاحق، أكد كاتب السياسة المؤسساتية في الحزب الاشتراكي غاسبار ثارياس أمس الأربعاء، أن زيارة وزير الداخلية الفريدو روبالكابا الأخيرة إلى المغرب قد «حلت المشكلة» التي كانت قائمة على الحدود في مليلية. وإلى ذلك أيضا، انتقد المسؤول الاشتراكي زيارة رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي ماريا أثنار إلى مليلية معتبرا أن «زيارة روبالكابا إلى المغرب وضعت نهاية للأزمة وعرت السلوك السيئ لأشخاص كانوا مسؤولين هامين في الدولة» في إشارة واضحة لزيارة اثنار إلى مليلية في محاولة لاستعراض العضلات. وفي سياق ذلك، أبرز المسؤول الحزبي أن العلاقات بين اسبانيا والمغرب «علاقات عادية» وأيضا أنها «علاقات ودية». كما أكد على أن علاقات البلدين قائمة على «حسن الجوار وهناك الكثير من المواضيع التي يتصدى لها البلدان بصورة مشتركة في الوقت الحالي». وأشار ثارياس في هذا الصدد، أن من المواضيع «الهامة» التي يوجد تعاون في شأنها تلك المتعلقة بمحاربة الإرهاب ومافيا الاتجار بالبشر في مضيق جبل طارق، والتي ستتعزز مع إقامة مفوضيتين مشتركتين للشرطة في كل من الجزيرة الخضراء وطنجة. وفي سياق متصل دائما، قال أستاذ العلوم السياسية محمد الزين أن» الزيارة الأخيرة قطعت الطريق على مناورات الحزب الشعبي، ونزعت فتيل التوتر الذي لولا تدخل أعلى سلطة في البلدين لزاد الوضع تفاقما». وأشار إلى أن «مناورات الحزب الشعبي تبقى مناورات سياسوية جد ضيقة، وذات أهداف انتخابوية، خاصة في ظل الأزمة التي تعيشها حاليا إسبانيا». هذا، وقد اتهم المسؤول الاشتراكي الحزب الشعبي اليميني باتخاذ مواقف «لتأجيج التوتر» بدلا من المساعدة على إيجاد حل للمشاكل، واعتبر أنه من الضروري للحزب الشعبي تحمل «مسؤولياته» أمام هذا الموقف وعدم الانجرار إلى حد «العبثية» بحثا عن الأصوات الانتخابية.