لم تمر الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الداخلية الإسباني إلى المغرب من دون أن تثير رد فعل الإسبان بمليلة المحتلة، ففي تصريح بعيد كل البعد عن المناورات التي شكلت علامة بارزة في كل تحركات المسؤولين بمليلية صرح رئيس الحكومة المحلية خوان خوسيه أمبرودا أن المغرب قد كسب نقطا مهمة و ربح معركة في إشارة إلى الأحداث التي عرفتها المعابر الحدودية و التي أدت إلى أزمة سياسية تطلبت من الجانب الإسباني توظيف كل السبل الدبلوماسية لإزالة فتيل أزمة كادت تتطور إلى مستويات أخرى. وأضاف أمبرودا أنه بالرغم من الصراع الذي لازم كواليس السياسة داخل إسبانيا و التي تجاذبته أطراف عدة، بدت الأمور تتجه في صالح المغرب لاسيما بعد خرجات رسمية للحزب الحاكم الذي وصف تحركات الحزب الشعبي بالخيانة و السلوك المستفز و شجب زيارة رئيس الحكومة السابق عن الحزب الشعبي خوسيه ماريا أثنار إلى مليلية في عز المبادرات التي هدفت إلى تطويق الأزمة و إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي. مع ذلك لم يترك أمبرودا الفرصة تمر دون وصف الطريقة التي عالجت بها الحكومة الإسبانية التطورات الأخيرة بالفاشلة و اعتبرها إساءة إلى عمل شرطة الحدود وبالتالي كانت مخالفة تماما لمصالح إسبانيا حسب تعبيره. بينما علق على المجهودات المبذولة بين الجانبين المغربي و الإسباني بتحفظ كبير جدا ، مشيرا إلى أن أي تعاون يهم البلدين يعد أمرا إيجابيا لاسيما ما تم تداوله من مقترحات إحداث مفوضيات مشتركة على المعابر التي قال عنها أمبرودا أنها إجراء تقني ما كان يحتاج لزيارة وزير إلى الرباط لتفعيلها على أرض الواقع. كما تحدث عن ما سماه حيفا من لدن الحكومة المركزية اتجاه ساكنة مليلية و المسؤولين بها عندما قال أنه لم يتلق أي مهاتفة أو اتصال من مدريد طيلة سنة كاملة وهي إشارة تلقاها المتتبعون و اعتبروها دليلا قاطعا عن عدم رضا الحكومة و استياءها إزاء الطريقة التي يتم بها تدبير الأمور السياسية بالمدينة، خلاصة تؤكدها المكالمة الهاتفية للملك خوان كارلوس لجلالة الملك محمد السادس بما يبين حجم الخطأ الكبير الذي وقع فيه المسؤولون الأمنيون بمليلية خاصة ما يتعلق بالجوانب المرتبطة بعلاقة مليلية مع المغرب التي تعد مسألة حساسة تتطلب مستوى من الرزانة و الحكمة و الأخذ بعين الاعتبار مصالح البلدين قبل اتخاذ أي إجراء يمكن أن يعكر المناخ العام بالمنطقة