يقال إنه مجرد مستشار، لكن كل المتدخلين في الشأن الكروي على الصعيد الوطني يقولون إنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، يقال كذلك إنه المشرف على انتدابات اللاعبين، كما أن موافقته تبقى ضرورية لجلب المدربين، ورغم أن صفته الاستشارية للرئيس، لكنه يفصل في الكثير من القضايا التي تهم فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، بل هو مهندس الطريقة التي يسير بها الفريق الأخضر حاليا، حاضر في كل القضايا وعينه على كل صغيرة وكبيرة، يتحدث باسم النادي ويجري اتصالاته كمسؤول أول عن الرجاء مع جل المتدخلين، إلى درجة أصبح الجميع يقر بأنه هو الرئيس، أما محمد بودريقة فهو مجرد أمين للمال. إنه رشيد البوصيري الرجاوي حتى النخاع، والذي أعطى من قبل، الشيء الكثير للرجاء وساهم في دعمه، وحتى بعدما دخل في ضائقة مالية كبيرة وتدهورت حالته الصحية وهرب من حوله الجميع وأصبح اسما غير مرغوب فيه، لم يقطع صلته بشؤون الرجاء، وظل تأثيره دائما حاضرا في كل القضايا التي تهم الفريق الأخضر، رغم أن حضوره داخل المكاتب المسيرة كان متقطعا، مرة يحظى بالرضا ومرة أخرى يتم إبعاده، كل ذلك حسب التقلبات ورغبات المسؤولين المباشرين عن الفريق. خلال العهدة الثانية لعبد السلام حنات، ناضل البوصيري بكل الوسائل من أجل تعويضه ببودريقة، إلى أن تكمن من تحقيق رغبة تحولت بالنسبة له إلى مسألة مصيرية، وبالفعل جاء بودريقة الرجاوي الشاب الغارق في حب الفريق الأخضر، والذي سعى بقوة إلى أن يتحول من مجرد فرد من الجمهور الرجاوي بالمدرجات، إلى مسؤول أول بناد تحمل مسؤوليته من قبل وزراء وشخصيات نافدة ومديرو مؤسسات ومقاولات كبرى. مجيء بوريقة رافقه كما كان معدا له سلفا، رشيد البوصيري، ليتحول الأول إلى رهينة عند الثاني، فرشيد يقرر والرئيس ينفذ، في وقت انفرد هذا الثنائي بكل السلط، أما باقي الأسماء داخل المكتب، فهم مجرد أعضاء قبلوا بوجودهم داخل تشكيلة المكتب إرضاء لصديقهم الرئيس الشاب، والدليل أن أسماؤهم غير معروفة لا بالنسبة للرجاويين أو غير الرجاويين، المهم "راهم كاينين وصافي". وكدليل على "قوة" البوصيري، هي تصريحاته الأخيرة، والتي تحدث فيها عن الكثير من قضايا النادي، بل فصل في قضايا لا يتحدث عنها حتى ما يسمى بالمكتب المسير، إذ قال إن الرجاء تعتمد في دعمها على جمهورها وليس على المال الخليجي، وبالضبط دولة الإمارات، وهى إشارة واضحة إلى العلاقة الخاصة التي أصبحت تربط الغريم فريق الوداد البيضاوي بهذه الدولة البترولية في عهد سعيد الناصيري، البوصيري تدخل في السياسية وأمر الجمهور بعدم التصويت لهذا الحزب أو ذاك خلال الانتخابات التشريعية القادمة، قال إن الرجاء لن تلعب الديربي بدون جمهور، بل زايد على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عندما طالب بإجراء مباراة الديربي بالعيون، رغم أن الرئيس -عفوا- أمين المال قبل بقرار اللجنة التأديبية، ولم يتقدم بأي استئناف في موضوع العقوبات. وزاد البوصيري في تصريحاته عندما قال إن الرجاء لن تنافس على لقب البطولة الوطنية الاحترافية، وأمر الجمهور بعدم تتبع منافساتها، لأن أمرها بالنسبة له قد حسم، بعد تسليط عقوبة "الويكلو" على الفريق لما تبقى من مباريات داخل الميدان. فعاليات ودادية اعتبرت تصريحات البوصيري تحريضا على الفتنة والشغب وسط الجمهور الرياضي من خلال رسائل مشفرة وموجهة للغريم التقليدي، كما أن جماهير تتحدث باسم الرجاء أصدرت بلاغا طالبت فيه بودريقة والمكتب المسير بتقديم اعتذار رسمي لكل الجمهور الرجاوي عن هذه التصريحات التي وصفتها ب "المخزية"، والتي من شأنها كسر عزيمة كل الرجاويين، جمهورا ولاعبين وطاقما تقنيا في المنافسة على اللقب. فمن أين يستمد البوصيري كل هذه القوة التي يمتع بها وتمكنه من توجيه الأحداث كيفما أراد داخل فريق كبير اسمه الرجاء؟ سؤال يملك شخص واحد الإجابة عنه، ألا وهو محمد بودريقة .. فهل بإمكانه الإجابة .!!؟ هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته