على الجمهور أن يكون الداعم الرئيسي للمسرح المغربي يحضر الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد خلال الدورة الحالية من المهرجان الوطني للمسرح متحملا مهمة رئيس لجنة التحكيم، وبالمناسبة كان لبيان اليوم حوار معه. ماذا يشكل بالنسبة إليك المهرجان الوطني للمسرح؟ هذا المهرجان يعرف الآن دورته السابعة عشر، لذلك وكما ينبغي أن يكون، يمثل الحصيلة الإجمالية لموسم كامل من المسرح المغربي، إنتاجات وإبداعات، وبالتالي كانت ثمة لجنة وتم اختيار عروض داخل المسابقة وأخرى خارجها، وبالتالي فهذا المهرجان يمكن اعتباره سوقا للمسرح المغربي، سوق بدكاكين متعددة وسلع مختلفة، ويحضره المغرب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وهو يضم حساسيات متعددة، هناك العربية والأمازيغية، وهذه الدورة، دورة تطوان لأول مرة، وأتمنى أن يستقر في هذه المدينة، وسيكون له إشعاع ثقافي، لذلك نعول على هذا المهرجان من أجل أن يبلور دعامة على هذا مستوى. بعد أكثر من مائة سنة على تاريخ المسرح المغربي، كيف تنظر إلى راهن هذا المسرح؟ المسرح المغربي بكل تأكيد قطع أشواطا متعددة، وعاش زمن ما قبل الاستقلال، زمن المنع والاضطهاد، بعد ذلك عاش زمن الاقتباس، وعاش فترة كبيرة مع مسرح الهواة، وأعطى العطاءات الكبيرة والجميلة، راهنا نعيش فترة جديدة تتسم بتوسع فضاءات العرض، شيد مؤخرا مسرح كبير بوجدة، وهناك مسارح في طور التشييد بكل من الدارالبيضاء والرباط ومجموعة أخرى من المدن المغربية، هناك معهد عالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، هناك خريجون جدد كل سنة، وهناك مجال لدعم الإنتاج والتكوين والمسرحي وغير ذلك من المبادرات الداعمة للمسرح، بذلك يمكن القول إن المسرح المغربي بعد مائة سنة استطاع أن يقف على قدميه وأن يعيش كما ينبغي. هل قدر المسرح المغربي أن يظل رهين دعم الدولة؟ نتمنى أن يأخذ المسرح استقلاليته وأن يصير الجمهور هو مصدر الدعم الأساسي لإنتاجنا المسرحي، وأن نتعلم كيف نذهب إلى شباك التذاكر ونأخذ تذكرتنا ونساهم في الدعم، وبعد ذلك يأتي الدعم الرمزي من طرف وزارة الثقافة ولكن الدعم الحقيقي ينبغي أن يكون من طرف الجمهور.