عشية الاحتفاء بمرور سنة على انطلاقه قال رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي، إن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر استقطب منذ افتتاحه في وجه العموم في أكتوبر الماضي ما يزيد على 163 ألف زائر، بين مغاربة وأجانب، يشكل التلاميذ من مختلف مناطق المملكة جزء كبيرا منهم. وأبرز بمناسبة تخليد الذكرى الأولى للمتحف تحت شعار "سنة من العطاء" أن "الأمر يتعلق بنجاح شعبي في حيز زمني ضيق، لدى الجمهور المغربي، لدى التلاميذ الوافدين من مختلف مناطق المملكة، وأيضا لدى الأجانب، على اعتبار أن الرباط أصبحت معبرا ضروريا بالنسبة للسياح". وشدد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، في هذا الإطار، على أن المتحف يضطلع بدور محوري في استراتيجية الرباط، مدينة الأنوار، عاصمة الثقافة. يذكر أن المتحف الذي يقع في قلب العاصمة الإدارية للمملكة، المدينة المصنفة تراثا عالميا من طرف اليونيسكو منذ 2012 ، والذي كلف استثمارا قدره 200 مليون درهم، يقدم نفسه كفضاء للتبادل والتعريف بأهم المواهب الفنية ومكان يستأنس فيه المغاربة بإبداعات الفنانين المعاصرين وحيث يمكن للمغاربة أن يتملكوا من خلاله تاريخهم. وحول الأنشطة والتظاهرات التي يحتضنها المتحف، أشار قطبي إلى طائفة من الندوات والمعرض الافتتاحي الذي حمل عنوان "1914- 2014: مائة عام من الإبداع" و معرض "المغرب الوسيط" الذي احتضنه سابقا متحف اللوفر وعرف نجاحا عارما في الرباط، ثم معرض "ماين ستريت"، حول الفن الحضري. وأضاف قطبي "نود الاحتفال بالثقافة التي نرغب فيها. لأنه، إذا كان هذا المتحف موجودا اليوم فذلك يعود إلى الرغبة والاهتمام الذي لا يفتأ جلالة الملك يقدمه للثقافة". وأشار إلى أن متحف محمد السادس للفن المعاصر والحديث سيكون نموذجا يحتذى بالنسبة للمتاحف الأخرى التابعة للمؤسسة الوطنية للمتاحف. وأضاف قطبي، " إن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر له الحق في التباهي، سنة بعد افتتاحه، بترشيحه لأوسكارات المتاحف بلندن، "وهو اعتراف مستحق حتى لدى متاحف كبرى". وأشار إلى أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر سيعطي ورقة بيضاء لفنان مغربي معترف به جدا، وهو فوزي العتريس ، "وهكذا نستقي من الدولي، دون أن ننفصل أبدا عن الإبداع الوطني". ومن جهته قال مدير المتحف، عبد العزيز الادريسي، إن إحداث هذا المتحف في أكتوبر 2014 ، مكن المغرب من بنية متحفية من الجيل الثالث، انتظرها المغاربة طويلا. وأبرز الادريسي، " أن المغرب يتوفر اليوم على متحف وفق معايير دولية تجعل منه بنية متحفية من الجيل الثالث وتنضاف إلى متاحف أخرى ذات طابع موضوعاتي تم إحداثها ما بين بداية القرن الماضي والى غاية الثمانينيات. وأكد أن مرحلة جديدة تم اجتيازها بتكوين أطر اشتغلت على عدد من المعارض، مما مكن المتحف من اكتساب ثقة العديد من المؤسسات التي ستشارك العام المقبل في معارض غير مسبوقة في المغرب. وأوضح أن هذا الأمر يعكس الثقة التي يتمتع بها المغرب وكفاءاته لدى المؤسسات الدولية الكبرى وهو أيضا دليل تقدير للجهود المبذولة في الحقل الثقافي الوطني، خصوصا بعد احداث هذا المتحف. وقال ان متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر قدم مساهمة ثمينة في المشهد الثقافي الذي كان في حاجة ماسة إليه، كما يشهد على ذلك عدد الزوار المقدر بأزيد من 160 ألف، 10 في المائة منهم تلاميذ و5 في المائة أطفال، "رقم بالغ الدلالة بالنسبة لمؤسسة ذات أفق ثقافي وبيداغوجي رفعت تحدي الاستثمار في المستقبل". وأضاف أنه "بالنسبة لمدينة الأضواء وعاصمة ثقافية مثل الرباط، يأتي متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ليعزز مجموعة المؤسسات الثقافية الأخرى، على غرار المكتبة الوطنية للمملكة المغربية والمسرح الوطني محمد الخامس" مشيرا إلى أن المعرض الافتتاحي "1914-2014: مائة عام من الإبداع" قدم بانوراما تاريخية عن الفن الحديث والمعاصر المغربي. وأوضح الإدريسي أن المعرض صمم من خلال تقسيم رباعي المراحل تابع تطور الإبداع المغربي ومكن الجمهور من اكتشاف أزيد من 360 عملا فنيا لأكثر من 200 فنان مغربي. وأشار إلى أن معرض "المغرب الوسيط" الذي ضم مجموعة قطع واردة من حوالي عشرين مؤسسة متحفية، أتاح الفرصة، على مدى ستة أشهر، لما لا يقل عن 35 ألف مغربي، للاستمتاع بهذا المعرض في أرض الوطن دون تجشم الرحلة الى متحف اللوفر بباريس. وضمن الأنشطة المتوقعة بمناسبة الذكرى الأولى لافتتاح متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، تحدث الادريسي عن برنامج غني يجري استكمال عناصره من 21 أكتوبر الى نهاية الشهر، ويتضمن أياما للأبواب المفتوحة، وأمسية موسيقية، وورشات للأطفال، وصبيحات وموائد مستديرة وغيرها. ويعد المتحف، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أكتوبر المنصرم، أول مؤسسة متحفية بالمملكة يخصص بشكل كامل للفنون الحديثة والمعاصرة. وهو أيضا أول مؤسسة عمومية تستجيب للقواعد المتحفية الدولية. ويسعى ليكون مكانا للتبادل والنهوض بالمواهب الكبرى اليوم، وفضاء يتعرف من خلاله الجمهور على إبداع فنانين حديثين ومعاصرين.