توجه ملايين المصريين أمس الأحد للتصويت في المرحلة الأولى من أول انتخابات برلمانية في البلاد منذ إطاحة الرئيس محمد مرسي. وبدأ تصويت المصريين لانتخاب مجلس للنواب في خطوة تأمل الحكومة أن تسهم في تحقيق الاستقرار السياسي وجذب الاستثمارات والسائحين الأجانب بأعداد كبيرة بعد سنوات من اضطراب سياسي أعقب انتفاضة 2011. ويستمر الاقتراع يومين في مرحلة أولى تشمل 14 محافظة، حيث تجرى المرحلة الثانية والأخيرة الشهر المقبل في باقي المحافظات. وكان المصريون في الخارج قد أدلوا بأصواتهم في سفارات بلادهم أول أمس السبت وأمس الأحد. ويتألف البرلمان الجديد من 568 عضوا منتخبا منهم 448 نائبا بالانتخاب الفردي و120 عضوا بنظام القوائم المغلقة. ويحق لرئيس الدولة أن يضيف إليهم بالتعيين خمسة في المائة من الأعضاء على الأكثر. وانتخاب مجلس النواب هو البند الأخير من بنود خارطة طريق للمستقبل طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أعلن وهو في منصب قائد الجيش عزل سلفه محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في منتصف 2013. وستجري الانتخابات المنتظرة على مرحلتين بين 17 أكتوبر و 2 دجنبر لشغل 596 مقعدا في أكبر بلد عربي والذي يبلغ تعداد سكانه أكثر من 88 مليون نسمة. وسيجرى انتخاب 448 نائبا وفق النظام الفردي و120 نائبا وفق نظام القوائم، فيما سيختار الرئيس السيسي 28 نائبا. وغالبية المرشحين الذين يخوضون هذه الانتخابات يدعمون السيسي الذي يحظى بشعبيه كبيرة ويرى فيه عدد كبير من المصريين أنه الرجل القوي الذي استطاع أن يعيد قدرا من الاستقرار للبلاد والذي يمكنه إنعاش اقتصاد متأزم بفعل الاضطرابات الأمنية والسياسية التي عصفت بمصر منذ ثورة يناير 2011 التي أسقطت حسني مبارك. وأول أمس السبت، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المصريين "للاحتشاد بقوة أمام لجان الاقتراع" مع بدء التصويت للمصريين المقيمين في الخارج في الانتخابات. وقال السيسي في كلمة متلفزة "أدعو جميع المصريين للنزول إلى لجان الاقتراع والاحتشاد بقوة مرة أخرى لتنفيذ استحقاقنا الأخير". وأضاف السيسي "احتشدوا من أجل الوطن واحتفلوا باختيار ممثليكم وأحسنوا اختيارهم اصطفوا أمام لجان الانتخابات وازرعوا بأصواتكم الأمل في غد مشرق". ودعا السيسي الشباب إلى أن "يكون في طليعة يوم الاقتراع"، مضيفا "أنتظر من شباب مصر أن يكون هو المحرك الأساسي لهذا العرس الديمقراطي". كما شجع المرأة المصرية "أيقونة العمل الوطني ورمز التضحية من أجل الوطن على "النزول للتصويت". وتأمل الحكومة المصرية أن تشهد هذه الانتخابات مشاركة كبيرة خاصة أن آخر انتخابات برلمانية والتي اكتسحها الإسلاميون حققت نسبة مشاركة 54.9 في المائة من أصوات الناخبين المسجلين. وخصصت الحكومة المصرية نحو 360 ألف شرطي وجندي لحماية مراكز الاقتراع عبر البلاد التي تواجه قوات الأمن فيها هجمات متواصلة من الجماعات الجهادية المتشددة. وتنطلق المرحلة الثانية للانتخابات والمقررة في 22 و23 من نونبر في 13 محافظة تضم 28 مليون ناخب.