وزارة الصحة تقلل من أهمية الوضعية الوبائية والخبراء يؤكدون على ضرورة إخطار المصالح فورا بحالات الإصابة عند الحيوان تتناسل أسئلة المواطنين حول مرض الجمرة الخبيثة بعد الإعلان عن ظهوره في بعض المناطق ببلادنا خلال الشهور الأخيرة، حيث سجلت المصالح الصحية الإقليمية ثلاث حالات متفرقة في دوارين بإقليم ميدلت، مؤخرا، ثلاث حالات. وقبلها، خلال شهر غشت الماضي، تم تسجيل 12 حالة بدائرة إيميلشيل التابعة لنفس الإقليم. وإثر ظهور هذه الحالات، أكدت وزراة الصحة أن المصالح الصحية والبيطرية المحلية قامت باتخاذ جميع التدابير الضرورية لاحتواء انتشار هذا الداء كل حسب مجال اختصاصه، حيث كثفت هذه المصالح من إجراءات التحري والرصد للحد من انتشار الداء في الأوساط المعرضة لخطر الإصابة، كما جرى تكثيف التدابير الوقائية من في نفس الوقت أن الوضعية الوبائية الحالية لا تدعو إلى القلق. ويعتبر مرض الجمرة الخبيثة داء بكتيريا حيواني المصدر يظهر عموما في شكل قرحة جلدية يتم علاجها بالمضادات الحيوية، وهو مرض معد وتسجل منه عدة حالات في مختلف دول العالم. وتفيد إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن عدد الحالات المسجلة سنويا يصل إلى حوالي 2500 حالة على الصعيد لعالمي، خصوصا في أميركا وفرنسا وأستراليا، فيما يتم تسجيل 20 حالة سنويا في المغرب. وتنتقل البكتيريا عبر العشب للحيوانات، خصوصا منها الأبقار والماعز، ويمكن أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، لكنه لا ينتقل من إنسان لإنسان. ويمكن تفادي إصابة الحيوانات بالداء عبر تلقيحها. لكنه في بعض حالات الإصابة يصبح المرض خطيرا خاصة إذا مس الجهاز الهضمي، أو الجهاز التنفسي. ويمكن أن يؤدي المرض إلى نفوق الحيوانات المصابة في غضون 72 ساعة من ساعة الإصابة. وتظهر الأعراض على الحيوان المصاب في شكل وهن عام وارتفاع في درجة الحرارة. وتوصي الوزارة بضرورة إخطار المصالح البيطرية والطبية فورا بعد تسجيل هذه الأعراض من قبل الكسابين، وذلك حتى يتم تشخيص المرض والحد من خطر انتقال العدوى إلى الإنسان. لكن في عدد من المناطق القروية، لا يتم إخبار المصالح المعنية بالحالات المسجلة، خاصة أن تطور الحالة يتم بشكل سريع ليؤدي إلى نفوق الحيوان، وعوض ذلك قد يقدم الكساب على الذبح السري للحيوانات المصابة قبل موتها، ويتم استهلاك لحمها على نطاق ضيق أو واسع حسب ما إذا كان الحيوان بقرة أو ماعزا مثلا. ومنم ثم يتم انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان، علما أن مجرد ملامسة الكساب للحيوان المصاب يمكن أن يؤدي إلى انتقال العدوى إليه. وبالنسبة إلى أعراض المرض عند الإنسان، فإنها تتلخص في ظهور بثور جلدية موضعية قد تكون مرفوقة بالحمى، تظهر بعد الإصابة بالبكتيريا من يوم إلى عشرة أيام ليتطور الأمر إلى بثور كبيرة ذات لون أسود مع انتفاخ في العضو المصاب بالبثور. وتتم معالجة الحالة عن طريق تناول مضادات حيوية واستخدام مراهم موضعية. لكن الأمر لا يخلو من احتمالات، ولو أنها ضئيلة، لتطور الحالة بشكل خطير حتى عند الإنسان غن لم يتم التكفل بالمرض في الوقت وبالشكل المناسبين. التلقيح ضد الداء اشتهر داء الجمرة الخبيثة عندما حدثت الهجماتُ الإرهابية البيولوجية في عام 2001 في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي تلك الهجمات، قام أحدهم عمدا بنشر الجمرة الخبيثة عبر البريد، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة اثنين وعشرين شخصا بالمرض وتعد المضادات الحيوية قادرة على شفاء الجمرة الخبيثة غالبا إذا تم تشخيصها في وقت مبكر. ولكن اكتشاف المرض لا يحدث عادة إلا بعد أن يكون وقت المعالجة قد فات. وإذا كان اللقاح للوقاية من الداء متوفرا لفائدة الحيوانات، فإن ما زال يستعمل في نطاق ضيق في أوساط البشر، وذلك بعد أن أصبح لقاح الوقاية من الجمرة الخبيثة متوفر للعسكريين وغيرهم ممن يعتبرون معرضين لخطر الإصابة أكثر. وينتج الجسم أضدادا طبيعية تكافح الجمَة الخبيثة. ولكن حين تكون جراثيم الجمرة كثيرة، لا يستطيع الجسم التغلّب عليها. يدفع اللقاح الجسم إلى إنتاج أضداد للجمرة دون تعرض فعلي لها. ويتألف اللقاح من بروتين(PA)المأخوذ من نوع من الجمرة الخبيثة لا يسبب مرضا، وهذا البروتين يدفع الجسم إلى تصنيع الأضداد. إذا تعرض الجسم إلى الجمرة الخبيثة بعد اللقاح، يكون لديه أضداد كافية لمكافحتها. يتألف اللقاح من ثلاث حقن تحت الجلد، يفصل بين كل منها أسبوعان، تليها ثلاث حقن إضافية تعطى في الشهر السادس والثاني عشر والثامن عشر. وهناك لقاحات سنوية داعمة للحفاظ على المناعة. وكما يحدث في كل اللقاحات، يسبب لقاح الجمرة الخبيثة عدد من المضاعفات المتفاوتة. كما يمكن أن يحدث رد فعل تحسسي بعد كل لقاح، ولكن هذا نادر للغاية. إن معظم لقاحات الجمرة الخبيثة التي تنتجها الشركات حول العالم هي حاليا مخصصة من أجل الاستخدام العسكري أساسا، وذلك بسبب الخطر الذي يتعرض له عناصر الجيش. وهناك كميات قليلة للمدنيين المحتاجين الذين يتعرضون لخطر الجمرة في بيئة عملهم، مثل الأطباء البيطريين وعمال المختبرات.