تحدث البروفيسور عبد الرحمان المعروفي، مدير الأوبئة ومحاربة الأمراض في وزارة الصحة، ل"اليوم 24″، عن الحالات التي جرى اكتشاف إصابتها ب"الجمرة الخبيثة الجلدية" نواحي ميدلت، مشددا على أن المرض ليس خطيرا جدا، وأن علاجه مؤكد ومتوفر. وقال المعروفي إن الوزارة اتخذت كل الاحتياط، وأنها تتابع بشكل يومي الحالات المصابة، وتراقب الوضع في المنطقة باستمرار، مطمئنا المغاربة إلى أن الوضع تحت السيطرة. ما الذي حصل في نواحي ميدلت وتسبب في ظهور حالات مصابة ب"الجمرة الخبيثة"؟ الذي وقع أن المواطنين هناك كانوا يملكون أبقارا مريضة، وقد جرت العادة أنهم يقومون بما يسمونه "الوزيعة"، بحيث يتم ذبح بعض المواشي وتوزيعها بين السكان. وللأسف أن الأبقار التي جرى ذبحها كان مصابة بمرض الجمرة الخبيثة، وعددها خمسة أبقار، لتنتقل العدوى إليهم، ويصابوا بما يسمى علميا "الجمرة الخبيثة الجلدية". وأحب أن أؤكد أنه فور علمنا تحركنا لتشخيص المرض، وقد قدمنا لهم العلاجات اللازمة التي تقتضيها مثل هذه الحالات. وهنا أشدد أنه مرض يعالج، وأن الحالات المعنية قد تناولت المضادات الحيوية وباقي الأدوية، وهناك تتبع يومي لهم، بحيث يخرج فريق طبي مؤهل يزور المنطقة، ويكشف عن المصابين للتأكد من تحسن أحوالهم. كما أن هناك تنسيقا مع المصالح البيطرية، وهناك إجراءات للمراقبة الوبائية تجري بشكل يومي، تستهدف المرضى، وتبحث في احتمال إصابة أشخاص آخرين في نفس المنطقة.
ما حقيقة هذا المرض؟ هذا مرض معروف، وهو ناتج عن جرثومة (باكتيريا) تصيب المواشي وتنتقل للإنسان. هذا المرض لا يشكل خطرا كبيرا من الناحية الطبية، وعلميا ثبت أن 95 في المائة من الحالات يمكن أن تشفى تلقائيا عبر الدفاعات التي ينتجها جسم الإنسان، لكننا تدخلنا طبيا بمنح المرضى المصابين الدواء، ومعروف أن الحالات التي تأخذ العلاجات تشفى بنسبة 100 في المائة. طبعا يجب أن تخضع الحالات للمراقبة، وهو ما نقوم به الآن.
تحدث تقارير صحفية أن سبب الإصابة تمت بعد استهلاك لحوم الأبقار المصابة. الحالات المسجلة الآن هي إصابات بالجمرة الخبيثة الجلدية، وهي ناتجة عن الاحتكاك بالمواشي، ولا علاقة للأمر باستهلاك اللحوم. هذه "الباكتيريا" تنتقل إلى الإنسان من المواشي عبر الجلد، وليس عن طريق الفم. الحالات المسلجة إلى الآن تعالج في بيوتها، ونحن من ننتقل إليهم لتتبع حالاتهم. فبعد أن زارت الحالة الأولى والثانية المركز الصحي، تعرفنا على المرض، فخرجنا للقيام بمراقبة وبائية، ووجدنا سبع حالات أخرى، ليكون المجموع تسع حالات.
جمعيات محلية انتقدتكم واتهمت الوزارة بالبطء في معالجة المشكل، وأنها اكتفت ببعث ممرضتين قبل أن توفد فريقا طبيا متخصصا.. الأمر غير صحيح، فمجرد كشفنا على الحالة الأولى، ثم الثانية، تحركنا مباشرة للقيام بعملنا.. لا يوجد تباطؤ نهائيا، وأنا شخصيا من كنت أتابع الوضع.
بصفتك مديرا للأوبئة ومحاربة الأمراض في وزارة الصحة، ما الرسالة التي تريد إيصالها للمغاربة بعد بلاغ وزارة الصحة الذي صدر اليوم؟ ربما عندما يسمع المغاربة "الجمرة الخبيثة" قد يذهب ذهنهم إلى المرض الخطير الذي يسمعون عنه في الأخبار، وينتقل عبر التنفس.. الحالات التي جرى تشخيصها نواحي ميدلت هي "الجمرة الخبيثة الجلدية"، وهذا من الناحية العلمية والطبية لا يشكل خطورة كبرى، وهو مرض علاجه متوفر ومؤكد. ثم هذا المرض لا يوجد في المغرب كله، هو محصور في تلك المنطقة، وهنا أحب أن أدعو المواطنين في الدوار المعني أو الدواوير المجاورة إلى تبليغ المصالح البيطرية عن كل شكوكهم في إصابة مواشيهم. الوضع الآن تحت السيطرة، وهناك تسع حالات مؤكدة للآن، وكلها تعالج تحت إشراف طبي متخصص، بل من باب الاحتياط منحنا الدواء حتى لمن يشتبه بأنه كان على احتكاك بالأبقار المصابة، وهذا يدخل في إطار العلاج الوقائي.