عبد الإله بنزاكور رئيس قسم الجراحة بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء عرف مرض الجمرة الخبيثة منذ العصور القديمة، كواحد من الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان. يتلخص الخطر الأساسي للجمرة الخبيثة في قدرتها على المهاجمة البيولوجية، حيث تعد مرضا صعبا يصيب جهاز التنفس. الأنواع – الجمرة الخبيثة الجلدية: تصاب حوالي 95% من البشر بمرض الجمرة الخبيثة بشكل طبيعي وتكون فترة الإصابة بالمرض من 1-6 أيام، مسببة آثارا على الجلد تشبه الحروق، ويتم تشخيص الجمرة الخبيثة الجلدية بواسطة تشخيص الجراثيم التي يتم التعرف عليها بواسطة زرع خزعة تؤخذ من مكان الإصابة. – الجمرة الخبيثة في الأمعاء: يعاني المريض، عند بدء الإصابة بالمرض، من الغثيان والقيء، آلام في البطن، الحمى والإسهال مع النزيف، وقد تتدهور حالة المريض إذا لم يتلق علاجا يحوي المضادات الحيوية الملائمة. -الجمرة الخبيثة التي تصيب الجهاز التنفسي أو ما يسمى بالجمرة الخبيثة الرئوية وتشبه أعراضها في بداية الإصابة، الإصابة بالأنفلونزا، والتي تصيب الجسم بالرعشة، الضعف، آلام في العضلات، السعال وأحيانا الشعور بتوتر في الصدر؛ بعد مرور يومين إلى خمسة أيام من هذه الأعراض، وتبدأ المرحلة الثانية للمرض، والتي تكون مرحلة صعبة، إذ تظهر خلالها الأعراض التالية: ضيق في التنفس، التعرق، حمى شديدة والإصابة بالصدمة أو الهلع، ويمكن أن يصاب 50% من المصابين بالتهاب في غشاء الدماغ، يتم تشخيص الجمرة الخبيثة التي تصيب الجهاز التنفسي بواسطة علامات مرضية معينة، كتصوير خاص للصدر وتشخيص الجراثيم بواسطة زرع خزعة دموية. الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هو مرض نادر الحدوث خصوصا في الدول الصناعية مثل: الولاياتالمتحدة ودول أوروبا، كونه من الأمراض المهنية التي تحدث بين عمال صناعة الجلود والشعر والصوف والوبر والعظم، وكذلك يصيب البيطريين وعمال الزراعة الذين يتداولون الحيوانات المصابة بالمرض، كما يمكن أن يصيب الجزارين ومن يعملون بالمسالخ ومصانع اللحوم ومشتقاتها من المواد الغذائية التي تعتمد على هذه الصناعة، وهو متوطن في المناطق الزراعية من العالم التي تشيع فيها الجمرة بين الحيوانات مثل: دول أمريكا الجنوبية وأستراليا ونيوزلندا وبعض الدول الإفريقية والدول الأوربية التي تشتهر بتجارة المواشي واللحوم. خطر الجمرة الخبيثة تكون الإصابة بالمرض في الحالة الطبيعية شائعة عند الحيوانات التي تتغذى على العشب، والتي تقوم ببلع أو استنشاق الابواغ من التربة، تنتقل العدوى إلى الإنسان، عندما يلامس جثة حيوان مصاب أو عند ملامسة منتجات هذه الحيوانات كجلودها، أوبارها وأصوافها، قد يتسبب اللمس المباشر بظهور مرض الجمرة الخبيثة الجلدية، بينما يتسبب أكل لحومها بانتقال العدوى إلى الأمعاء. علاج الجمرة الخبيثة ينقسم علاج الجمرة الخبيثة الطبي إلى علاج وقائي وعلاج آثار المرض عند الإصابة بها، ويتم استخدام علاج المضادات الحيوية لأولئك الذين تعرضوا للجرثومة دون التسبب لهم بالإصابة بالمرض، إذ تمنع هذه العلاجات ظهور المرض، يعطى هذا العلاج للمصاب على مدى 60 يوما أو حتى تصبح لديه مناعة جسدية . وتستعمل علاجات المضادات الحيوية أيضا في علاج المصابين بالمرض، والذين تظهر لديهم أعراضه، ويتم تلقي العلاج عادة في المستشفى. ويتوفر مصل التطعيم المناسب المضاد لمرض الجرثومة الخبيثة، ويتم التطعيم بواسطة حقن 3 جرعات تعطى مع المحافظة على فاصل زمني، مدته أسبوعين، في كل جرعة، ثم يلي ذلك تلقي ثلاث حقنات مصل معززة أو منشطة إضافية، بوتيرة 6 شهور بين كل حقنة وأخرى، ويعد هذا التطعيم آمنا دون وجود آثار جانبية. الوقاية من الجمرة الخبيثة لا بد من اتباع خطوات الوقاية، والتي تتلخص في الحماية عن طريق استعمال قناع (كمامة) والوجود قرب مكان محمي.