عُلم من مصدر طبي أن الشخص المصاب بمرض الجمرة الخبيثة، والذي كان يخضع للعلاج بالمستشفى الجامعي ابن طفيل بمراكش، قد فارق الحياة مساء السبت 4 ماي2013 . وكان الهالك قد نقل إلى مستعجلات ابن طفيل قبل أيام من ذلك من إقليمقلعة السراغنة في حالة جد خطيرة، وبعد التشخيص تأكد أنه مصاب بمرض الخبيثة الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ، حيث عزل ومنع من تلقي الزيارة في انتظار استقرار حالته مخافة انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين . وظهرت أعراض المرض على المتوفى حسب مصدر من عائلته إثر نفوق بقرة في إسطبل الضيعة التي يشتغل فيها بشكل مفاجئ . وبناء على طلب صاحبها قام الهالك باستخراج كبدها للتأكد من سبب الوفاة قبل أن يقوم بدفنها. وبمجرد أن قام بذلك بدأت أعراض المرض تظهر عليه و تتطور بشكل متصاعد مما حتم نقله إلى المستشفى . وأوضح طبيب بالمستشفى الجامعي بمراكش أن المصاب ، البالغ من العمر 34 سنة تأخر كثيرا في الانتقال إلى المستشفى مما عقد حالته وجعل مفعول الفيروس يتعمق ملحقا أضرارا كبيرة بكيانه العضوي يصعب علاجه منها . وقال مصدر طبي رفض الكشف عن هويته، أن هذه الحالة ليست هي الأولى من نوعها المسجلة في إقليمقلعة السراغنة ، بل سبق أن تسبب ذات المرض في وفاة 12 شخصا بنفس الإقليم في غضون السنة الماضية . وتشير المعلومات الطبية المتداولة حول هذا المرض المعروف بأسماء أخرى كالحمى التفحمية والأوديما الخبيثة ومرض ندافى الصوف ، أنه من الأمراض المهنية التي تنتقل إلى العاملين في صناعات الجلود والصوف والبياطرة وعمال الزراعة الذين يحتكون بالحيوانات الحاملة للفيروس المسبب لهذا المرض . كما قد يحدث بفعل التقلبات الجوية كالكوارث من جفاف أو فيضانات والتي تساهم في وصول جراثيم الجمرة الهاجعة إلى سطح التربة . وتنتقل العدوى للجلد بملامسة أنسجة الحيوانات (الماشية، الخراف، الماعز، الخيول، الخنازير) والتي تهلك بسبب المرض، أو ملامسة الشعر أو الصوف أو الجلود الملوثة، أو التربة المرتبطة بالحيوانات المصابة، وتنتقل للرئة عند استنشاق البذور المقاومة ( الأبواغ أو الجراثيم) أو الأتربة الملوثة ، أو عن طريق تناول اللحوم الملوثة . كما ينتشر المرض بين الحيوانات العاشبة عن طريق التربة والغذاء الملوثين . ويقول العلماء إن بكتيريا الجمرة الخبيثة يمكن أن تشكل بكتيريا كامنة قادرة على البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية ولمدة طويلة قد تصل إلى قرون من الزمن . وكان أول من اكتشف البكتيريا المتسببة في الجمرة الخبيثة العالم الألماني روبرت كوخ في عام 1875 م . واستعملت الجمرة الخبيثة منذ الحرب العالمية الثانية كسلاح بيولوجي فتاك، وأعيد استعماله عقب اعتداءات 11 شتنبر 2001 كأداة للترهيب.