حفاظا على خصوصيات التراث الثقافي والفني للمنطقة أقيمت مؤخرا بتاونات، فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية، التي أضحت تقليدا سنويا يحتفي بهذا التعبير الفني كموروث موسيقي أصيل. وشهد حفل الافتتاح مشاركة مجموعة أصدقاء العروسي بعرض فني، استلهم من خلال أغاني ومقاطع تراثية، التراكم الذي حققه هذا اللون الفني الذي يعد أحد مكونات الموروث الموسيقي المغربي. واستعادت هذه الفرقة، التي تحمل اسم أحد الرواد الكبار لفن العيطة أو الطقطوقة الجبلية الراحل محمد العروسي، مجموعة من الأغاني والمقطوعات التي تشكل إضافات نوعية في ريبرتوار الراحل الذي غنى للوطن ولقيم المحبة والسلام. كما قدمت كل من فرقة عبيدات الرما من خريبكة، ومجموعة عبد المالك الأندلسي من طنجة، بالإضافة إلى فرقة الراحل أحمد الكرفطي من تطوان، لوحات فنية من تراث فن الطقطوقة الجبلية ألهبت حماس الجمهور وعشاق هذا الفن الذين تتبعوا أطوار حفل افتتاح المهرجان. وتواصلت فعاليات هذه الدورة، التي حملت اسم الفنان الراحل أحمد الكرفطي، بتنظيم العديد من السهرات الفنية، التي أحيتها مجموعة من الفرق الفنية المحلية والوطنية، التي ساهمت، من خلال أعمالها الإبداعية، في صيانة فن العيطة الجبلية وضمان استمراريته، باعتباره كان ولا يزال أحد التعبيرات الفنية التي تحتفي بالذاكرة الجبلية وبالموروث الفني لساكنة هذه المناطق. وقال محمد خراز، رئيس مديرية المهرجانات بوزارة الثقافة، إن المهرجان الوطني لفنون العيطة، الذي أضحى تقليدا سنويا تحتضنه مدينة تاونات، يحتفي بأحد مكونات الموروث الفني المغربي الذي يزاوج بين الغناء والموسيقى، والذي تطور عبر قرون على يد العديد من الفنانين والرواد، الذين ساهموا في صيانة هذا التراث والمحافظة على خصوصياته بالعديد من المناطق والجهات. وأضاف أن وزارة الثقافة اعتمدت شبكة من المهرجانات الثقافية والفنية من بينها ملتقيات ومهرجانات ذات بعد دولي، وذلك بهدف التعريف بالموروث الثقافي والفني المغربي من جهة، وتوفير الإمكانيات المتاحة للانفتاح على باقي الثقافات والحضارات من أجل استكشاف تجارب فنية جديدة والاطلاع على مكونات الحضارات الأخرى من جهة ثانية. وأكد استعداد الوزارة لتقديم الدعم والمساندة لكل المبادرات الفنية التي تروم الاحتفاء بمختلف التعابير الفنية وصيانة مكوناتها وضمان استمراريتها. ويروم المهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية، الذي نظمته وزارة الثقافة، بشراكة مع عمالة إقليمتاونات والجماعة الحضرية للمدينة، إبراز المؤهلات السياحية والإمكانيات الاقتصادية والطبيعية التي يتوفر عليها إقليمتاونات إلى جانب الحفاظ على التراث الموسيقي لفن العيطة ومن خلاله على مجموعة من خصوصيات التراث الثقافي والفني لمنطقة جبالة. وتضمن برنامج هذا الحدث الثقافي والفني، الذي حضره العديد من عشاق فن العيطة الجبلية، إلى جانب المهتمين والمولعين بهذا الموروث الفني، مجموعة من الأنشطة ذات الطابع الثقافي والفني، من بينها أمسيات فنية وسهرات موسيقية تتضمن وصلات غنائية ورقصات من تراث فن العيطة الجبلية قدمتها مجموعة من الفرق المحلية والوطنية المتخصصة في أداء هذا اللون الفني والتي تنتمي لإقليمتاونات وعدد من أقاليم المملكة. وموازاة مع هذه السهرات والحفلات الموسيقية انفتحت دورة هذه السنة على العديد من الأنشطة والتظاهرات الثقافية والفنية من بينها ندوة علمية بحثت الآليات والمقاربات التي يجب اعتمادها لإنعاش التراث الثقافي للمنطقة والتعريف به، يؤطرها باحثون ومهتمون، إلى جانب تنظيم ليلة تأبينية للفنان الراحل أحمد الكرفطي أحد رواد فن العيطة الجبلية، فضلا عن تنظيم مسابقة في فن (أعيوع) الذي يعد أحد ألوان فن العيطة الجبلية إلى جانب تنظيم معرض إقليمي للمأكولات التقليدية. وشكل المهرجان الوطني لفنون العيطة، الذي دأب على تتبع فقراته جمهور كبير، فرصة لتلاقي المهتمين بهذا اللون الفني من أجل تبادل التجارب والخبرات وبحث ومناقشة مختلف الأفكار والمقاربات التي بإمكانها ضمان استمرارية هذا الموروث الثقافي وتثمينه، وبالتالي المساهمة في تنشيط السياحة الثقافية بالمنطقة