مع حلول عيد الفطر المبارك لكل سنة، يجدد خبراء الصحة والصحة الغذائية تحذيراتهم بشأن العبور الأمن للجهاز الهضمي من الصيام إلى الإفطار، محذرين من الإسراف في تناول حلوى العيد، واضعين وصفة صحية لتجنب اضطرابات المعدة بعد فترة الصيام مع شروط تناول مأكولات العيد بشكل صحي وآمن خاصة لمرضى الحالات المزمنة. وفي هذا السياق، ينصح الصائمون بالحفاظ بعد شهر رمضان على العادات الغذائية التي اكتسبوها على مدى الشهر الكريم، حيث اعتادوا على تناول الطعام في وجبتين فقط، وبعدم التغيير المفاجئ لهذه العادات خلال أيام العيد، لما قد يحدثه ذلك من آثار ضارة للإنسان نتيجة ارتباك عملية الهضم وإجهاد المعدة بالتهام الأنواع المتعددة من حلوى العيد المحتوية على كميات هائلة من الدهون والسكريات. ويتطلب الانتقال السليم من مرحلة الصوم إلى مرحلة ما بعد رمضان تغييرا تدريجيا في تناول الوجبات الغذائية تلافيا لما يحدثه التغيير المفاجئ من تحميل الجهاز الهضمي عبئا ثقيلا من العناصر الغذائية غير المعتادة لديه على مدى حوالي الشهر. لذلك ينصحنا الخبراء بأن تكون وجبات العيد متوازنة محتوية على جميع العناصر الغذائية، وبألا يسرف الفرد في تناول كعك العيد، بحيث لا ينبغي تجاوز ثلاث كعكات يوميا للشخص السليم صحيا، حيث تحتوي الواحدة منها من وزن 50 جراما، على 250 سعرا حراريا، علما بأن الشخص البالغ يحتاج إجمالا إلى حوالي 2000 سعر حراري يوميا. أما مرضي السكر فيمكنهم تناول كميات محددة من الكعك مع تنظيم مواعيد وجرعات الأدوية والأنسولين بمعرفة الطبيب. كما ينصح بالإكثار من تناول الأطعمة المحتوية على الألياف كالخس والسبانخ والفاصوليا الخضراء وغيرها، لقدرتها على امتصاص المواد الدهنية والمساعدة في تنظيم حركة القولون. وينصح مرضى الكبد بعدم تناول حلوى العيد لعدم قدرة الكبد على إفراز مادة الصفراء التي تساعد على هضم الدهون، ويمكن بالمقابل عمل كعك بمواصفات صحية تصلح لمرضى الكبد أو الحالات المرضية الأخرى بحيث يراعي فيها إدخال مكونات إضافية لعجين الكعك مثل مبشور الجزر أو مبشور البرتقال بما يقلل الحمل السعري للكعكة ويقي من التأثيرات السلبية على صحة المريض. ويحذر الخبراء أيضا من الإفراط في تناول الكعك لاحتوائه على ثلاثة مكونات رئيسية هي السكريات والزبدة والدقيق التي تمثل كل منها أو كلها مجتمعة خطورة على الصحة العامة للإنسان إذا تم الإكثار من تناولها. ومن الثابت علميا أن زيادة نسبة السكريات تشكل إجهادا كبيرا على البنكرياس، مما يؤثر سلبيا على أي شخص خاصة مرضى السكر. أما الدهون الزائدة فيتم تخزينها بالجسم في صورة شحوم وكوليسترول تترسب نتيجة أكسدتها على جدار الأوعية الدموية وتسبب مشاكل صحية منها اضطراب سكر الدم وتصلب الشرايين وارتفاع الضغط وكذلك زيادة العبء على القلب والكبد، بالإضافة إلى زيادة الوزن.