جمعية سلا المستقبل و «لاميج» تكرمان الفقيد محمد السملالي شكل موضوع "العمل الجمعوي بين التطوع والمسؤولية"، محور ندوة فكرية نظمتها مساء يوم الثلاثاء الماضي بسلا، كل من جمعية سلا المستقبل والجمعية المغربية لتربية الشبيبة "لاميج"، بمشاركة فعاليات جمعوية وحقوقية وسياسية. وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس جمعية سلا المستقبل إسماعيل العلوي إن المغرب أصبح يتوفر على قانون أساسي حول الديمقراطية التشاركية ينظم مشاركة المواطنين في جميع مستويات الحياة العامة، مؤكدا على ضرورة توفير إطار قانوني للتطوع ينظم مستقبل المجتمع المدني بما في ذلك مبدأ التطوع، بعد أن أصبح يكتسي أهمية أكبر بالنسبة للمجتمع المغربي. وأبرز اسماعيل العلوي أن التطوع نوعان، التطوع الذي يسعى إلى البر والإحسان، والتطوع التعاقدي، وهو انخراط الشباب لإنجاز مهمة تدخل في إطار المصلحة العامة، وتحدد في الزمن والمكان والأشغال الواجب أداؤها، مقابل تعويضات تضمن التكفل المادي للمتطوع والتأمين والضمان الاجتماعي والتأطير والتتبع البيداغوجي سواء داخل أو خارج الوطن من أجل ضمان استمراريته وانفتاحه على التجارب الدولية والمجتمعات الإنسانية، وبالتالي تنميته وتوفير شروط نجاحه ودعائم تقويته. وأشار العلوي إلى أن هذه الندوة تندرج في إطار تكريم روح الفقيد محمد السملالي الفاعل الجمعوي والحقوقي والسياسي الذي يعد من بين الرواد الذين وضعوا اللبنات الأولى للحركة الجمعوية المغربية. وذكر بأن الراحل محمد السملالي "مواليد مدينة سلا سنة 1939" الذي كان كاتبا عاما للجمعية المغربية لتربية الشبيبة "لاميج" تولى عددا من المهام، من بينها نقيبا لهيئة المحامين بالرباط ونائبا برلمانيا عن دائرة المريسة بسلا ما بين 1993 و1997، كما انتخب أول رئيس للجنة الوطنية للتخييم سنة 1983. من جانبه، قال الأستاذ الجامعي حسن طارق إن موضوع الندوة يتعلق بمبادرة تكريم الراحل محمد السملالي أحد رموز العمل الجمعوي الذي أعطى الكثير للوطن من خلال مساهمته في تطوير العمل الجمعوي والتطوعي وتوحيد الحركة الجمعوية. وأبرز أن الحركة الجمعوية بالمغرب ظهرت في خضم الحركة الوطنية وفي لحظة بناء المغرب المستقل وارتبطت بتحديات البناء الديمقراطي والبناء التنموي وصولا إلى لحظة دستور 2011 الجديدة، حيث تمت دسترة مفهوم المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية وأعطيت للجمعيات آليات مهمة للمساهمة في تدبير الشأن العام. وقال الأستاذ طارق "نحتاج إلى كتاب أبيض حول مسار 60 سنة من العمل الجمعوي داخل المؤسسات من أجل إذكاء روح التطوع والمواطنة في الجيل الجديد، معتبرا أن الحركة التطوعية هي امتداد للأحلام الأولى التي صنعها الرواد من حجم الفقيد محمد السملالي". وذكر بمشاركة الجيل الأول من رواد العمل الجمعوي التطوعي في بناء طريق الوحدة بشمال المملكة سنة 1957، مبرزا أن اسم طريق الوحدة، أطلق عليها دلالة على الربط بين منطقتي الشمال والجنوب وتجميع الشباب المتطوعين لبنائها من مختلف جهات المملكة، وذلك تجسيدا ورمزا للوحدة والتضامن والتكامل. وقد تجند لهذا المشروع 12 ألف شاب متطوع للعمل مدة ثلاثة أشهر الصيف، بنسبة 4000 شاب شهريا، حيث مثلت أوراش العمل مدارس للتكوين يتلقى فيها المتطوعون دروسا تربوية وتداريب مدنية جعلتهم ينخرطون بقوة في تحقيق مشاريع عمرانية في مراكز سكناهم، وذلك تنفيذا لفكرة التجنيد العام لبناء استقلال المغرب. وقد تم خلال هذا اللقاء تقديم شريط وثائقي تضمن بالخصوص شهادات في حق الفقيد محمد السملالي من طرف عدد من الفعاليات التي عايشت الفقيد والمنتمية إلى ميادين العمل الجمعوي التربوي والحقوقي والسياسي، كما قدمت شهادات أجمعت على أن الراحل كرس حياته لخدمة المجتمع والوطن في المجال التربوي والحقوقي والسياسي. كما نظم على هامش الندوة معرض للصور والوثائق أبرز المحطات الرئيسية لحياة الراحل خاصة دوره في بناء الحركة الجمعوية المغربية في مجالي الطفولة والشباب والعمل الحقوقي.