حركات الشباب بالمغرب احتفاء بذاكرة وطنية بارزة في مجال العمل الجمعوي والتطوعي، نظمت حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي، مؤخرا بالرباط، ندوة فكرية في موضوع حركات الشباب بالمغرب، وذلك إسهاما منها في التعريف بأحد الرجالات المؤسسين للحركة الجمعوية والشبابية بالمغرب. وسلطت هذه الندوة التي نشطها الأستاذان ادريس بنسعيد وعبد الكريم بلحاج، والمندرجة في إطار اللقاءات التواصلية التي تنظمها الحلقة، الضوء على إسهامات الراحل محمد الحيحي في مجال العمل التطوعي وحقول التربية والتعليم والسياسة. وفي كلمة افتتاحية، قال عضو الحلقة حسن طارق، إن هذه الندوة التي تعد أول نشاط تنظمه الحلقة تتغيى مد جسور التواصل بين ماضي الحركة الشبابية المغربية وحاضرها ومستقبلها من خلال استحضار العطاء السخي والقيم النبيلة التي كرس محمد الحيحي حياته للدفاع عنها وزرع بذرتها لدى الأجيال المتعاقبة. وأبرز أن الراحل ساهم في تأسيس معنى الالتزام الثقافي والتربوي، مضيفا أن هذا اللقاء هو عربون وفاء لروح الرجل والتزاماته في الحركات الجمعوية والحقوقية. من جهته، أكد عبد الحليم بن مبارك عضو الحلقة، أن محمد الحيحي أدى الرسالة بل رسائل كثيرة على أكمل وجه، وقال إنه «أدى الرسالة التربوية كرجل تعليم ومربي مخلص، والرسالة السياسية كواحد من الأطر البارزة في العمل الحزبي والرسالة التطوعية في العمل الجمعوي الشبيبي والحقوقي بكل وفاء وإقدام ونكران ذات». واعتبر بن مبارك أن رسالة الحياة الجوهرية تمثلت بالنسبة للحيحي في «بناء القيم والمبادئ والأفكار والقدرات والكفاءات»، مضيفا أن فكرة البناء لم تكن منفصلة عن مغزاها المادي العمراني لدى الراحل الذي أطر بناء طريق الوحدة سنة 1975 باعتباره من أكبر الأعمال التطوعية في المغرب وفي العالم. ومن جانبه، قال عبد الرزاق الحنوشي عضو الحلقة، إن هذه الندوة الفكرية تروم رد الاعتبار لقيمة أساسية من قيم العمل الجمعوي والتطوعي التي تقترن باسم الفقيد الذي كرس حياته للدفاع عن قيم الإنسانية الرفيعة المجتمعية وتنميتها داخل المجتمع. وأضاف أن الحلقة التي تهدف أيضا إلى رد الاعتبار للرواد من الفاعلين الجمعويين بالمغرب ستخصص جائزة سنوية لأهم الأعمال المنجزة في مجال التطوع. وتروم حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي حفظ ذاكرة الراحل وتراثه، مع الحرص على ألا يتخذ ذلك طبيعة متحفية، بل أن تكون ذاكرة حية تتفاعل مع الأسئلة الراهنة المطروحة على الحركة التربوية والسياسية والتطوعية والجمعوية والحقوقية. كما تعتبر الحلقة بمثابة فضاء لتجميع أكبر عدد من الطاقات الفاعلة من حقول متعددة ووجهات نظر فكرية مختلفة، وذلك بهدف استلهام مختلف المساهمات التي أثرى بها المرحوم محمد الحيحي مجال العمل الجمعوي، حتى يكون قدوة للأجيال الحالية والمستقبلية وتوثيق مساره الغني بالعطاء. وركز الأستاذان بنسعيد وبلحاج في عرضيهما بالخصوص على ارتباط الدينامية الاجتماعية بالشباب وعلى الزخم والروح الجديدة والمتجددة التي تعطيها للحياة السياسية والاجتماعية من خلال مطالبها، واستعرضا شعارات حركة 20 فبراير ومطالبها التي يمكن اختزالها في «تطبيق القانون» والتي من إيجابياتها «انهيار محرم الكلام». وطرحا في نفس السياق مجموعة من التساؤلات المرتبطة أساسا بمدى توفر عنصر الجدة في هذه الحركة، وماهي إضافاتها على المشهد السياسي والحقوقي والتربوي وتفاعلها مع المجتمع المدني.