في جولة حزبية بكل من أكادير وطانطان وسيدي إفني في إطار الدينامية غير المسبوقة التي تعرفها الفروع المحلية لحزب التقدم والاشتراكية بالأقاليم السوسية والصحراوية واستعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، قام المصطفى عديشان، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية والمسؤول على قطب التنظيم بحزب الكتاب، برحلة إلى كل من أكادير وطانطان وميرالفت بإقليمسيدي إفني، من أجل تسليط الضوء على مستجدات القوانين التنظيمية للاستحقاقات الانتخابية المقبلة والتفاعل الإيجابي مع المئات من مناضلات ومناضلي الحزب بهذه المناطق خلال عطلة نهاية الأسبوع الذي ودعناه. واستهل المسؤول الحزبي خلال العرض الذي قدمه لرفيقاته ورفاقه بأكادير ليلة الجمعة الماضية، بتركيزه على مجموعة من الملاحظات الأولية التي تميز استحقاقات 2009 مقارنة بنظيراتها لسنة 2015، وما ستعرفه هذه الأخيرة من ارتفاع عدد فصول الدستور الخاصة بالجماعات الترابية من 3 فصول إلى 12 فصلا أي ما يشكل ارتفاعا من 2 في المائة إلى 6.6 في المائة، وهي نسبة كبيرة مقارنة مع التحولات التي تعرفها كل دول العالم بما فيها المتقدمة ديمقراطيا، يوضح المحاضر. وأكد نفس المتحدث، على تغيير المرتبة القانونية من قانون إلى قانون تنظيمي ومدونة الانتخابات بقانون تنظيمي وقانون، وكذا التنصيص على الملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات بالدستور وإصدار قانون خاص لها و منح البرلمان حق تحديد مبادئ الدوائر الترابية، قبل أن يعرج على مرجعيات وسياقات إعداد القوانين التنظيمية من قبيل اعتماد التصويت العلني كقاعد لانتخاب أجهزة المجلس ومقرراته وانتخاب أعضائه في نفس الجلسة المخصصة لانتخاب الرئيس مذكرا بمبدأ تداول السلطة وتنفيذ المداولات والمقررات بكيفية ديمقراطية، إضافة إلى توسيع مجال تدخل القضاء الإداري واعتماد مبدأي التدرج والتمايز لبلورة الاختصاصات المشتركة المنقولة، زيادة على حذف مسألة الحساب الإداري واعتماد التعاقد كمبدإ لممارستها وانتخاب أعضاء المكتب عن طريق اللائحة وتشجيع حضور ومساهمة النساء في الشأن العام والمحلي . وتابع عديشان قائلا، إن ميزانية الجماعات الترابية سوف يتم تبويبها وفق برامج مشاريع، وذالك على أساس ثلاث سنوات مع اعتبار رئيس المجلس هو الآمر بالصرف و إمكانية التعاون بين الجماعات الترابية في إطار مجموع الجماعات الترابية، دون إغفال التوسيع الذي عرفته حالات التنافي بين رئاسة المكتب وعضويته. وسلط عديشان الذي كان يتحدث للعديد من مناضلات ومناضلي الحزب بالمدينة والذين غصت بهم قاعة الاجتماعات والندوات بالمقر الجديد للحزب بحي الداخلة، الضوء على القانون التنظيمي رقم 59.11 المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية ومجالس الجماعات والمقاطعات والأحكام المتعلقة بانتخابها خاصة، في الشق المرتبط بالتأليف والهيئة الناخبة وأسلوب الاقتراع بارتباط، بعدد السكان الواجب توفرهم وبأهلية الترشيح للانتخاب وحالات التنافي، وكذا عمليات التصويت والفرز وإعلان النتائج والمنازعات الانتخابية وإجراءات التعويض وكذا الحملة الانتخابية والمخالفات والعقوبات الناتجة عنها . وقدم المسؤول الحزبي بتدقيق شديد النقطة المتعلقة بالجدولة الزمنية لكل الاستحقاقات المقبلة مذكرا باستعداد الحزب الكبير للدخول في غمارها بكل تفاؤل، داعيا في الآن ذاته، كل المسؤولين الإقليميين الحاضرين في هذا اللقاء وكل مناضلات ومناضلي الحزب بالمنطقة إلى بذل قصارى الجهود لإنجاح المحطات المقبلة والعمل على تعبئة كل الدوائر لكسب المزيد من الأصوات الكفيلة بتبويء الحزب المكانة اللائقة به في المشهد السياسي والحزبي في البلاد . وعاد عديشان لتذكير الحاضرين في هذا اللقاء التواصلي الرابع من نوعه الذي ينظمه الحزب بأكادير والمندرج في إطار الأنشطة الإشعاعية التواصلية والتكوينية الرمضانية التي سطرها الفرع المحلي بالمدينة، بالأحكام الخاصة بالمجالس الجهوية من قبيل إحداث وكالة جهوية لتنفيذ المشاريع و تفعيل "صندوق التأهيل الاجتماعي" و"صندوق التضامن بين الجهات" وإحداث 3 هيئات استشارية: الشباب، مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع، قضايا ذات الطابع الاقتصادي، وتقديم العرائض من قبل المواطنات والمواطنين ومن قبل الجمعيات. وختم عديشان الجزء الأول من عرضه، بإلقاء نظرة دقيقة وموجزة على الأحكام الخاصة بمجالس العمالات والأقاليم وبالانتخابات المتعلقة بالمقاعد المخصصة للنساء المحدثة في الجماعات والمقاطعات، مركزا بالخصوص في هذه النقطة على نمط الاقتراع والعدد المخصص بالدوائر الانتخابية. وتطرق المصطفى عديشان في الجزء الثاني من عرضه، إلى الآليات النظرية لإنجاح الحملة الانتخابية، خصصه لتقديم مجموعة من التقنيات والأساليب الخاصة بالتقطيع والاستهداف الانتخابيين، وكذا توزيع المسؤوليات التدبيرية للحملة من قبل المناضلات والمناضلين والمسؤولين المحليين والإقليميين، وساق في هذا الإطار خطاطات لتجارب ناجحة في هذا الباب، والعديد من الأفكار والنظريات كأوراق للاستئناس والقابلة للتكييف حسب خصوصيات وطبيعة كل تجمع سكني وكل دائرة انتخابية وكل مدينة وكل إقليم، واستحضر هذا العرض كل النقط المهمة في تدبير حملة انتخابية من بدايتها إلى نهايتها مركزا بالخصوص على الموارد البشرية وعلى الوقت وعلى المصاريف التي يتطلبها إنجاح المحطة. وفي ختام هذا الأمسية الرمضانية، فسح المجال لكل الحاضرين المشكلين أساسا من مناضلات ومناضلي وأطر الحزب وكذا المستشارين الجماعيين الملتحقين حديثا بحزب الكتاب في إطار الحركية التي يعرفها الحزب بالمنطقة، لإخراج كل ما في جعبهم من تساؤلات واستفسارات، انبرى لها عديشان بأريحيته المعهودة التي استحسنها المتدخلون وتفاعل معها الجميع.