أعلنت إدارة مهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر أن موضوع ندوة الدورة 12 لهذا المهرجان (12 15 نونبر 2015) سيتمحور حول إشكالية "توثيق الذاكرة السينمائية بالمغرب". وتطرح الندوة، حسب المدير الفني للمهرجان، الناقد السينمائي أحمد السجلماسي، اشكالية التأخر المسجل في مسألة توثيق الذاكرة السينمائية الوطنية التي تمتد حسب بعض المصادر الى 1896 تاريخ تسجيل أولى الصور السينمائية بالمملكة و1897 تاريخ أول عرض سينمائي لأفلام الأخوين لوميير. وتتناول الندوة، التي تم فتح باب المشاركة في أشغالها أمام النقاد والباحثين، حصيلة التوثيق السينمائي ومدى التوفر على كتب وأفلام وغيرها "تؤرخ لتجربتنا السينمائية الفتية وتوثق بالكلمة والصوت والصورة لمحطات تاريخنا السينمائي الطويل (120 سنة تقريبا) وتساعد على تقريب هذا التاريخ الفني من طلابنا في معاهد السينما والسمعي البصري وغيرها". كما يشخص اللقاء طبيعة الاكراهات التي تعترض إرساء تقاليد التوثيق للفعل السينمائي بالبلاد واستشراف حلول لتجاوز القصور المسجل على هذا الصعيد. وتنطلق الندوة من كون المغرب يعتبر من البلدان العربية والإفريقية القليلة الأولى التي تعرفت على السينما (تصويرا وعرضا) منذ انطلاقتها على يد الأخوين لوميير سنة 1895. فبعد العروض الأولى، ظهرت القاعات السينمائية في أشكالها الأولية بمدن مغربية كفاس وطنجة وغيرهما ، وصدر سنة 1916 قانون ينظم العمل بهذه القاعات التجارية ، كما بدأت الشركات الأجنبية وعلى رأسها الفرنسية تحج إلى المغرب لتصوير الأفلام حيث تم إخراج أول فيلم روائي طويل سنة 1919 بعنوان " مكتوب " وتلته سلسلة من الأفلام الروائية والوثائقية المختلفة خارج وداخل إطار ما اصطلح على تسميته ب " السينما الكولونيالية ". وتوقف الناقد السجلماسي في أرضية الندوة التي استعرضت أهم محطات تطور السينما بالمغرب، عند إحداث أول مختبر لتحميض الأفلام بالدار البيضاء سنة 1939. كما فتحت استوديوهات السويسي أبوابها بالرباط سنة 1944. وفي نفس السنة تم تأسيس المركز السينمائي المغربي كمؤسسة عمومية وصية على قطاع السينما بالبلاد. وبعد الغياب شبه المطلق للمغاربة كتقنيين ومخرجين سينمائيين طيلة عهد الحماية ، باستثناء الهاويين محمد عصفور وأحمد المسناوي ، ستشهد السنوات الأولى لاستقلال المغرب تخرج الدفعات الأولى من التقنيين السينمائيين المغاربة الذين تم إرسالهم للتكوين في بعض المعاهد السينمائية الأوروبية وعلى رأسها معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس، وستبدأ عجلة الإنتاج والإبداع في الدوران مخلفة وراءها كما فيلموغرافيا انطلق قليلا وبدأ يتكاثر من عشرية لأخرى.