قال المخرج السينمائي المغربي لطيف الحلو: "لا نستطيع الحياة دون شعر ودون سينما"، كان ذلك خلال حفل تكريمه عن مجمل أعماله، السبت الأسبوع الماضي، من طرف حزب التقدم والاشتراكية، في إطار تظاهرة تكريمية استمرت ثلاثة أيام، واختتمت ليلة الجمعة بجلسة نقاش استدعيت إليها بعض الأسماء المهتمة بالحقل السينمائي في المغرب. (أنظر متابعتنا للندو على الصفحة الأخيرة). واعتبر المخرج لطيف الحلو أن السينما بالنسبة له هي "مزج بين الكلمة والموسيقى وشعرية الصورة السينمائية، وهي في جزء منها تخفي الرغبة الملحة في إيصال المشكل أو الظاهرة الاجتماعيين، إلى الآخر، من خلال إعادة إنتاجهما فنيا.. وهذا، في نظري، هو مفتاح كل عملية إبداعية مشروطة بالحرية وبالاعتراف". وفي نفس السياق يحكي الروائي والناقد المغربي محمد صوف، عن علاقة المخرج بالكاميرا وعلاقته بالإنسان، من خلال معايشته الشخصية للمخرج ومواكبة أعماله منذ شريطه الأول شمس الربيع، وحتى آخر إنتاجاته "حفلة ميلاد". ويضيف لطيف الحلو في كلمة له بمناسبة تكريمه، "إن الصوت والصورة شكلا دائما مركز اهتمامي، وكان لي الحظ لأجعل منهما مهنتي، وأحاول من خلالهما أن أفهم الظواهر التي أتحدث عنها، أن أتمثلها... لقد حاولت أن أحصر مهمتي كمخرج في استيعاب ما سوف أنقله إلى الآخر ولم أكن أبحث عن إثارة الإعجاب بقدر ما كانت تحدوني الرغبة في طرح العديد من الأسئلة المقلقة وإشراك الآخر فيها، من خلال ما أقدمه من أعمال سينمائية، تحتوي على تجليات للحياة بشكل موضوعي لكنها تجليات تقع بين الواقع والخيال..". وبعد أن عبر عن شكره وامتنانه لحزب التقدم والاشتراكية، الذي شرفه بهذا اللقاء وجعله ممكنا، وجه كلامه إلى الجمهور الحاضر في حفل التكريم قائلا: "الكثير من بينكم يعرفني منذ زمن ليس باليسير، ويعرف مقدار السعادة التي تغمرني خلال اللقاء بهم، وإذا كانت الكلمات أحيانا لا تسعفني في التعبير بعمق عن مشاعري إزاءهم، فإن طبيعة الأعمال التي أقدمها للسينما تبقى ضمانة أساسية على استمرار ذلك الخيط الرابط في علاقتي بهم.."، في إشارة إلى علاقة الانتماء القديمة التي تربط المخرج لطيف الحلو بحزب التقدم والاشتراكية، الذي انخرط فيه خلال خمسينات القرن الماضي. غير أن حفل التكريم الذي قررته اللجنة المنبثقة عن فضاء أطر حزب التقدم والاشتراكية، واختياره شخصية لطيف الحلو لتكون موضوع احتفاء، إنما توخى تكريم سينما رصينة هادفة لا تسعى إلى الإثارة بقدر ما تحث على التفكير، وفي نفس الوقت تكريم مسار طويل لمخرج مغربي متميز. يشار أن حفل التكريم تميز بحضور وازن لنخبة من السينمائيين المغاربة ومجموعة من المبدعين والمثقفين والإعلاميين ومناضلي وأطر الحزب بالدارالبيضاء.. كما اتسم أيضا بالشهادة الهامة التي قدمها نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في حق المحتفى به؛ وكذا شهادات كل من المخرج السينمائي سعد الشرايبي، والممثلة أمل عيوش، ومصطفى الزيراوي رئيس النقابة المغربية لتقنيي السينما.. الجدير بالذكر أن لطيف لحلو ينتمي لجيل رواد السينما المغربية، وساهم في إغناء الريبرتوار السينمائي، من خلال أعمال مازالت عالقة في أذهان عشاق الفن السابع، منها فيلمه الروائي الأول شمس الربيع (1969)، و"غراميات" (1986)، و"الدار الكبيرة" (2009)، و"سميرة في الضيعة" وأخيرا شريط "حفلة الميلاد".