يكرم حزب التقدم والاشتراكية، ضمن برنامجه الثقافي الرمضاني، بالدارالبيضاء، السينمائي لطيف لحلو، أحد رواد السينما المغربية، وقد ارتأت اللجنة المنظمة، المنبثقة عن فضاء أطر الحزب بالدارالبيضاء، أن يمتد الحفل على مساحة زمنية تبلغ ثلاثة أيام، انطلاقا من يوم أمس الأربعاء وإلى يوم غد الجمعة، في إطار برنامج غني ومتنوع، سيتميز بمشاركة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الأستاذ محمد نبيل بنعبد لله، وذلك يومه الخميس على الساعة العاشرة ليلا بسينما ريتز بالدارالبيضاء. وإذا كان يوم أمس قد تميز بعرض نماذج من سينما لطيف الحلو، فإن مساء يومه الخميس سيعرف حفل التكريم وإلقاء شهادات في حق المكرم، إضافة إلى فقرات موسيقية. على أن يختتم البرنامج يوم غد الجمعة بندوة حول "سينما لطيف لحلو.. قضايا مجتمعية ورهانات سينمائية"، بمشاركة نقاد سينمائيين وصحافيين متخصصين. البرنامج الذي أعده فضاء الأطر لحزب التقدم والاشتراكية لجهة الدارالبيضاء الكبرى لهذا الحدث الثقافي يروم الاحتفاء بأحد أبرز الرواد المؤسسين للمشهد السينمائي في المغرب، بعد أكثر من خمسين سنة في خدمة سينما اجتماعية هادفة. ويمكن اختزال سينما لطيف لحلو إجمالا في حضور الهاجس والسؤال الاجتماعيين، وهذا يحيلنا على جيل كامل من السينمائيين المغاربة الرواد من بينهم المرحوم أحمد البوعناني، وحميد بناني وغيرهم الذين شكلوا جميعا علامة فارقة في تاريخ المغرب الثقافي، ويعود الفضل في الكثير مما أنجزته السينما المغربية، في السنوات الأخيرة، إليهم. ويتميز المخرج الذي نكرمه جميعا، مساء اليوم، بوفائه لقناعاته بضرورة تكريس فعل سينمائي حقيقي، يستهدف طرح الأسئلة بخصوص النسق الاجتماعي المغربي على اختلاف تجلياته وتنوعها منذ إنتاجاته الأولى، وإلى فيلمه الأخير "ليلة الميلاد" الذي يتغلغل من خلاله داخل الوسط الاجتماعي المغربي الراقي ليكشف عن تناقضاته الخفية، من خلال قصص تتقاطع فيها العديد من الشخصيات بتناقضاتها الفارقة. ويأتي هذا الفيلم في الرتبة الخامسة في صنف الأفلام الروائية الطويلة التي أخرجها لطيف الحلو، بعد "الدار الكبيرة " (2009) و"سميرة في الضيعة " (2007) و"غراميات" (1986) و"شمس الربيع" (1969) ، وهو أول فيلم طويل يوقع عليه المخرج. وغير هذا وذاك، يمكن اعتبار المخرج لطيف الحلو سينمائيا موسوعيا انطلاقا من مساهماته، على مدى تجربة طويلة انطلقت منذ مطلع ستينات القرن الماضي، في كل ما يمت إلى السينما بصلة، إذ عمل موضبا، ومخرجا، ومنتجا، وناقدا سينمائيا، ولا زال له حضور وازن في الحقل السينمائي الوطني، حضور إبداعي وثقافي، وحضور فعلي، من خلال مساهمته في العديد من اللقاءات والندوات والمهرجانات السينمائية الوطنية. ومعلوم أن المخرج لطيف الحلو من مواليد مدينة الجديدة سنة 1939، رحل إلى فرنسا لإتمام دراسته في شعبة السوسيولوجيا بجامعة السوربون، لكنه لم يستطع مقاومة عشقه للسينما فالتحق بمعهد الدراسات السينمائية العليا بباريس وتخرج منه سنة 1959 ثم عاد إلى المغرب. حفل تكريم لطيف الحلو، مساء اليوم، سيكون دون شك تكريما لجيل كامل من السينمائيين وإضاءة للعديد من جوانب رحلة حياة عاشق أزلي للشاشة الفضية.