يوم الجمعة كان مرعبا وبشعا ودمويا في تونسوالكويتوفرنسا... بلا أي تردد أو مجاملة قول نعلنها صراحة وجهارا أن ما حدث يعتبر همجية وإجراما، وكلنا معنيون به ومطالبون بإدانته واستنكاره ورفضه. في العاصمة الكويتية لم يتردد الإرهاب في ضرب مصلين مؤمنين أثناء أدائهم صلاة الجمعة بمسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر وسط المدينة، ما خلف استشهاد 27 مصليا وإصابة أزيد من مائتين آخرين. في تونس ضرب الإرهاب قلب المنطقة السياحية بالقنطاوي بحمام سوسة مستهدفا أجانب وتونسيين، وذلك عبر عملية انغماسية على طريقة الذئاب المنفردة، من خلال القدوم من الشاطئ، باعتبار حالة الاستنفار القصوى التي تفرضها قوات الأمن بسوسة منذ أشهر في إطار مكافحة الإرهاب، وتم فتح نيران الرافال على المصطافين بشاطئ فندق امبريال مرحبا، قبل الولوج إلى داخله وإطلاق النار على السياح، وأدى ذلك إلى استشهاد أكثر من أربعين شخصا وإصابة عدد مماثل. وفي فرنسا استهدف اعتداء وحشي مصنعا للغاز الصناعي بمدينة ليون، أدى إلى مقتل شخص واحد بطريقة غارقة في الوحشية والبشاعة، كما أصيب آخرون. في الجرائم الثلاث يتبين إذن أن منسوب البشاعة زاد، ولم يعد الإرهابيون القتلة يترددون في قطع الرؤوس أو استهداف مصلين أثناء الصلاة داخل مسجد... حتى قطاع الطرق واللصوص لا يجرؤون على مهاجمة مسجد أو حتى محاولة الولوج إليه، بل إن كل أماكن العبادة تحترم ويتم توقيرها حتى في قوانين الحروب والمواجهات المسلحة بين الجيوش... ولهذا، فإن ما شهدته تونسوالكويتوفرنسا يوجه ضربة كبيرة للإسلام أولا وللمسلمين ثانيا، وعلى شعوب المجتمعات المسلمة وقواها الوطنية الفاعلة أن تستفيق وتستنهض همتها وجهودها لتتصدر التنديد بالإرهاب وبوحشية هؤلاء القتلة... ليس كافيا اليوم الاكتفاء بالقول بأن هؤلاء لا يمثلون الإسلام، وبأن الإسلام الحقيقي ليس هو ما يقول به هؤلاء، ولكن من الضروري الانخراط في التعبير الملموس والقوي عن الرفض والإدانة وتمتين الدفاع عن الاعتدال والانفتاح، والحرص الجماعي على تقوية مسلسلات الديمقراطية والحرية والمساواة والحداثة والتنوير داخل المجتمعات العربية والمسلمة لمحاربة التطرف والانغلاق... إن ما حدث في فرنسا يضر بالجالية المغربية والمغاربية والعربية والمسلمة، وما حدث في تونس يستهدف التجربة الديمقراطية التونسية، وما حدث في الكويت يستهدف استقرار هذا البلد، الذي لم يشهد الإرهاب من قبل، ويسعى لضرب وحدته الوطنية والتأثير على جواره الإقليمي الخليجي والعربي، ولهذا نحن كلنا اليوم مع تونسوالكويتوفرنسا، وضد القتلة الإرهابيين. بلادنا معنية بما حدث، ولهذا هي لم تتردد في إدانة الإجرام الإرهابي والتعبير عن دعمها القوي واللامشروط للبلدان المستهدفة، كما أنها معنية بضرورة تقوية استنفارها وتعبئتها الأمنيين لحماية استقرارها وسلامة شعبها ومواجهة كل المخاطر المتربصة بها. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته