أكد وزير السكنى وسياسة المدينة، محمد نبيل بنعبد الله، أول أمس الاثنين بالرباط، أن برنامج "الرباط مدينة الأنوار .. عاصمة المغرب الثقافية"، سيمكن المدينة من الارتقاء إلى مصاف كبريات الحواضر العالمية. وأشار بنعبد الله، في كلمة له خلال يوم دراسي نظمه فضاء أطر حزب التقدم والاشتراكية بالرباط، حول موضوع "المدينة كفضاء للعيش.. الرباط نموذجا"، إلى أنه تم تخصيص 9.425 مليار درهما لتنفيذ هذا البرنامج الذي تم إعداده تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تطوير النسيج الحضري لمختلف مدن المملكة، وذلك وفق رؤية متناغمة ومتوازنة. وأوضح أن هذا البرنامج، الممتد على خمس سنوات، يرتكز على سبع محاور أساسية، هي تثمين الموروث الثقافي والحضاري للمدينة، والحفاظ على الفضاءات الخضراء والبيئة، وتحسين الولوج للخدمات والتجهيزات الاجتماعية للقرب، ودعم الحكامة، وإعادة تأهيل النسيج الحضري، وتقوية وتحديث تجهيزات النقل، وبعث الدينامية في الأنشطة الاقتصادية، وتعزيز البنيات التحتية الطرقية. وأشار إلى أن مدينة الرباط تعرف، في إطار هذا البرنامج، أوراشا كبرى منها إعادة تهيئة شوارع المدينة الكبرى، وإصلاح الواجهات المطلة على البحر، وإعادة هيكلة العديد من الأحياء الشعبية العشوائية التي تعرف كثافة سكانية كبيرة، منها على الخصوص دوار الحاجة، ودوار الدوم، وجبل الرايسي والتي أصبحت تشكل خطرا على حياة السكان لصعوبة الولوج، خاصة وأن مدينة الرباط توجد في منطقة زلزالية، فضلا عن صيانة بعض المنازل الآيلة للسقوط بالمدينة العتيقة. وأكد على ضرورة مناقشة القضايا الأساسية المرتبطة بالتنمية المحلية وبواقع المدن المغربية وبالبرامج البديلة وإشراك الطاقات والكفاءات الشابة في التشخيص وإعداد البرامج في إطار مقاربة تشاركية، وتحسين فضاء العيش بالنسبة للأسر الفقيرة، ومحاربة مدن الصفيح وإعادة إسكان القاطنين بها. وأضاف أن مدينة الرباط، المدرجة في لوائح اليونيسكو باعتبارها تراثا عالميا، ستعزز على الصعيد الثقافي، من خلال مشروع ضخم أطلقه جلالة الملك يحمل اسم "وصال أبو رقراق"، بالمسرح الكبير للرباط، ومتحف وطني للأركيولوجيا وعلوم الأرض، وعدد من دور الثقافة، ومركب سكني، ووحدات فندقية، وفضاءات مخصصة للأنشطة التجارية والترفيهية، وتهيئة الفضاءات الخضراء، فضلا عن إنجاز مارينا. وتروم هذه الأوراش المستقبلية، يوضح بنعبد الله، إعادة تحقيق تهيئة ذكية لمدينة الرباط في إطار رؤية حضرية متماسكة ومتكاملة تضمن ازدهار المدينة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ومن بين هذه المشاريع ورش تهيئة ضفتي أبي رقراق، الذي يعد أحد أهم عمليات تهيئة التراب على المستوى الوطني، والذي يمتد على مساحة ستة آلاف هكتار وبميزانية تبلغ 15 مليار دولار، والذي سيمكن من إحداث ثورة في المشهد الحضري لضفتي أبي رقراق وإعطاء دفعة قوية لدينامية التنمية المحلية، من خلال توافد أعداد هامة من السياح وإحداث الكثير من مناصب الشغل. وأكد وزير السكنى وسياسة المدينة على أهمية برنامج المدن الجديدة كإحدى الأدوات المساهمة في دعم توازن الشبكة الحضرية بالمغرب والتحكم في النسيج الحضري بالمدن الكبرى والاستجابة للحاجيات السكنية وتوفير مستويات أفضل من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية، مبرزا أن (حي الرياض) يعتبر من أحياء مدينة الرباط النموذجية، وتجربة ناجحة لتوفره على مؤهلات عديدة منها تواجد المرافق العمومية ومقرات أهم الشركات، فضلا عن فضاءات تجارية عصرية. من جهته، قال عبد اللطيف المعتضد، منسق "فضاء الأطر لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط"، إن موضوع اللقاء الدراسي، الذي نظمه الفضاء، بتنسيق مع فريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين، يكتسي أهمية أساسية فيما يخص العيش في المدينة كفضاء يتطلب توفير جميع التجهيزات الأساسية من بنية تحتية ومساحات خضراء وسكن لائق، ومرافق عمومية ومحلات تجارية، ووسائل النقل، ومؤسسات تعليمية، ومراكز صحية، ورياضية وثقافية وفنية. من جانبه، قال حاتم بومهود، عن الفضاء، إن هذا اللقاء الدراسي العلمي يأتي انطلاقا من مقاربة شمولية تهدف إلى تصور الرباط كمدينة الاندماج والتماسك والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم، ومدينة الأنوار كمشروع يوجد في طور الإنجاز. وأشار بومهود إلى أن "فضاء الأطر لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط" تطرق خلال سلسلة من اللقاءات لمجموعة من المواضيع التي تهم مدينة الرباط وساكنتها، منها البنية التحتية والمناطق الخضراء والسكن اللائق والعيش الكريم، والحكامة الجيدة والتنمية المحلية المستدامة، مبرزا أن الفضاء يسعى إلى إغناء برنامجه ومشروعه المجتمعي من خلال الانفتاح على محيطه الخارجي من أجل بناء مغرب العدالة الاجتماعية، ومغرب المؤسسات والحداثة والحكامة الجيدة. وأكد أن الفضاء قام بتشخيص واقع مدينة الرباط، "التي تعاني من مجموعة من المشاكل اليومية منها، على الخصوص، البنية التحتية، وقلة المساحات الخضراء في الأحياء الشعبية، والبنيات التحتية الخاصة بالترفيه، إضافة إلى معضلة النقل الحضري".