اختتمت قمة مجموعة الدول الصناعية السبع أعمالها في ولاية بافاريا الألمانية باتفاق قادتها على تبني سياسة حازمة تجاه روسيا، وإبقاء مكافحة ما يسمى الإرهاب أولوية للمجتمع الدولي، والتأكيد على التزاماتها في ملف المناخ. ووجه المجتمعون في قصر إلماو بمنطقة بافاريا جنوبألمانيا في ختام قمتهم تحذيرا لروسيا من أنها قد تتعرض لمزيد من العقوبات بسبب "عدوانها" في أوكرانيا، معربين عن قلقهم "من التصعيد الأخير للمعارك" في شرق أوكرانيا. وقال البيان الختامي المشترك "نذكر بأن مدة العقوبات ترتبط ارتباطا صريحا بالتطبيق الكامل لاتفاقات مينسك وباحترام روسيا سيادة أوكرانيا، ويمكن رفع هذه العقوبات عند احترام روسيا التزاماتها". لكن البيان أضاف "نحن مستعدون أيضا لتشديد التدابير لزيادة الأعباء على روسيا إذا تطلبت تصرفاتها ذلك". وللمرة الثالثة، منع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المشاركة في القمة بسبب ما وصفه الرئيس باراك أوباما ب"العدوان في أوكرانيا". وقال أوباما متحدثا عن بوتين "هل يريد أن يواصل تدمير اقتصاد بلاده واستمرار عزلة روسيا سعيا وراء رغبة خاطئة بإحياء أمجاد الإمبراطورية السوفياتية، أم هل يدرك أن عظمة روسيا لا تعتمد على انتهاك أراضي دول أخرى". ويأتي موقف مجموعة السبع من روسيا بعد أن اتهم وزير الدفاع الأوكراني الانفصاليين الموالين لروسيا بنشر أربعين ألف عسكري على الحدود الأوكرانية، وهو ما يعادل جيش "دولة أوروبية متوسطة الحجم". وفي ما يخص مكافحة ما يسمى الإرهاب، أكد البيان الختامي أنه بمواجهة "ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب ينبغي أن تبقى مكافحة الإرهاب أولوية المجتمع الدولي بمجمله". وأكدت مجموعة السبع دعم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا، وقال القادة في إشارة إلى تنظيم الدولة "نجدد التأكيد على التزامنا بهزيمة هذه الجماعة الإرهابية ومكافحة انتشار أيدولوجيتها الكريهة". وذكر البيان أن المجموعة متضامنة "مع كل البلدان والمناطق المتأثرة بوحشية الأعمال الإرهابية، خصوصا العراق وتونس ونيجيريا" التي شارك قادتها في المشاورات الاثنين. وفي هذا السياق، دعا أوباما إلى مزيد من الجهود الدولية، والمراقبة الفعالة للحدود التركية السورية لوقف تدفق المقاتلين. وقال الرئيس الأميركي "لا يمكننا أن نمنع كل شيء، لكننا نستطيع منع كثير من الأمور إذا كان لدينا تعاون أفضل وتنسيق أفضل وأجهزة استخبارات أفضل، إذا راقبنا بشكل أكثر فاعلية ما يحصل على الحدود بين تركياوسوريا". من ناحية أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين مطلعين على المحادثات التي جرت في القمة قولهم إن القادة عبروا عن اعتقادهم بوجود فرصة قد تتيح عقد صفقة سياسية في سوريا تؤدي في النهاية إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. غير أن المسؤولين نبهوا إلى أن تحقيق أي انفراجة في هذه المسألة ليس وشيكا، وأنه سيتعين على روسيا المشاركة في هذه العملية. وقال مصدر لرويترز إنه كان هناك شعور أثناء الاجتماعات بأن الوضع في سوريا قد يكون على وشك التغير، من دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. وفي موضوع آخر، أكد قادة المجموعة ضرورة الالتزام بخفض كبير لانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك قبيل محادثات المناخ التي ستجريها الأممالمتحدة في باريس. وأعرب المشاركون عن تأييد تحديد هدف تقليص شامل يتراوح بين 40 و70 بالمائة مع حلول العام 2050 مقارنة بمستويات 2010 "في إطار جهد عالمي". وفي ملف الصحة، اقترحت المجموعة لتجنب انتشار الأوبئة مثل إيبولا "مساعدة ستين دولة على الأقل بما فيها دول غرب أفريقيا خلال الأعوام الخمسة المقبلة"، خصوصا في مجال تنفيذ القواعد الصحية لمنظمة الصحة العالمية. وبين القضايا الأخرى التي جرت مناقشتها تعثر المفاوضات بين اليونان ودائنيها الدوليين (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك المركزي الأوروبي) من أجل تجنيب أثينا التعثر في سداد مستحقاتها. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بلهجة محذرة "ليس لدينا الكثير من الوقت" لحل أزمة الدين اليوناني. كما أكد الرئيس الأميركي أوباما أن على اليونان اتخاذ "خيارات سياسية صعبة"، وتطبيق إصلاحات لمعالجة أزمة الديون.