تعهد قادة دول مجموعة السبع بالتحرك لمكافحة التغيير المناخي، وضرورة القيام بخفض كبير لانبعاثات الغازات الدفيئة، وفق ماتضمن البيان الختامي المشترك للقمة المنعقدة في ألمانيا. حذر قادة دول مجموعة السبع روسيا من أنها قد تواجه مزيدا من العقوبات بسبب "عدوانها" في أوكرانيا وذلك في ختام قمتهم، كما تعهدوا بالتحرك لمكافحة التغيير المناخي. وفي منتجع فاخر في ولاية بافاريا وسط جبال الألب، ناقش قادة أكثر الدول نفوذا قضايا عدة بينها تهديدات التطرف الإسلامي على الأمن القومي والمخاطر التي تشكلها أزمة اليونان على اقتصاد العالم. وللمرة الثالثة، منع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المشاركة في القمة بسبب ما وصفه الرئيس باراك أوباما ب"العدوان في أوكرانيا" فيما اتخذت القوى الكبرى في المجموعة موقفا موحدا ضد موسكو. وأفاد البيان الختامي المشترك "نذكر بأن مدة العقوبات ترتبط ارتباطا صريحا بالتطبيق الكامل لاتفاقات مينسك وباحترام روسيا لسيادة أوكرانيا. ويمكن رفع هذه العقوبات عند احترام روسيا التزاماتها". لكن البيان أضاف "نحن مستعدون أيضا لتشديد التدابير لزيادة الأعباء على روسيا إذا تطلبت تصرفاتها ذلك". ويأتي هذا الموقف المتشدد من روسيا بعد أن اتهم وزير الدفاع الأوكراني الانفصاليين الموالين لروسيا بنشر 40 ألف عسكري على الحدود الأوكرانية وهو ما يعادل جيش "دولة أوروبية متوسطة الحجم". وأسفر تصاعد العنف مؤخرا في شرق أوكرانيا عن مقتل 28 شخصا على الأقل وهدد بانهيار اتفاق مينسك. وقال البيان إنه يمكن "إلغاء العقوبات" في حال وفت روسيا بالتزاماتها. وأضاف أوباما "في النهاية ستكون هذه القضية في يد السيد بوتين. وعليه أن يقرر". وتساءل "هل يريد أن يواصل تدمير اقتصاد بلاده واستمرار عزلة روسيا سعيا وراء رغبة خاطئة بإحياء أمجاد الإمبراطورية السوفياتية، أم هل يدرك أن عظمة روسيا لا تعتمد على انتهاك" أراضي دول أخرى؟. من جهتها، أشارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي استضافت المحادثات إلى أن روسيا شاركت في حل العديد من الأزمات العالمية ودعتها إلى "التعاون". لكن وفي انتقاد حاد لموسكو أكدت ميركل أن "مجموعة الدول السبع تتشارك قيما موحدة مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وبالتالي نستطيع القول إنها مجتمع يتحمل المسؤولية". محور الخطر الإرهابي وسعى القادة كذلك إلى مناقشة تهديدات أخرى على الأمن العالمي. وفي خطوة غير معتادة دعا قادة مجموعة السبع زعماء دول أخرى تهددها جماعات إسلامية متشددة بينهم رئيس نيجيريا محمد بخاري ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. ودعي العبادي لمناقشة الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة لمساعدة بلاده في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف الذي شن هجوما خاطفا قبل عام استولى خلاله على أكثر من ثلث البلاد. وعقد العبادي كذلك اجتماعا مع أوباما لمناقشة الحملة التي تقودها واشنطن لمساعدة بغداد على استعادة أراضيها من أيدي التنظيم المتشدد. المناخ من ناحية أخرى، أكد القادة قبيل محادثات المناخ التي ستجريها الأممالمتحدة في باريس، ضرورة القيام بخفض كبير لانبعاثات الغازات الدفيئة". وأعرب المشاركون عن تأييد تحديد هدف تقليص شامل يتراوح بين 40 و70% مع حلول العام 2050 مقارنة بمستويات 2010 "في إطار جهد عالمي"، وتعهدوا "المشاركة في التوصل إلى اقتصاد عالمي يشمل استخداما مضبوطا لثاني أكسيد الكربون على المدى الطويل". وسعت القمة إلى إرسال إشارة واضحة لدفع دول أخرى ستشارك في قمة باريس إلى خفض الانبعاثات الخطيرة التي تهدد بذوبان الثلوج وارتفاع مستوى مياه البحر وهبوب مزيد من العواصف العنيفة وحدوث الفيضانات. وبين القضايا الأخرى التي جرت مناقشتها تعثر المفاوضات بين اليونان ودائنيها الدوليين -- صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك المركزي الأوروبي -- من أجل تجنيب أثينا التعثر في سداد مستحقاتها.