الدورة الرابعة عشر تتواصل بوتيرة تواكب تنامي إقبال جماهيري مدهش تتواصل فعاليات الدورة الرابعة عشر من مهرجان موازين موسيقى العالم بالعاصمة الرباط، بتقديم مزيج من الألوان الموسيقية والإيقاعات القادمة من قارات العالم المختلفة، وكان الحفل الاستعراضي الذي أحيته الأمريكية جنيفر لوبيز على منصة السويسي، في اليوم الأول من أيام المهرجان قد أثار إعجاب الكثيرين حيث حضره جمهور عريض ضاقت به جنبات فضاء الحلبة، كما تم عرضه مباشرة على قناة دوزيم للعموم، ما أثار غضب الكثيرين وأسال الكثير من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت الانتقادات من الضحالة حيث مست سروال جنيفر القصير وبعض اللقطات التعبيرية التي اعتبرت خادشة للحياء في الوقت الذي تغاضت فيه عن القيمة الفنية للعرض في مجمله، إذ لم تكد تخمد الهجمة غير المبررة التي تم شنها على فيلم عيوش الأخير باعتباره فاضحا وخادشا للحياء، حتى انبرت من جديد أصوات تندد بالحفل باعتباره كذلك يشكل انزياحا عن الاخلاق، ولا يمكن لم يقرأ كل التعليقات إلا أن يطرح سؤالا ما إذا كنا سنتحول الى مجتمع منغلق يتأسس على المعايير السطحية ويفرط في قيم الانفتاح التي انتجها التاريخ المغربي بكل هذه البساطة، هل سنصبح مجتمعا يحارب الفنون، مجتمع ذو وجهين يتعايش مع ظواهره الاجتماعية المرضية بل يزكيها في الكثير من الأحيان، وينكر على الفن رسالته في التعبير عنها. وكانت النجمة الأمريكية جينيفر لوبيز، قد دشنت مساء الجمعة، على منصة السويسي واستقبلت المنصة، التي تدفقت عليها حشود هائلة من عشاق الإيقاعات الغربية، النجمة العالمية في زيارتها الثانية للمغرب، الذي قالت إنها تحتفظ له بذكريات جميلة. وتشكل حفلة جينيفر، التي تلقب ب"ديفا" فن الآر أند بي، بداية قوية لفعاليات الدورة 14 للمهرجان، التي انطلقت أيضا على منصات سلا وأبي رقراق وقاعة رونيسانس وفضاء النهضة. وتعد الدورة ببرنامج يكرس هوية التظاهرة وطموحها : تنوع في الفقرات الموسيقية الغنائية يصنع احتفالا بتجليات العبقرية والإبداع من شتى المدارات الجغرافية والثقافية، ولشتى الشرائح وأجيال الذائقة الفنية، وحرص على استقطاب قمم النجاح في سوق الفن العالمية والعربية، التي تلبي هي الأخرى بشغف دعوة الحضور لتوقيع العبور بمحطة وازنة تغني سيرتهم الفنية. موازين نضج وقدرة على الاستمرار قال رئيس جمعية مغرب الثقافات، رئيس مهرجان موازين إيقاعات العالم، محمد منير المجيدي، أن المهرجان، باستضافته لأسماء وازنة، يؤكد نضجه وقدرته على الاستمرار والارتقاء الى الأفضل. وأكد المجيدي في كلمة تقديمية للدورة 14 لمهرجان موازين، أن الموسم الجديد للمهرجان، باستضافته لأسماء وازنة من طينة ماجدة الرومي، وجينفر لوبيز، ومارون 5 ، ووائل كفوري، وأوشير، وفاريل وليامس، وعبد الهادي بالخياط وغيرهم من نجوم الأغنية...، يؤكد نضجه وقدرته على الاستمرار والارتقاء إلى الأفضل، مضيفا أنه "لا ريب في أن مشاركة فنانين من هذا الحجم، وتعاطف الجماهير وحضورها الكثيف والمتزايد، سيسمح للمهرجان بتحقيق نتائج جيدة، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياحي أو الإعلامي، لا بالنسبة للعاصمة ونواحيها فحسب، بل وستنعكس إسقاطاته المثمرة على جهات المملكة المغربية كافة". وشدد المجيدي على أن "موازين" مهرجان كل الأذواق، فالفنانون المغاربة يحظون في فعالياته بحصة متميزة، مادامت مشاركتهم تؤثث ما لا يقل عن نصف البرمجة، وتلك فرصة متاحة لألمع الفنانين بالمغرب، لتقديم إنتاجاتهم في ظروف تقنية استثنائية، وللتعرف على أشهر الفنانين من مختلف القارات، ويستفيدون من جهة أخرى من تغطية إعلامية متقنة وحرفية، محليا ودوليا. وهكذا يقوم مهرجان موازين، مرة أخرى، بدوره كواجهة للبلاد في مجال الإبداع الموسيقي. وذكر بأنه منذ انطلاقه سنة 2002 " توفق مهرجاننا الثقافي في إرضاء رواده الأوفياء ببرامج تسير من حسن إلى أحسن، وبوتيرة تواكب تنامي الإقبال الجماهيري المدهش. فباعتماده على جهود أطره النشيطة وعلى جودة محصول دوراته السالفة، أصبح هذا المهرجان من أهم اللقاءات الثقافية في القارة الإفريقية وفي العالم العربي، كما نجده يحتل الصدارة بين التظاهرات الموسيقية العالمية". وأبرز أنه "ما كان لهذه النتائج الرائعة أن ترى النور لولا العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، لهذا الحدث الثقافي، ولولا الإقبال الجماهيري المنقطع النظير الذي تحظى به دوراته، دون أن ننسى الإخلاص الرفيع الذي يتحلى به أعضاء جمعيتنا في القيام بواجبهم، والوفاء النبيل لشركائنا الأبرار". وأوضح أن هذه الحوافز تشكل المحور الرئيسي لافتخار جمعية مغرب الثقافات التي توفقت في ترصيع برنامج "موازين " بأفضل ما يزخر به المشهد الموسيقى المغربي والعالمي، ونجحت بالتالي في تكريس المغرب كفاعل ثقافي لامحيد عنه. فبطابعه الشعبي وحرصه الصادق على نشر المودة بين الشعوب، يقول رئيس جمعية مغرب الثقافات، يتابع المهرجان "رسالته الأصلية والمتجسدة في دمقرطة الثقافة وجعلها في متناول الجميع. وعلى غرار ما تحقق أثناء المواسم السالفة، فإن دورة هذه السنة تجيز لتسعين في المائة من المتفرجين، حضور العروض بدون مقابل. وهذه المجانية تشمل كل الجماهير بما فيها ذوي الإعاقة الذين يأخذون نصيبهم من حفلات المهرجان في ظروف ملائمة لوضعيتهم، وفقا للضوابط المعمول بها دوليا. وخلص محمد منير المجيدي الى أن "موازين" أصبح اليوم رمزا لمغرب رائد ينشر الانفتاح والتنوع والتبادل واحترام الثقافات بصفتها قيم جوهرية لسائر الشعوب. نساء يصنعن الحدث في سلا احتفلت منصة سلا مساء الافتتاح بوجوه نسائية تصنع التميز في المشهد الموسيقي المغربي، وذلك في أولى سهرات المنصة المخصصة للبرمجة المغربية. امام عشاق الأصوات المغربية، تعاقبت على منصة سلا كل من سلطانة وخولة المجاهد وخنساء باطما وأوم، حيث استمتع الجمهور بباقة متنوعة من الاختيارات والأساليب الغنائية التي تنهل من عمق الرصيد الموسيقي الغنائي المغربي والعالمي، في مزيج من الأصوات والإيقاعات أشبع شغف الآلاف من أبناء الحاضرة. وألهبت رائدة الراب المغربي سلطانة، مرفوقة بفنان الراب باوس، أجواء الفضاء بقطع تميزت بنصوصها القوية والحادة، التي توجه سهام النقد لمشاكل جيل بأكمله وتعبر عن انتظاراته وتطلعاته. سلطانة، عضو مجموعة " تيغريس فلاو" الفائزة بمسابقة اجيال موازين 2008، أبانت على المنصة عن كاريزما مميزة وقدرة هائلة على النفاذ الى قلوب شريحة من الجمهور تجد في فن الراب وسيلة لإسماع صوتها. وعلى واجهة اخرى، استعرضت خولة المجاهد، التي بلغت نصف نهائي مسابقة " ذي فويس" في نسختها العربية، قدراتها الصوتية الساحرة التي تسندها طاقة لا تنضب كسبت إعجاب الجمهور بفضل المزج بين نصوص العامية وإيقاعات من فن البوب والبلوز. وأتحفت خولة جمهور منصة سلا بقطع من ألبومها الاول الذي سيصدر بعد رمضان المقبل، وغنت رائعة النجمة العالمية بيونسي " هالو" قبل ان تقدم رفقة والدها سعيد المجاهد أغنية جيل جيلالة " العيون عيني" التي أهدتها الى سلا والمغرب عامة. وجاء دور خنساء باطما، ابنة الراحل محمد باطما نجم مجموعة المشاهب لتمتع الجمهور بقطع تمزج بين البوب والروك، في تلاقح إيقاعي بين الغربي والشرقي. وأهدت خنساء عشاق لونها الغنائي الموسيقي ورودا من ألبومها الاخير " دارك ألبوم" الذي تعاونت فيه مع شقيقها طارق باطما، محلقة في عالم الروك بصبغة عربية حيث تتجاور ايقاعات من فن الملحون وكناوة وأنغام حسانية. واختتمت الأمسية بوصلة أدتها المغنية أوم ( أم الغيث بنصحراوي) التي وطدت مكانتها في المشهد الموسيقي والغنائي الوطني بصوتها المميز، كما بمظهرها الخاص. وبدت أوم أشبه بأميرة من عالم حكايات الف ليلة وليلة، وقد أتحفت جمهورا يقدر موهبتها بباقة متنوعة من القطع التي تكشف طاقة تتكامل فيها القوة والإحساس العالي بالنغم والكلمة. وكان مسك الختام عالم إيقاعي تحاورت فيه ايقاعات مغربية مع تراكيب لحنية من موسيقى السول. فاريل ويليامز سعيد بمشاركته في موازين من جهته قال المغني والمنتج الأمريكي فاريل ويليامز الذي أحيي حفله مساء السبت " إنه يشعر دائما أنه طفل مقبل على الحياة. فاريل، الفنان ذو الوجوه المتعددة، أضاف في ندوة صحافية بالرباط، قبيل لقائه مع جمهور منصة السويسي الدولية، أنه يعيش حياته بسعادة ويجد قمة حبوره في اللقاء بجمهوره. وفي سن 42 عاما، قال انه يشعر في تفاعله مع الجمهور على المنصة بأنه بالكاد في عامه 24، مشبعا بالطاقة والحماس. مبديا سعادته بالمشاركة في التظاهرة، صرح النجم الأمريكي أنه "لا يمكن لفنان لم تتح له فرصة صعود منصة من حجم موازين الا أن يكون تعيسا". وحول الدور الذي لعبه المنتج ومغني الهيب هوب تيدي رايلي في نجاح مسيرته الفنية، بدا فاريل جد متأثر كاشفا أنه كان أول من وثق به وبموهبته. ومضى الى القول "بفضل تيدي رايلي، وصلت الى ما وصلت اليه اليوم". وتطرق صاحب "هابي"، الأغنية الذائعة الصيت، الى تجربته كمنتج تنفيذي في السينما، وبالتحديد في فيلم "دووب" مبرزا أن عرض الفيلم في فقرة المخرجين بمهرجان كان "حظوة" تشجعه على تكرار التجربة. ويعتمد فاريل وليامز على الموسيقى والموضة والتصميم للتعبير عن أسلوب فني متفرد. وهو يعد، بوصف المنظمين، بمثابة "أيقونة حديثة" بحيث لم يتوقف يوما عن العطاء، سواء في بداياته في سنة 1990، باعتباره شابا معجزة يستطيع العزف على العديد من الآلات، أو في سنة 2000 عندما مكنته هذه الأغاني من الحصول على لوحة أفضل منتج في العشرية أو حتى اليوم عندما يرسخ وضعه كنجم يلمع في مجالات متعددة. واستهل فاريل مسيرته في الإنتاج عبر الاشتغال مع شاد هيكو، فشكلا معا فرقة "ذي نيبتونز"، وأثمر المشروع العديد من الأعمال الناجحة. واستطاع هذا النجم بيع أزيد من 100 مليون قرص. وبفضل أربع ألبومات فقط، تمكن كل من فاريل وليامز وشاد هيكو إضافة إلى شاي هايلي من تكوين فرقة رائعة مع مجموعة الهيب هوب والروك "نيرد". كما حصل فاريل على عشر جوائز "غرامي" بما فيها جائزة أفضل منتج لسنة 2004 وسنة 2014، فضلا عن جائزة "غولدن نوت" سنة 2012 من الجمعية الأمريكية للملحنين والمؤلفين والناشرين، كما تم ترشيحه لجائزة "أكاديمي" سنة 2014 بفضل أغنية "هابي". وظلت هذه الأغنية في قمة تصنيف بيلبورد لأفضل 100 أغنية لمدة ستة أسابيع كما احتلت المرتبة الأولى ب آي تونز ب 103 سوق عبر العالم. لوبيز الفنانة الأمريكية متعددة المواهب وقالت الفنانة الأمريكية الشهيرة جينيفر لوبيز، إنها "تحمل ذكريات جميلة عن رحلتها الأولى للمغرب" قبل سنوات، مضيفة أنها "متحمسة جدا" للقاء الجمهور المغربي . وبخصوص جديدها الفني، كشفت نجمة موسيقى "الآر آند بي" أنها تستعد لبدء الاشتغال في مسلسل جديد تحت عنوان "شايدز أوف بلو" الصيف المقبل، لافتة إلى أنها تفكر مستقبلا في إنجاز ألبوم غنائي يجمعها بفنانين من مختلف جهات العالم. وشددت جنيفر لوبيز على أن أهم شيء بالنسبة إليها هو رضى جمهورها، الذي تحاول قدر إمكانها تلبية طلباته والتفاعل معه على وسائط التواصل الاجتماعي. وقالت الفنانة الأمريكية متعددة المواهب إن "الغناء والرقص والتمثيل كلا لا يتجزأ"، مضيفة قولها "عندما أغني، فإنني في ذات الوقت أمثل وأرقص. وعندما أمثل، فصدى الموسيقى دوما يتردد في أذني". وحول وصفة النجاح التي تنصح بها الفنانين الشباب في المغرب، قالت لوبيز، التي ترعرعت بحي برونكس الهامشي في مدينة نيويورك، إنه "لا توجد صيغة سحرية للنجاح"، ملخصة الطريق للوصول إليه في "إيجاد المرء الشيء الذي يحبه في الحياة، والمثابرة من أجل التفوق فيه". واستحضرت الفنانة التي تنحدر من بورتوريكو بداياتها الصعبة، شارحة "عندما تكبر في حي كبرونكس وتكون امرأة من بويرتوريكو، فإنه من الصعب أن تتطلع إلى مستقبل مشرق"، مؤكدة، في المقابل، أنها وجدت إلى جانبها أما "كانت تشجعني كل يوم بالقول إنني قادرة على فعل أي شيء أريد، وتدفعني دائما للعمل بكد". وبدأت لوبيز، التي باعت ما لا يقل عن 55 مليون ألبوم، وتقدر عائدات أفلامها بملياري دولار، مسارها المهني راقصة بداية التسعينيات. وبعد العمل مع "نيو كيدس أون ذو بلوك" وجانيت جاكسون، توجهت الفنانة سريعا نحو عالم السينما. وراكمت لوبيز الأدوار الفنية في هوليوود إلى جانب نجوم من قبل جاك نيكولسون قبل أن تسجل ألبومها الغنائي الأول سنة 1999، وتكرس نفسها على مدى عقدين باعتبارها إحدى أيقونات الموسيقى العالمية. ويتم احتمار كل ألبوم جديد لها لأشهر التصنيفات العالمية. كما يبرز اختيار مجلة فوربس لها سنة 2012 الشخصية الأكثر تأثيرا في عالم الموسيقى مكانتها المرموقة في ساحة الغناء العالمي.