تجار أمسوا محاصرين بجيش عرمرم من الباعة المتجولين يحولون دون وصول شاحنات نقل السلع إلى محلاتهم تعرف زنقة المهندس بحي الأمل بمدينة تيفلت، حالة من الفوضى ناتجة عن احتلال عدد كبير من الباعة المتجولين للملك العمومي، خصوصا بائعي الخضر والفواكه والسمك، والذين بالإضافة إلى قطعهم الطريق على السيارات، يخلفون وراءهم نفايات الخضر والأسماك مما يسبب حالة من الوسخ والعفن. لقد سبق للسلطات المحلية بمدينة تيفلت أن قامت بحملات مكثفة، نتج عنها تحرير الملك العمومي، وخلفت ارتياحا لدى الساكنة التي أصبحت تتنقل بحرية داخل الزقاق المذكور. لكن في الآونة الأخيرة يلاحظ تهاون كبير في هذا الشأن ولامبالاة ملحوظة، بحيث عادت حليمة إلى عادتها القديمة. ولقد أكد عدد من التجار في حديثهم لبيان اليوم، أنهم أمسوا محاصرين بجيش عرمرم من الباعة المتجولين الذين يحولون دون وصول شاحنات نقل السلع إلى محلاتهم، بالإضافة إلى عرقلة دخول سيارات الإسعاف وسيارات الشرطة وكذا شاحنة الأزبال، مما يتسبب في تراكم النفايات منها بقايا الدجاج بعد تنظيفه من قبل باعة متجولين بزنقة المهندس. ويساهم هذا الكم الهائل من الباعة المتجولين، في تجمع عدد كبير من المجرمين واللصوص . وأفاد التجار المتضررون، أن الباعة المحتلين للملك العمومي خصص لهم مكان "قبور النصارى"، مبرزين مشروع بناء سوق سيساهم في تنظيم الباعة المتجولين وسيموله المجلس الإقليمي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ورغم أن القوات المساعدة لا يتجاوز عددهم عشرة عناصر، فإن المتضررين يرفضون استغلال هذا الخصاص كذريعة لعدم القيام بالواجب في تحرير الملك العمومي. ويتساءل العديد من المواطنين، هل الحال سيبقى على ما هو عليه، وهل السلطات ستبقى مكتوفة الأيدي وتتفرج على هذا المشكل الذي يؤرق العديد من السكان ويتساءلون أيضا من المستفيد من هذه الفوضى. وما يدعو للقلق لدى هؤلاء التجار المتضررين، هو حلول فصل الصيف، موسم جني الفاكهة خصوصا الدلاح والبطيخ، والصبار، والتي تخلق تجارتها حركية كبيرة ومزيدا من احتلال أماكن أخرى من الملك العمومي من قبل الباعة المتجولين خصوصا في شهر رمضان، لهذا يلتمس هؤلاء التجار التدخل عاجلا لوضع الحد لفوضى احتلال الملك العمومي، والتسريع بإخراج المشروع النموذجي لتنظيم الباعة المتجولين وتأمين مصدر عيشهم. وقد أكد عدد من الباعة المتجولين، أنهم في أمس الحاجة لمثل هذه المشاريع المهيكلة التي تدخل في إطار محاربة الفقر والهشاشة، خصوصا وأنهم يمارسون البيع بالتجول ويعولون عليه في تأمين العيش لهم ولأبنائهم الممدرسين، فيما قال باعة متجولون آخرون أن اختيارهم هذا النشاط اختيار اضطراري أملته ظروفهم الاجتماعية، لاسيما، البطالة وانعكاساتها السلبية، مضيفين، أنهم لا يرغبون في أن تؤدي بهم أزمة الشغل إلى طرق غير مشروعة لكسب العيش، ومبرزين أن الظاهرة رغم سلبيتها في تساهم في خفض معدل الجريمة.