بدت مدينة بني ملال منذ صباح يوم الأربعاء الماضي، في شلل تام بعد إغلاق جميع المحلات التجارية بسبب الإضراب غير المحدود الذي يخوضه التجار تنديدا بالحالة الكارثية التي لحقتهم جراء انتشار الباعة المتجولين المحتلين للملك العمومي والطرقات والأرصفة محدثين الضوضاء والضجيج ومعرقلين حركة السير. وعرضهم الفواكه والخضر على قارعة الطريق بعد أن غادر أغلب الباعة السويقات المخصصة لهم، وقد سبق أن خاض هؤلاء التجار عدة إضرابات واعتصاما بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات، أسفرت عن وعود من قبل المسؤولين بالقضاء على هذه الظاهرة التي تضرروا منها، لاسيما وأنهم يؤدون الضرائب فيما يواجهون منافسة شرسة من قبل الباعة المتجولين الذين يبيعون سلعهم بأثمنة تزيد في الإقبال عليها من قبل المتبضعين، ورغم التدخلات المحتشمة لرجال السلطة والأمن لإبعاد الباعة المتجولين الذين ازداد عددهم بشكل كبير، رغم استفادة كثيرهم من دكاكين بنيت بمحاذاة المقبرة الإسلامية.هؤلاء الباعة يعرضون سلعهم بالقوة وسط الطريق ناهيك عن الأصوات الصاخبة لمكبرات الصوت التي يستعملها بائعو الأقراص وغيرهم مما يخلق الفوضي ويساهم في عملية النشل و التحرش بالفتيات. و يعتزم التجار القيام بوقفة احتجاجية أمام البرلمان حسب مصدر مقرب منهم، لإسماع صوتهم بعد استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي وتزايد الباعة المتجولين الذين استقروا بالمدينة العتيقة طمعا في الظفر بمحلات تجارية.