تمكن مسؤولو ولاية الرباط، ولو مؤقتا، من إقناع مستخدمي وعمال النقل الحضري بولاية الرباط وسلا لوقف حركة الإضراب الذي خاضوه على مدى ثلاثة أيام متتالية، بعد أن دخلوا على خط الحوار الذي جمع ممثلي العمال ومسؤولي شركة ستاريو التي تدبر القطاع، وحددوا يوم الأربعاء القادم موعدا للنظر في مختلف المشاكل العالقة والتي يأتي على رأسها برنامج توقيت العمل خلال شهر رمضان. وأفاد مصدر نقابي لبيان اليوم، أن استئناف العمال والمستخدمين للعمل، صباح أمس الاثنين، جاء استجابة لطلب مسؤولي الولاية الذين تفهموا لائحة المطالب المرفوعة والتي تتمحور حول المطالبة بتغيير برنامج توقيت العمل اليومي الذي تم إقراره خلال شهر الصيام ، وإعادة النظر في الأجور، واحتساب ساعات العمل الإضافية. وأضاف المتحدث، أن مسألة التوقيت الرمضاني كانت بمثابة نقطة الماء التي أفاضت الكأس، حيث إن مستخدمي وعمال النقل الحضري ضاقوا ذرعا بالانتهاكات التي تطال حقوقهم، إذ أن «مسيري الشركة في هذا الصدد لم يحترموا بنود البرتوكول الموقع في بداية تنفيذ عقد التدبير المفوض للقطاع هذا فضلا عن التسيير الداخلي الذي تطبعه المحسوبية والزبونية والتعامل الذي يمكن وصفه بالمهين اتجاه عدد من العاملين ، يشير المصدر. وأكد مصدر من داخل العمال في تصريح للجريدة، أن غياب الجدية عن الحوار خلال لقاء مسؤولي الشركة مع ممثلي العمال والمستخدمين طيلة أكثر من 48 ساعة الماضية، وتعاملهم باستخفاف مع مطالب العمال المتمثلة أساسا في إقرار نظام يومي للعمل يتماشى وخصوصية ظروف رمضان عوض التوقيت المعمول به، والذي يمتد من الساعة الرابعة صباحا وإلى حدود الساعة الخامسة مساء بالنسبة للسائقين والقابضين، هذا فضلا عن أن رفض مسؤولي الشركة الالتزام كتابيا بما قد تسفر عنه جلسات الحوار حال دون التوصل إلى اتفاق محدد. واستنادا إلى هذا الواقع الذي يهدد حركة النقل بالشلل والكثير من الاضطراب، ستبقى ساكنة الولاية والتي كانت قد تنفست الصعداء، ولو لفترة قصيرة، بعد أزمة النقل الحادة التي شهدها تراب العاصمة ونواحيها على مدى الشهور الماضية، في مواجهة معاناة جديدة وأشد، لتزامنها مع فصل الصيف الذي سجل درجات حرارة قياسية وكذا حلول شهر الصيام. ومعلوم أن مستخدمين وعمال ستاريو التي تؤمن النقل الحضري على مستوى تراب ولاية الرباط، كانوا قد دخلوا في إضراب منذ يوم الجمعة الماضي تعبيرا عن احتجاجهم على برنامج التوقيت اليومي للعمل والذي تم إقراره منذ اليوم الأول لرمضان دون أن يتم الأخذ بعين الاعتبار للظروف التي تسم هذا الشهر الذي تتغير فيه الكثير من العادات. واشترط العمال للعودة للعمل وإعادة الروح في حركة النقل العمومي على مستوى تراب الولاية، أن يعمد مسؤولو الشركة إلى الالتزام كتابيا بالاستجابة لمطالبهم بخصوص التوقيت وإيجاد حل لمختلف الإشكاليات المطروحة، وكذا العمل على تنفيذ مختلف التعهدات التي يتضمنها نص البروتوكول الذي كان قد تم توقيعه في بداية تنفيذ عقد التدبير المفوض بين العمال والمستخدمين تحت إشراف مسؤولي الولاية.