طلبة (ENSA) بأكادير يقاربون رفقة خبراء آثار التغير المناخي على الموارد منذ سنة 2007 دأب الطلبة المهندسون بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير (ENSA) على عقد ملتقى سنوي مخصص للطاقة والبيئة، حيث يلتئم المهندسون المتخصصون والمتخرجون لدراسة مختلف المحاور والموضوعات المتنوعة التي تندرج ضمن اهتماماتهم الدراسية. ويروم هذا الملتقى تبادل الأفكار والآراء العلمية وتحسين رؤى المهندسين و أطر المستقبل في قضايا البيئة والتنمية . وأضحى قطاع الطاقة ضمن انشغالات القطاعات المعنية خصوصا مع استمرار الطلب على الطاقة، مما يستوجب جعل المشاريع البحثية الجديدة غنية ومفيدة، تشكل بدائل مبتكرة تلبي الحاجيات المتزايدة مع احترام المعايير المحددة في إطار إستراتيجية حماية البيئة. وشكل هذا الملتقى في دورته لهذه السنة فرصة سانحة لتسليط الضوء على مختلف التحديات الرئيسية من قبيل إدارة النفايات ومعالجة مياه الصرف الصحي وتغير المناخ . وتناول مجموعة من الخبراء بالشرح والتحليل بعض المشاريع المتنوعة التي تشمل الطاقة وتغير المناخ والقطاع البيئي بمنطقة سوس ماسة درعة، وتأثيرها على القطاع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي والأكاديمي. واستعرض عبد الرحمان عمور، رئيس لجنة البيئة بجهة سوس ماسة درعة، مجهودات الجهة على مستوى المحافظة عل البيئة والآفاق الواعدة للطاقة في جهة سوس ماسة درعة التي تشهد تطورا ملفتا عبر انخراط الجهة في مختلف البرامج الطاقية الوطنية متناولا البرامج البيئية المبرمجة وتطور النجاعة الطاقية بالجهة . وأكد محمد واكريم مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير على أهمية تعزيز قدرات الطلبة من خلال التواصل مع خبراء في تخصصات دراسية دقيقة تؤهل لاستيعاب مختلف المعارف والتكنولوجيات الحديثة . وأفاد البروفسور عبد اللطيف الخطابي رئيس الجمعية المغربية للعلوم الجهوية (AMSR) وأستاذ المدرسة الوطنية للمهندسين الغابويين أن المغرب يواجه رهان تغير المناخ . فمنذ عدة عقود تشهد البلاد سلسلة من سنوات الجفاف وارتفاع في درجات الحرارة، مما يشير إلى تغير في المناخ. وقد أجريت الدراسات تدعم فكرة أن المناخ يتغير في المغرب وسيتغير أكثر في المستقبل، مع توقعات مماثلة بشكل عام لتلك التي تقدمها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) في نهاية القرن. ويجب أخذ بعين الاعتبار المخاوف المتعلقة بآثار تغير المناخ، ومسألة هشاشة البنية السكانية والبيئات الاجتماعية والاقتصادية والطبيعية. وتتفاقم هذا الهشاشة من خلال العمل الإنساني الذي غالبا ما يفرض أوضاع تشغيل غير مناسبة، يضيف الخطابي، مثل مجال الموارد المائية الذي يعتمد على التساقطات المطرية ويعاني من تغيرات اسنوية قوية وعدم الانتظام المكاني للتساقطات. وتتركز حوالي 50 في المائة من حصة التساقطات على 15 في المائة من المساحة الكلية للبلاد. ذلك أن تغير المناخ يؤدي إلى انخفاض هطول الأمطار، مع مخاطر فترة جفاف طويلة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع المائي بالمغرب الذي صنف من بين 20 بلد منهك على مستوى توفر الموارد المائية. ويؤكد الخطابي أن بالإضافة إلى ندرة المياه التي من شأنها أن تتفاقم بسبب تغير المناخ، فإن زيادة وكثافة وتنوع الأمطار تقود نحو حدوث الفيضانات والعواصف المحلية القوية والتي غالبا ما تكون سببا في الفيضانات السريعة والعنيفة. ومن الأمثلة البارزة، يضيف الخطابي، منطقة أوريكا التي شهدت فيضانات مهولة سنة 1995. ثم منطقة الحاجب سنة 1997 والمحمدية وسطات في سنة 2002 و كذا جنوب ووسط المغرب في نوفمبر سنة 2014، إذ تسببت الفيضانات في خسائر كبيرة في الممتلكات والأرواح البشرية. وفي هذا السياق، تم تطوير مشروع التكيف مع تغير المناخ من خلال الإدارة المتكاملة للموارد المائية ودفع مقابل الخدمات البيئية (GIREPSE) والذي ينشد تطوير وسائل إعادة التفكير في الإدارة المتكاملة للمياه في سياق تغير المناخ. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين القدرة على تكيف الناس ومرونة النظم الإيكولوجية من خلال دمج وضع المناخ والأدوات القائمة على السوق (مثل دفع مقابل الخدمات البيئية) وفي السياسة عبر خطط عمل بيئية وتنموية. ويتم تنفيذ هذا المشروع البحثي في حوض تانسيفت من قبل الجمعية المغربية للعلوم الإقليمي (AMSR) و بالشراكة مع العديد من المؤسسات الوطنية والدولية. ومن جهته استعرض البروفسور دنون الصيفاوي، أستاذ باحث بكلية العلوم بعين الشق الدارالبيضاء، تجربة المغرب على مستوى الانتقال الطاقي والتقنيات المستخدمة وكذا تطبيقات تحلية مياه البحر. وتحدث الصفاوي عن التحديات الكبيرة الثلاث التي يعرفها العالم والتي تتجلى في أمن الإمدادات وتغير المناخ ثم التنافسية، مستعرضا مجالات تدبير مشكلة الطاقة والمياه وكيفية تطوير التقنيات في المجال من قبل مهندسي المغرب ونتائج نقل التكنولوجيا .. وتناول المهندس الشيخ الخرشي، رئيس قسم بالجماعة الحضرية أكادير، مجال تدبير النفايات بجماعة أكادير وبعض المظاهر البيئية بمدينة أكادير ومختلف المساعي التي تستهدف حماية البيئة وجودة الحياة، ومجالات تدبير المساحات الخضراء مع الاستدامة وكفاءة الطاقة والصرف الصحي السائل وإعادة استخدام المياه العادمة ثم مراحل إدارة النفايات بالمدينة.