ضربات الحظ تقصي الفريق الأخضر من عصبة أبطال إفريقيا ودع فريق الرجاء البيضاوي مسابقة عصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم من دور ثمن النهاية عقب خسارته أمام مضيفه وفاق سطيف الجزائري (حامل اللقب) بالضربات الترجيحية (4-1) في مباراة الإياب، التي جمعتهما يوم الجمعة الماضي، على أرضية ملعب 8 ماي بمدينة سطيف. وسجل هدفي فريق وفاق سطيف في هذا اللقاء، الذي أداره طاقم تحكيم من تونس بقيادة محمد سعيد الكردي، كل من الهادي بلعميري (د 7) ومراد دلهوم (د 49)، فيما كان عبد الإله الحافيظي (د 56) وعادل كروشي (د 90+3 ض ج) وراء هدفي الفريق الأخضر. وكان الفريقان المغربي والجزائري قد تعادلا في لقاء الذهاب بهدفين لكل منهما، حيث تقدم وفاق سطيف في مناسبتين عبر مهاجمه محمد بن يطو (د 45+2 و66)، فيما منح ياسين الصالحي (د 49) وعادل الكروشي (د 74 ض ج) هدفي التعادل للفريق المغربي. وسيخوض الرجاء الذي سبق له أن أحرز لقب مسابقة دوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات سنوات 1989 و1997 و1999، دور ثمن النهاية مكرر لمسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، التي ستسحب قرعتها يوم غد الثلاثاء بالقاهرة. على صعيد آخر، شجب الرجاء الاعتداءات على بعثة لاعبيه ومسيريه والوفد الصحفي المرافق وجماهيره، من قبل رجال الأمن بملعب "8 ماي 1945" بمدينة سطيف خلال مباراة الفريق أمام نادي وفاق سطيف الجزائري. وندد المكتب المسير للرجاء في بلاغ له ب "المضايقات التي تعرض لها لاعبوه داخل أرضية الملعب من ظلم تحكيمي وسحب لجامعي الكرات فضلا عن تعمد رمي الكرات إلى أرضية الملعب لتكسير الحملات المضادة للرجاء". وأبدى مسؤولو الرجاء استغرابهم من "الحرب التي شنها الأمن الجزائري ومسؤولو وفاق سطيف على بعثته بملعب 8 ماي دون أدنى اعتبار لواجب الضيافة والأخوة المفترض أن يجمع بين شعبي المغرب والجزائر". وأكد ذات المصدر أن مسؤولي الرجاء "لن يسكتوا عن الظلم الذي مورس على بعثتهم، خاصة أن الاعتداءات خلفت إصابات في صفوف بعض اللاعبين والصحافيين المرافقين، مستنكرا ما أسماها "المجزرة الرهيبة التي كان ضحيتها الجمهور الرجاوي وبطلها الأمن الجزائري". وأعرب المكتب المسير للرجاء عن أسفه من "تحويل مسؤولي وفاق سطيف والأمن الجزائري عرس رياضي بين فريقين عربيين إلى حرب سياسية، محاولين من خلالها الإساءة إلى الشعب المغربي رغم حفاوة الاستقبال الذي لقيته بعثة وفاق سطيف وصحافيوها في مباراة الذهاب بالمغرب". وكانت بعثة الفريق الأخضر قد تعرضت ل "اعتداءات شنيعة من قبل مسؤولي وفاق سطيف ورجال الأمن"، مضيفا أنها عاشت "رعبا حقيقيا" ب "ملعب 8 ماي" لم يسلم منه مسؤولو الرجاء والوفد الصحفي المرافق له. وتعرضت الجماهير الرجاوية، حسب الموقع الرسمي للرجاء، هي الأخرى لاعتداءات تسببت في إصابات متفاوتة الخطورة، أربع حالات منها خطيرة، ما اضطر بعثة الرجاء للبقاء بالملعب لأزيد من ساعتين. وانهال رجال الأمن على الجمهور الرجاوي في فترات متفرقة من المباراة بالضرب، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بكسور وإصابات متفاوتة، علما أن الحالات الأربعة الخطيرة تم نقلها على وجه السرعة إحدى مستشفيات سطيف بمساعدة رجال الوقاية المدنية. كما أبرز المصدر ذاته أن رئيس وفاق سطيف حمار اعتدى على رئيس الرجاء محمد بودريقة ب "الضرب والبصق" بعد نهاية الشوط الأول، إذ "توجه حمار إلى بودريقة واستغل انشغاله بالحدث مع الطاقم التقني .. وانهال عليه بالركل والسب والشتم أمام أنظار رجال الأمن". ولم يقف الأمر عند هذا، حسب الموقع، إذ تعرض اللاعبون محمد بوجاد ويوسف لكناوي ونور الدين باسكار وعبد الكبير الوادي لاعتداءات بالضرب من طرف رجال الأمن عقب محاولتهم التوجه لغرفة الملابس لدعم رفاقهم، علما أنهم اضطروا للجلوس بالمنصة الشرفية بعدما لم تخصص لهم مقاعد بالمنصة الشرفية كما هو متعارف عليه. وتابع المصدر أن اللاعبين الأربع تعرضوا ل "وابل من السب والشتم والاستفزاز من قبل الصحافيين الجزائريين"، مشيرا إلى أن رجال الأمن اكتفوا ب "محاولة تهدئة اللاعبين والبعثة الصحافية المغربية دون اتخاذ أي إجراءات". وحتى الوفد الصحافي الذي رافق الفريق الأخضر، نال حظه من الاعتداءات من الجانب الجزائري، إذ بدأت باستفزازات وحركات لاأخلاقية، قبل أن تتطور الأمور إلى "لكمات وركل وشتائم" في حق الصحافيين المغاربة. كما تعمد المسؤولون الجزائريين إجلاس الوفد الصحفي بجهة قريبة من جماهير وفاق سطيف، ما مكن هؤلاء من رشق الصحافيين المغاربة بقنينات ماء وأشياء صلبة، ناهيك عن منعهم من ولوج الملعب لأخذ تصريحات من لاعبي الفريقين، وتم احتجازهم بالمنصة الصحفية لأزيد من 45 دقيقة رغم مطالبتهم بالتوجه لغرفة ملابس الرجاء.