عاشت حركة القطارات الرابطة بين القنيطرةوالدارالبيضاء، صباح أمس الخميس، شبه شلل، دام ساعات. وبعد انتظار طويل للركاب بمحطات سلاوتمارة والصخيرات وبوزنيقة، أخبرت مصالح المكتب الوطني للسكك الحديدية بأن عطبا لحق قطارا بين القنيطرة ومحطة سلا تابريكت هو الذي تسبب في توقف الحركية وإلغاء بعض الرحلات. الخط المشار إليه يشهد كثافة كبيرة لكونه يرتبط بموظفين وطلبة ومئات الركاب الذين ينتقلون يوميا لممارسة عملهم، ولهذا فتأخر القطار أفضى، بشكل طبيعي، إلى تجمع مئات الركاب في مختلف محطات العبور، وخصوصا بين سلا والرباط وتمارة، ما نتج عنه غضب كبير وسط المسافرين، ومنهم من سيذهب إلى المطار للحاق بطائرته، أو أنه يخشى التأخر أو عدم الوصول إلى عمله أو إلى مؤسسته التعليمية، وكل هذا دفع عشرات المسافرين إلى الاحتجاج المشروع على الأعطاب وحالات التأخر التي صارت تتكرر بشكل كبير لدى المكتب الوطني للسكك الحديدية. وبدل أن يعمد مسؤولو المحطات وعناصر الأمن الخاص إلى احتواء الوضع وتهدئة الناس، لم يترددوا في مواجهتهم بفضاضة، بل وعمدوا إلى طلب تدخل الأمن، خصوصا في محطة تمارة، ما تسبب في تنامي الاحتقان والتوتر، وشهد بعض سلوكات تعنيف وشتم في حق ركاب محتجين من لدن عناصر الأمن، وحاولوا أيضا سحب هواتف من أصحابها لمنعهم من تصوير الاحتجاج وتدخل عناصر الأمن، وقد دام هذا التوتر لأزيد من ساعة قبل أن يصل القطار ويتم تفريق المحتجين... ولدى الوصول إلى محطة الدارالبيضاء الميناء عاينت "بيان اليوم" تجمع عشرات الركاب أمام باب مكتب بداخل المحطة للحصول على شهادات التأخر، لكن موظف المكتب لم يجد وسيلة لمنح هذه الشهادات الجاهزة غير رميها على رؤوس الركاب وتشتيتها وسط الحشود وتركهم يتسابقون عليها، في مشهد ينم عن انعدام كامل للذوق وغياب الاحترام للناس الذين دفعوا مقابله ثمن تذكرتهم وتحملوا كل العناء المشار إليه قبل الوصول. كاتب هذا المقال ولج محطة تابريكت بسلا على الساعة السادسة والنصف صباحا، وقطار السابعة والربع لم يأت، أما قطار 07H43mn الذي يصل إلى الدارالبيضاء المسافرين فلم يصل إلا في الثامنة والربع، وكانت أبوابه مزدحمة بالركاب لا يمكن ولوجها، ثم جاء قطار الدارالبيضاء الميناء في الثامنة والنصف، وركبه لكنه عانى من توقفات في الطريق، وخصوصا في محطة تمارة بسبب الاحتجاج، ولم يصل إلى الدارالبيضاء إلا في العاشرة وأربعين دقيقة، وطيلة كامل هذه الرحلة العجيبة لم يظهر ولا مراقب واحد داخل مقصورات القطار خشية تنامي الاحتجاج وسط الركاب. فقط نطلب أن تتعاملوا بإنسانية واحترام مع الركاب الذين يدفعون لكم مالا مقابل التذكرة وجودة الخدمات، وليس لكي تشتموهم وتهينوهم أو تطلبوا لهم الأمن في المحطات إذا احتجوا على تأخر القطارات.