يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى استقباله رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في البيت الأبيض يومه الثلاثاء إلى تشجيع طوكيو على البروز بشكل أقوى، وتوقيع اتفاقية تجارية إستراتيجية معها. وسيحظى آبي باستقبال يخصص عادة لرؤساء الدول يتضمن عشاء رسميا يحضره 300 شخص في البيت الأبيض، مما يبرز الأهمية التي توليها الولاياتالمتحدة لتعزيز هذه العلاقة، وتأتي زيارته بعد فوزه في انتخابات محلية اعتبرت بمثابة استفتاء حول إدارته. ويرحب البيت الأبيض برغبة آبي المتزايدة في إعادة اليابان كمركز للقوة في آسيا بمواجهة النفوذ المتزايد للصين سياسيا وعسكريا. إلا أن الدارة الأميركية ومراعاة منها للنفوذ الصيني، أطلقت إستراتيجية بعنوان "المحور في آسيا" تتقرب عبرها من عدة دول تتمتع بثقل اقتصادي في المنطقة لإقامة شبكة من التحالفات. وأعلن بن رودس مستشار السياسة الخارجية لأوباما أن الزيارة تأتي "في سياق جهودنا لإعادة التوازن في منطقة آسيا المحيط الهادئ". وكان آبي أعلن تأييده دورا أكبر لقوات الأمن اليابانية بما في ذلك اتفاق من المنتظر توقيعه الاثنين يتيح لليابان تقديم المساعدة إلى جنود أميركيين في حال هجوم أو مواجهات. وتم تفكيك الجيش الياباني الإمبراطوري في أعقاب الحرب العالمية الثانية لتحل محلة قوات الدفاع الذاتي، كما أن الدستور ينص على مبدأ السلام، وهو ما يسعى آبي إلى إعادة تفسيره. وقال رودس "نرحب بتطلع اليابان إلى دور بناء أكثر في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، وتابع أن "ذلك ينسجم تماما مع سياسة إعادة التوازن الأميركية". ويقوم جزء من سياسة إعادة التوازن على توقيع اتفاقات شراكة تجارية في المحيط الهادئ يشمل 12 دولة، بينها اليابانوالولاياتالمتحدة، وغيرها ممن تبدو راغبة في مواجهة النفوذ المتنامي للصين. وأعلن السفير الياباني لدى واشنطن كنيشيرو ساساي أن "المفاوضات مستمرة منذ فترة"، وأن أوباما وآبي سيرحبان ب "التقدم الكبير" الذي تم تحقيقه، وأضاف أن الزيارة ستكون "تاريخية". وكانت طوكيو والبيت الأبيض أعربا عن أملهما في أن يحصل أوباما على موافقة الكونغرس من اجل تسريع الاتفاق قبل الزيارة مما سيفسح في المجال أمام إعلان نهائي يومه الثلاثاء، إلا أن الخلافات السياسية في الكونغرس تعني بأن الأمر لن يتم قبل ماي. وترى طوكيو في مثل هذه الموافقة شرطا لتوقيع الاتفاق، وكان أوباما تعرض لانتقادات من بعض أعضاء حزبه الديمقراطي أعربوا عن خشيتهم أن يؤدي مثل هذا الاتفاق إلى خسارة وظائف أميركية وانتقالها إلى الخارج. وفي الأسبوع الماضي، بدأ أوباما التركيز بشدة على دحض هذه المخاوف، وقال في كلمته الأسبوعية إلى الأمة "افهم شكوك الكثيرين من الاتفاقات التجارية لان الاتفاقات السابقة لم تكن دائما بالمستوى المتوقع". وتابع "نحن نتعلم دائما من دروس الماضي، لكن أن نحاول أن نوقف الاقتصاد الدولي عند حدودنا ليس أحد هذه الدروس". ولا يزال المفاوضون يعملون على مسائل صعبة مرتبطة بالسيارات والزراعة إلا أنه يبدو من المرجح التوصل إلى اتفاق لأن آبي يسعى إلى تعزيز إصلاحاته الاقتصادية في الداخل بينما أوباما يريد دعما من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للاتفاق ما سيشكل انتصارا له، وقال السفير ساساي "هناك إرادة قوية جدا من الجانبين للتوصل إلى اتفاق".