شارك الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بسنغافورة ; في قمة زعماء آسيا ومنطقة المحيط الهادي (أبيك)، وذلك في إطار جولة آسيوية تدوم ثمانية أيام هدفها تأكيد الانخراط الأميركي في القارة والالتزام بحماية أمنها. وفي هذا الإطارأجري الرئيس الأميركي اجتماعات ثنائية مع الرئيسين الروسي، ديمتري ميدفيديف، والإندونيسي سوسيلو بامبانغ يوديونو، قبل توجهه إلى الصين في إطار رحلة آسيوية تستغرق ثمانية أيام. وفي الصين تنتظر أوباما ملفات عديدة، من الخلاف التجاري وانبعاثات الغاز -التي تعد الصين مصدرا رئيسيا لها- إلى كوريا الشمالية وحقوق الإنسان وتايوان، قبل أن يختتم جولته بكوريا الجنوبية، أحد أوثق حلفاء الولاياتالمتحدة. وكان أوباما قد تعهد من اليابان -أولى محطات جولته- بمواصلة التعاون مع الصين، وأكد أن قوتها مصلحة عالمية. وقال متحدثا أمام 1500 شخص تقريبا في طوكيو ; إن «الولاياتالمتحدة لا تحاول احتواء الصين، ولا تريد للعلاقات مع الصين إضعاف تحالفاتنا الثنائية». وحسب أوباما ، فإن «صيناً صاعدة قوية ومزدهرة ، هي مصدر قوة» للعالم وسند في وجه التحديات الدولية المستعجلة. ورغم أن أوباما أكد أن بلاده لا توافق الصين في كل شيء ; إذ «لا نتردد في إثارة القيم الأساسية العزيزة علينا والتي تشمل احترام ديانات وثقافات كل الشعوب»، فإنه لم يشر إلا لِمامًا إلى حقوق الإنسان. وكانت ميانمار الموضوع الوحيد الذي أشار إليه صراحة في هذا الإطار، ولم يذكر إطلاقا قضيتي التبت أو الإيغور في إقليم شنغيانغ. وكان تركيز أوباما في خطابه على الصين كبيرا في محطته الأولى اليابان، المنافس التقليدي للصين في آسيا. وحسب الدبلوماسي الياباني السابق، شينتاني كيجي، فإن هناك مخاوف يابانية من أن أميركا تثمن أكثر علاقاتها مع الصين عندما يقول أوباما إن بلاده لا تفضل احتواءها. وأكد أوباما التزام بلاده بحماية حلفائها في آسيا، بما في ذلك استعمال سلاح الردع النووي، وذلك شيء «يجب أن يكون واضحا». ورغم دعوته مجددا إلى إلغاء هذا السلاح في العالم، فإنه قال إن الولاياتالمتحدة ستحتفظ به للردع ما استمرت الحاجة إليه. وأكد أوباما في طوكيو رغبة الولاياتالمتحدة في تعميق حلفها مع اليابان في وقت بدت عليه معالم فتور بسبب ملفات، بينها الخلاف على أفغانستان، وقاعدة أوكيناوا، بعدما أزيح الديمقراطيون الليبراليون من الحكم لأول مرة في نصف قرن.