أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها ،أنها تريد "مزيدا من التوضيحات" حول طبيعة الموقع الثاني لتخصيب اليورانيوم في مدينة قم وهدفه. وأضافت الوكالة في تقريرها أن كشف إيران المتأخر عن هذا الموقع يثير القلق بشأن احتمال وجود مواقع سرية أخرى في البلاد. وقال التقرير إن إيران أبلغت الوكالة الذرية بأنها بدأت في بناء الموقع المحصن قرب قم عام 2007 ، وأن العمل فيه سيبدأ عام 2011، إلا أن لدى الوكالة أدلة على أن المشروع بدأ عام 2002 وتوقف عام 2004 واستؤنف عام 2006. وأشارت إلى أن موقع قم في "مرحلة متقدمة" من البناء، ومن المقرر أن يتولى تشغيل ثلاثة آلاف وحدة طرد مركزي. كما اتضح لمفتشي الوكالة أن إيران خفضت، منذ غشت الماضي، عدد وحدات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في موقع نطنز الرئيسي بواقع 650 إلى 3936 وحدة، في حين زادت بصورة طفيفة العددَ الإجمالي لهذه الوحدات القائمة إلى 8692. وفي أول رد فعل على التقرير، قال مندوب طهران لدى الوكالة الذرية، علي أصغر سلطانية، لوكالة فارس الإيرانية للأنباء ، إن "إيران ستواصل ممارسة حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية بما في ذلك عمليات التخصيب". ودعا سلطانية أعضاء الوكالة إلى "وضع نهاية لهذا التكرار الممل، إذ إن التقرير الجديد للوكالة لم يقدم جديدا". وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أبدى تحديا جديدا للغرب بشأن البرنامج النووي, وقال إنه لا تفاوض فيما سماها الحقوق النووية للأمة الإيرانية. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن نجاد قوله إن التعاون سيكون طبقا لما تحدده الوكالة الذرية, معتبرا أن هذا التعاون بذلك الإطار سيكون في مصلحة الغرب. وكان رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، قد انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلا، إن "السياسة الأميركية التي تتضمن خطوات لتجديد العقوبات، توضح أن أوباما ليس خيرا من سلفه". في هذه الأثناء ، تواصل القوى الكبرى ضغطها على إيران، فقد وجه الرئيس الأميركي تحذيرا لإيران من نفاد الوقت أمام الجهود الدبلوماسية. وعقب مباحثات مع الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في سنغافورة, رأى أوباما أن إيران "عاجزة حتى الآن على الأقل عن الموافقة على ما يقر الجميع بأنه نهج خلاق وبناء". ومن جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت فجيبز، إن المهلة الممنوحة لإيران حتى نهاية العام لا تزال سارية. وعلى الصعيد نفسه تحركت موسكو وباريس للضغط على طهران، وحصل أوباما على ما وصفته وكالة الصحافة الفرنسية بأنه أكبر دعم من روسيا. وتعبيرا عن ذلك، قال ميدفيديف إن إيران تخاطر بالتعرض للعقوبات, مشيرا إلى أنه يمكن اللجوء إلى ما سماها أساليب أخرى -لم يكشف عنها- ما لم تسفر المباحثات عن نتائج. كما عبر عن شعوره بالإحباط, قائلا إن موسكو ليست راضية تماما عن نتائج الجهود المبذولة حاليا لحل الأزمة. كما كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن محاولات واشنطن دفع موسكو إلى التهديد العلني بفرض عقوبات قريبا إذا لم تستجب إيران.