من أنشطة مهرجان ابن مسيك للمسرح الاحترافي في إطار الدورة السادسة لمهرجان ابن مسيك للمسرح الاحترافي الذي يسهر على تنظيمه فضاء القرية بالدار البيضاء، تم تنظيم ندوة حول موضوع "الصيغة الجديدة للدعم وتباين المواقف حولها"، بمشاركة رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح، مسعود بوحسين وحسن هموش رئيس الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة والحسن النفالي مستشار وزارة الثقافة، وتأطير الأستاذ سعيد طنبور. مسعود بوحسين: الدعم المسرحي تعبير حمال أوجه اعتبر رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح مسعود بوحسين أن الدعم المسرحي تعبير حمال أوجه، مذكرا بأنه أتى لإنقاذ المسرح المغربي من السكتة القلبية، وأنه كان مجرد حل ظرفي لأزمة مزمنة. وأوضح بوحسين أن أزمة المسرح هي أزمة تنظيم، علما أنه كان يمارس في سياق سوسيوثقافي معين، غير أنه مع ميلاد تجربة الدعم، ظهرت مشاكل ذات طبيعة تنظيمية. حيث أنه تغيرت شروط الممارسة المسرحية من حيث التنظيم وتمويل الأعمال، وتأسست تنظيمات مسرحية مهنية، وتم التضييق على الصناديق السوداء التي كانت تتحكم في الحركة المسرحية. وذكر كذلك أن الخطأ الذي وقع فيه الفاعلون في القطاع المسرحي، هو أنهم اعتبروا الدعم المسرحي هو الذي من شأنه أن يحل جميع مشاكل الممارسة المسرحية. غير أنه أصبح هناك وعي بأن الدعم المسرحي بحاجة إلى إعادة النظر في صيغته، حيث أنه في اللقاء الذي تم مع وزير الثقافة الحالي، مع مجموعة من التنظيمات المسرحية الأكثر تمثيلية، تمت مناقشة مطلب مبني على تصور للدعم يقطع مع مجموعة من السلبيات التي سادت في ممارستنا المسرحية، من حيث الترويج والإنتاج، ومما تضمنته الصيغة الجديدة للدعم، توطين الفرق المسرحية بقاعات العرض، مع استفادة الفرق المتميزة من جولة وطنية، والعمل بمبدأ التعاقد عوض الدعم بصيغته الكلاسيكية. ولعل من بين أهم ما تمخض عن مناقشة ملف الدعم المسرحي، الرفع من ميزانيته إلى مليار ونصف، بعد أن كان لا يتجاوز نصف مليار. حسن هموش: ضرورة الانفتاح على الجماعات المحلية ورأى رئيس الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة حسن هموش أن إشكالية الدعم هي ذات بعد فلسفي، حيث أن جميع صيغه التي طرحت للتداول تميزت بتباين في المواقف، والنقاش المستفيض، مذكرا بأن الدعم المسرحي أتى ليعطي نفسا جديدا للممارسة المسرحية، مما ترتب عنه خلل في البنية التركيبية للمسرح. وأكد هموش أن الصيغة الجديدة للدعم المسرحي تطلبت سنة كاملة من الاشتغال، انخرطت فيها الفيدريالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة والنقابة المغربية لمحترفي المسرحي باعتبارهما قوة اقتراحية، مع الوزارة الوصية على هذا القطاع، وتم التوصل إلى خلق بنية جديدة، من حيث الإنتاج والترويج، والتوطين والإقامات الفنية وفنون الشارع. وخلص إلى أن هذا المشروع يظل غير متكامل ولا يحقق طموح المسرحيين، داعيا إلى ضرورة الانفتاح على الجماعات المحلية والقنوات التلفزية، لتمويل الحركة المسرحية. الحسن النفالي: تجربة الدعم المسرحي عرفت مدا وجزرا وأوضح مستشار وزارة الثقافة الحسن النفالي أن تجربة الدعم المسرحي عرفت مدا وجزرا، غير أنه مع وزير الثقافة الحالي تم تحقيق مجموعة من المكتسبات، أخذا بعين الاعتبار أن له إرادة مبنية على تشارك مع الهيئات المهنية التي لها تمثيلية أكبر في القطاع المسرحي. وذكر النفالي أن الصيغة الجديدة للدعم، تنبني على رؤية تأخذ بعين الاعتبار دعم سلسلة الإنتاج كلها، من الكتابة إلى أن يصل المنتوج إلى الجمهور. حيث شملت هذه الصيغة، الإقامة الفنية لأجل تشجيع الكتاب على التأليف، وورشات التكوين، والإنتاج والترويج، والمشاركة في المهرجانات، وأيضا تنظيم المهرجانات، ومسرح الشارع.