بعد ثلاثة أيام من النقاشات الحادة حول طرق اشتغال النقابة المغربية لمحترفي المسرح في السنوات الأخيرة، وحول القرارات التي اتخذتها بعض هياكل النقابة بشكل انفرادي دون اللجوء إلى المجلس الوطني، الذي انعقد لمرة واحدة في السنوات الأخيرة جانب من أشغال المؤتمر السادس للنقابة (خاص) وبعد الأخذ والرد حول إجراء مقاطعة الدعم المسرحي لموسم 2011 – 2012، ومقاطعة المهرجان الوطني للمسرح الاحترافي الأخير، الذي لم يكن محط قبول من طرف جميع أعضاء النقابة، وتفاعل الاستقالة الجماعية ل 40 مسرحيا من منطقة مراكش من النقابة، انتخب المسرحيون المشاركون في المؤتمر السادس للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بمراكش أيام 16، و17، و18 دجنبر الجاري بمدينة آسفي، مكتبا وطنيا جديدا للنقابة يتكون من 24 عضوا برئاسة المسرحي الشاب، مسعود بوحسين خلفا لحسن النفالي. كما انتخب المسرحيون، الذين حضروا المؤتمر السادس للنقابة المغربية لمحترفي المسرح المنظم تحت شعار "المسرح في قلب التغيير: نحو سياسة عمومية لإصلاح القطاع المسرحي"، الذين بلغ عددهم 145 مؤتمرا، مكتبا وطنيا يتكون من المسرحيين: ميلود الحبشي، وسالم كويندي، ومحمد بسطاوي، وعبد الكبير الركاكنة، والحسين الشعبي، وفاطمة وشاي، ومحمد خميس، وعبد الله صباري، وماجدة زبيطا، وكريمة بنميمون، ومحمد خشلة، وعمر جدلي، وتوفيق شرف الدين، ومحمد الداسولي، ومحمد الأزهر، وإبراهيم مصدق، ومحمد البلهيسي، والطاهر القر، والحسين تجيتي، وعزالدين بونيت، وعبد الله موالين، وأمين نسور، ونورالدين زيوال. وفي تصريح ل "المغربية" ذكر المسرحي مسعود بوحسين، المنتخب رئيسا للنقابة بالإجماع، بعدما حصل توافق قبل التصويت، وسحب محمد الأزهر لترشيحه، أن الدور المقبل للمكتب الجديد للنقابة يتمثل أساسا في العمل على متابعة الملفات الكبرى، التي سبق الاشتغال عليها في الفترة الأخيرة، ومواجهة التحديات المطروحة على المستوى الخارجي، أما على المستوى الداخلي، فالنقابة كفيلة بتدبير اختلافات أعضائها واحتوائهم، خاصة أنها كلها نابعة من الغيرة على المسرح والفن والثقافة بالمغرب. وأضاف بوحسين أن الرهانات الأساسية للنقابة تكمن في استكمال التأسيس الذي انطلق مع حكومة التناوب، وتفعيل قانون الفنان، الذي يحتاج إلى الكثير من الإجراءات، وعلى رأسها حث الدولة على دعم القطاع حتى "لا يظل الفنانون مجرد أجراء في المجال الفني، وحماية المهنة من الدخلاء، ومن اقتصاد الريع، الذي لا يخدم الجسم المسرحي ولا البلد"، مشيرا إلى أن النقابة ستفتح حوارا مع الحكومة المقبلة لحماية الفنان الدرامي، وصون كرامته. وأوضح بوحسين أن أجواء المؤتمر كانت إيجابية جدا، وعرفت نقاشات حادة وصريحة بين المؤتمرين، الذين دعوا إلى تنزيل القوانين التنظيمية للفن والثقافة الواردة في الدستور الجديد، وإنشاء مؤسسة اجتماعية لخدمة الفنانين المسرحيين، وتصحيح الحالات السلبية المرتبطة بالإنتاج الدرامي والنضال من أجل تحقيق مكاسب جديدة لفئة الفنانين، وتطوير المنتوج المسرحي بالبلاد. وأردف بوحسين أنهم سيعملون على المطالبة بخلق مؤسسة تعنى بالمسرح يمكن أن يطلق عليها اسم المركز المغربي للمسرح والفرجة. وبخصوص الخطة الوطنية لتأهيل المسرح المغربي، التي أعدتها النقابة، وكانت محط نقاش في المؤتمر، ذكر بوحسين أنها ستعرض قريبا على الجهات الحكومية المسؤولة عن القطاع، وأنها صيغة جديدة تقطع مع المرحلة السابقة، مبنية على تفكير نسقي للقطاع ككل، تسعى بالأساس للنهوض بالممارسة المسرحية بالمغرب ومأسستها بشكل جيد. أما عن الاستقالة الجماعية ل 40 مسرحيا من مراكش، التي أخذت وقتا مهما من النقاش في المؤتمر، فذكر بوحسين أنها لم تقبل لحد الساعة، وأنهم يأملون في أن يغير المسرحيون من مراكش رأيهم، وأن يدبروا اختلافهم، خاصة أن الأمور المختلف حولها يمكن تجاوزها بالحوار، وهو الأمر الذي أكده عبد الكبير الركاكنة، عضو المكتب الوطني بالنقابة، الذي قال إن الباب مازال مفتوحا، وأن على المستقلين يجب أن يتراجعوا عنها، وأن يقبلوا بالحوار الديمقراطي، الذي حاولت النقابة المغربية لمحترفي المسرح إرساءه على مدى 18 سنة من ممارسة العمل النقابي. من جهته صرح المسرحي، حسن هموش، من ضمن المسرحيين المستقيلين من النقابة من مراكش، أن الاستقالة جاءت بعد مجموعة من المحاولات والنقاشات، بهدف وضع حد لبعض الخروقات والتجاوزات، التي لمسناها في فرع مراكش للنقابة، مشيرا إلى أنه "منذ تقديم الاستقالة الجماعية ل 40 فنانا مسرحيا من مراكش من النقابة، لم تفتح هذه الأخيرة أي حوار معنا ولم تتصل بنا، كما لو أن شيئا لم يقع". وأوضح هموش أنه يقبل الاختلاف والنقاش، لكنه لا يقبل الشتم وقلة الحياء، خاصة أن هناك من كالوه الكثير من الكلام القبيح واللاأخلاقي عبر المواقع الإلكترونية والمواقع الاجتماعية، مؤكدا أنه مع الممارسة المسرحية الجادة، ومع الممارسة النقابية الديمقراطية الحقة، لا مع الاستخفاف والضرب عرض الحائط بالمكتسبات.