نشاط مسرحي جديد بعد أسبوعين في الدارالبيضاء تقدمه مؤسستين مغربيتين قاطعت المهرجان الوطني للمسرح الاحترافي، المنظم الشهر الماضي في مكناس. حسن هموش رئيس التنسيقية - خاص وعلمت "المغربية" أن هذا الملتقى المسرحي الجديد تنظمه التنسيقية الوطنية للفرق المسرحية، وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ما بين 23 و28 يوليوز الجاري، بالدارالبيضاء، باحتضان من مجلس مدينتها، ودعم من النقابة المغربية لمحترفي المسرح. ويصف أصحاب المبادرة، الملتقى المسرحي التأسيسي، بانطلاقة فنية يمكن أن تشمل مستقبلا المدن المغربية الأخرى، ولم لا أن يتحول إلى ملتقى مسرحي عربي؟! خاصة بعدما حصل على وعود من طرف المجلس البلدي على انتظامه بشكل سنوي، وعلى دعم الفاعلين المسرحيين بالمدينة. ويقول أصحاب المبادرة إن هذا الملتقى يهدف إلى تعميق النقاش الفني، الدائر الآن في المغرب، حول الممارسة المسرحية، من خلال تقديم عروض مسرحية، وتسليط الضوء على سؤال الثقافة والفنون في الدستور المغربي الجديد، واستحضار الدعم المسرحي وتدبير الشأن الثقافي والفني بالمغرب، الذي يشهد الكثير من الاختلالات. وأوضحت تلك المكونات، في تصريح ل"المغربية"، أن هذا الملتقى المسرحي ليس بديلا للمهرجان الوطني للمسرح الاحترافي بمكناس، الذي تعتبره مكسبا وطنيا لا يمكن الاستغناء عنه، وأن مقاطعة المسرحيين له في دورته الأخيرة، الثالثة عشرة، ما هي إلا رسالة من الفنانين المسرحيين للجهات المسؤولة، لتأخذ بعين الاعتبار مطالب المسرحيين، وتهتم بشكل فعلي بالممارسة المسرحيةككل. وذكر حسن هموش، رئيس التنسيقية الوطنية للفرق المسرحية الاحترافية، أن مهرجان المسرح الاحترافي بمدينة مكناس "مكسب مسرحي يجب الحفاظ عليه، وأن مقاطعتنا للدورة الثالثة عشرة منه كانت وقفة تأملية للعملية المسرحية ككل، ودعوة لخلق الحوار حول الممارسة المسرحية، التي لم تتحقق إلا مع مسرح الهواة في فترة السبعينيات من القرن الماضي". وأضاف هموش أن الملتقى المسرحي الأول بمدينة الدارالبيضاء، جاء استجابة لمطالب المسرحيين بتعميق النقاش حول الممارسة المسرحية، من خلال نشاط فني، فضلوا تسميته "ملتقى" بدل "مهرجان"، للخروج من شرنقة المهرجانات، مشيرا إلى أن الملتقى يسعى إلى التنويه بالفرق المسرحية المغربية، التي اتخذت موقفا جريئا تجاه وزارة الثقافة، وقاطعت الدعم والمهرجان المسرحيين. وأوضح هموش أنهم لم يلجأوا إلى المقاطعة من أجل خلق الضجة، بل من "أجل فتح الحوار حول الممارسة المسرحية، التي تعيش أزمة خانقة، خاصة أن الدعم الذي رصد لها، خلال الثلاث عشرة سنة الماضية لم يتجاوز 3 ملايير درهم وبعض السنتيمات"، قائلا إنهم مع عقلنة المال العام، ولكنهم، أيضا، مع المسرح، الذي يرقى بذوق المواطن المغربي ويخدمه. وتساءل هموش عن المسرح الذي تريده الجهات المسؤولة للمجتمع المغربي وعن المانع، الذي يحول بين وزارة الثقافة وفتح الحوار مع المكونات المسرحية الثلاثة، التي سبق لها أن وجهت رسائل بهذا الخصوص لوزارة الثقافة، ولكنها لم تستجب لذلك، رغم أن وزير الثقافة بنسالم حميش، دعا للحوار في افتتاح المهرجان الوطني للمسرح الاحترافي، وفاجأ المسرحيين، كما قال حسن هموش، بالإعلان عن فتح الباب للترويج المسرحي، بعدما أعلنوا عن دعم الإنتاج، الذي قاطعته أغلب الفرق المسرحية. ويتضمن برنامج هذا الملتقى المسرحي الأول، عددا من العروض المسرحية للكبار والصغار تقدمها 22 فرقة مسرحية محترفة من مختلف جهات المغرب. كما يشمل البرنامج ورشات في تقنيات المسرح، وندوتين حول "سؤال الثقافة والفنون في الدستور المغربي الجديد"، وموضوع "الدعم المسرحي، نحو تدبير يخدم الإبداع". وستتوزع فعاليات الملتقى على عدد من مسارح وفضاءات الدارالبيضاء، لتقريب الفرجة المسرحية من السكان، ولفسح المجال أمام الجمهور العريض ليطلع على جديد المسرح المغربي، ويتفاعل مع فنانيه الرواد والشباب. وستشكل هذه الدورة فرصة لتعميق التواصل بين مبدعي المسرح والاطلاع على تجارب بعضهم البعض، ومعاينة ما وصلت إليه الحركة المسرحية المغربية، إبداعا وتنظيما.